السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انزلوا.. ولا تتنازلوا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المشاركة فى الاستفتاء حق دستوري، فلا تفرط فى حقك، قل رأيك حتى تسهم فى صناعة مستقبل وطن أنت مكونه الأساسي. 
انزل وشارك لتكون فاعلا، ولا يتنازل عن حقه إلا متراخ مهان ارتضى أن يكون مفعولا به، فلا أعز ولا أغلى من تلك الوقفة أمام قاض تقول فيها كلمتك غير متواكل على الآخرين، وما كان تراجعنا طوال عقود مضت إلا بسبب التواكل.
انزل وقل كلمتك، ولا تضع نصب عينيك إلا مصلحة الوطن، فإن ساءك منافق أو استفزك متلون فاغمض عينيك، فلا مستقبل لهؤلاء الذين حصروا أوطانهم فى جيوبهم، وقصروا مكاسبهم على ما يتقاضونه، واعلم أن هؤلاء طفيليات تطفو على السطح لتطيح بها أمواج الوطنية، وافصل بين رئيس انحاز إليك ولبى نداءك عندما طلبته.. ومنافقين هو نفسه مل سماجتهم ولم نستمع منه يوما ثناء عليهم.
افصل بين رئيس لم يثق فى هؤلاء المتلونين، وكن على يقين أنه يعرفهم أكثر منك، ويعلم عن خباياهم ما يحاولون إخفاءه، والدليل على ذلك أن أحدا منهم لم يتبوأ ما يطمح إليه حتى لو احترف التطبيل.
افصل بين شرفاء قالوا كلمتهم فى وقت عز فيه الكلام، وبين من دأبوا الاختباء فى أوقات الشدة، وعد بذاكرتك إلى الوراء ستجد عددا هائلا من المنافقين تم استبعادهم من الساحة، وكن واثقا أن من استبعدهم قادر على استبعاد من تبقى منهم.
انزل وشارك لتصنع بوقفتك أمام اللجان هذا المشهد الحضارى الذى صنعته فى استحقاقات سابقة فشعرت بالعزة والكرامة، واعلم أن أحدا لن يفرض عليك الموافقة على التعديلات أو رفضها، فهذا حقك الذى تباهى به أمام الجميع. 
انزل ولا تستمع للذين يحرضونك على عدم المشاركة، فهؤلاء أصحاب أغراض، منهم من أقصى لأنه تكسب بتجارته بالوطن، ومنهم من اعتقد أنه أنجز ما حدث فى يناير، وكان سببا فى ثورة الشعب فى يونيو، وانتظر المقابل دون جدوى، ومنهم من هرب إلى الخارج ليطل من منصات تمولها دول تتربص بالوطن، ومنهم من حصل على جنسية أخرى ولن يضيره تمزق الوطن.
انزل وقل كلمتك إما رفضا أو قبولا، دون أن يعكر صفو مشاركتك حزب ادعى أنه ظهير للرئيس، أو حاول بعض من فيه إعادة سطوة الحزب الوطني، فلا الحزب ظهير للرئيس..ولا من فيه يمثلونك، أما باقى الأحزاب التى تخطت المائة فلا سلطان لها إلا على العشرات من أعضائها، فلا يزعجك نفاق بعضهم، ولا تستوقفك كرتونية البعض الآخر.
انزل وشارك دون أن يستفزك غياب نائب دائرتك عنك بعد أن أعطيته صوتك، فأنت لا تلبى نداءه بل نداء الوطن، كما أنك لا تلبى نداء مذيع تلون بلون كل الأنظمة، فصار ينافقها جميعا، ولا نداء صحفى أصبح عبئا على من ينافقهم قبل أن يكون عبئا عليك.
انزل وشارك.. ولا تتنازل عن حق كفله لك الدستور.