الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مكالمة مع وزير التربية والتعليم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مساء يوم الإثنين الماضي قررت بعد مداولات وأخذ ورَد مع نفسي، أن أجازف وأتصل بوزير التربية والتعليم لسؤاله عن طلب خاص بي إن كان قد وصل مكتبه أم لا، ولم يخطر ببالي للحظة واحدة أن هذا الرقم هو فعلا يخص الدكتور الفاضل طارق شوقي وزير التربية والتعليم المصري، وإن كان رقمه فعلا فبكل تأكيد لن يرد على رقم مجهول.
وما أن بادرت بالاتصال حتى تغيرت كل حساباتي وتوقعاتي، حيث فوجئت بالوزير يرد عليّ قائلا: مين معايا؟ فطبعا مع وقع الصدمة كان ردي عليه ساذجًا ومرتبكًا قائلة: حضرتك دكتور طارق شوقي بجد؟ فأجابني بمنتهى التواضع والذوق: أيوه، اتفضلي تحت أمرك، فاعتذرت له على الإزعاج، فإذا به يجيب: لا مفيش إزعاج يا فندم اتفضلي، فقلت له: أنا عايدة أحمد فتحي،  معلمة لغة عربية والمشرفة على القسم بمدرسة أكتوبر القومية،  إحدى المدارس التابعة لسيادتكم،  وسألته إذا كان بالفعل يمكن الانتداب من مدارس المعاهد القومية إلى الوزارة أم لا؟ فأجابني: وبكل قطع طبعًا، أنتم لكم كل الحقوق كنظرائكم، وإذا كان لك أي طلب بالوزارة فبإمكانك التواصل مع المكتب بالوزارة، واعتذر لي بمنتهى التواضع نظرا ليومه المتكدس بالمهام والمسئوليات، فوجدت نفسي أسأله للمرة الثانية: حضرتك متأكد إنك الوزير؟!!! فضحك وأجاب: أيوه والله أنا الوزير، فشكرته واعتذرت له على إضاعتي لوقته الثمين وأنا أعلم جيدا حجم مسئولياته وانشغالاته بحال التعليم في مصر.
وفي اليوم التالي فوجئت باتصال من مكتب السيد الوزير ليسألني عن تفاصيل وسبب الاتصال بالوزير.. حينها فقط أيقنت أن مصر قد تغيرت، وتتغير للأفضل، وأن هذا الوزير يمتلك فكرا حديثا،  وليس نظاما جديدا للتعليم فقط، فمنذ متى والوزير يتواصل مع أفراد منظومته بكل هذا التواضع والسلاسة؟! وكيف لمعلمة أن تقتحم تليفون وزير التربية والتعليم بعد يوم شاقّ ويكون الرد بكل هذا الهدوء والترحيب والاحترام من سيادته؟!
الحقيقة أن الموقف كان غريبا عليّ لأسباب تتعلق بعملي كصحفية قبل التحاقي بالعمل بوزارة التربية والتعليم، حيث عملت بجريدة الأهالي ثم المجلس الأعلى للثقافة، وتعاملت مع الكثير من الوزراء والمسئولين حينها، وكنا نعاني من صعوبة الوصول إليهم لأخذ تصريح صحفي أو إجراء حوار، وكان الوضع يستغرق أحيانا أكثر من شهر للجلوس مع الوزير لمدة نصف ساعة وأحيانا كان المسئول يرفض ذلك بحجة الانشغال أو رفضه للتواصل من الأساس، أما الآن فلدينا وزير بأبواب مفتوحة وبقابلية لكل الناس، ونستطيع الوصول له في أي وقت؛ لأنه يعمل ضمن منظومة يقودها رئيس جمهورية، لا ينام من أجل راحة شعبه، فتحية للوزير المحترم،  وللرئيس عبدالفتاح السيسي الأب والإنسان.