الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فلسطيني يقاوم الحرب بالفن.. "محمد": أبطالي سيخرجون يومًا لمواجهة الشر

محمد
محمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الطريق لم ينته بعد، ما زال هناك ضوء فى آخر النفق، على خطى هذه الحكمة يسير الفلسطينى محمد الدلو، فلا يرى غير الأمل، ولا يملك إلا التفاؤل كأسلوب حياة، فعلى الرغم من ولادته بمرض ضمور العضلات الذى يصاحبه منذ الصغر، ومروره بـ٣ حروب وحصار دام لـ١١ عاما، إلا أنه لم يستسلم ولم يخضع لليأس، بل حاول بث الأمل فى قلوب الصغار عن طريق رسوماته، فهو يرى أن شخصيات «الأنمي» الكرتونية، هى أنسب مثال يمكنه إقناع الأطفال بأن الخير سينتصر فى نهاية القصة، وستعود الحقوق إلى أصحابها.
فى البداية لم يدرك الشاب العشرينى الحكمة فى خلقه مختلفا عن غيره، فعاش حياة متقلبة حتى انتهى من المرحلة الثانوية، وتسبب بعده عن أصدقائه فى مروره بمرحلة صعبة يملأها الاكتئاب والعزلة عن الجميع، حبس محمد نفسه داخل غرفته لمدة ٣ أعوام، جلس على الإنترنت يقلب فى مقاطع الفيديو، حتى جذبه أحد فيديوهات تعلم الرسم، «نعم إنها الموهبة التى دفنتها بداخلى فى الصغر وحان الوقت لإخراجها إلى النور»، إنه حديث محمد إلى ذاته وبنبرة تدمج ما بين العتاب والألم، طلب صاحب «الهمم» من والدته إحضار أقلام وورق رسم وألوان إلى غرفته، فما كان من الأم إلا أن لبت طلب نجلها دون السؤال عن السبب.
وعن قصته مع موهبة الرسم يقول «قرأت كثيرا عن الرسم، وشاهدت العديد من مقاطع الفيديو، حتى أتقنت ذلك الفن، ورسمت العديد من لوحات الأنمي، فأنا أرى تلك الشخصيات رموزا للخير، وأشعر أنهم موجودون بيننا فى صورة أبطال حقيقيين سيأتى اليوم الذى سيخرجون فيه لمحاربة الأشرار وتدمير الباطل، وإعادة الحق إلى أصحابه، تعرفت على مجموعة شباب عام ٢٠١٣، وتكونت بيننا صداقة قوية، فكانوا السبب فى خروجى للعالم مرة أخرى، وإظهار لوحاتى بمشاركتى فى المعارض الفنية».
ويختتم: «فى البداية كنت خائفا من تقييم اللجنة لرسومات الأنمى بتاعتى لكن حدث مثل ما توقعت، فى العام التالى تعرضت لوعكة صحية، ودخلت فى غيبوبة، خرجت منها لا أتذكر شيئا سوى أننى أحتاج إلى الإمساك بيد أمي، ناديتها، وصاحبتنى للمنزل، وقررت أن أستمر فى موهبتى دلوقتى برسم بأقلام الفحم، وألوان الإكريلك والماء، أتقنت فن المانديلا، والبوب آرت، والفن التعبيري، ووصل عدد لوحاتى لما يقرب من ٨٠ لوحة، وأحلم بالوصول بها إلى المعارض العالمية».