«الرزق مكتوب وجاي لا محالة».. جملة ترددها أم عبده التى تخطت الستين عامًا، وتقف على فرشتها فى حلقة السمك منذ ٣٥ عامًا.. وعندما سألناها عن قلة حركة البيع، وارتفاع أسعار الأسماك قالت جملتها الشهيرة «الرزق جاي لا محالة».
تفترش أم عبده أمام محل الأسماك الذي تشتري منه بضاعتها بسعر الجملة، تلك عادتها بعد وفاة زوجها، تاركا خلفه ٥ أبناء من بينهم فتاتان، اضطرت للعمل لإطعامهم، فجاءت من قريتها «هرية رزنة» بأبنائها الصبية ليحملوا معها أعباء الحياة ويعملون فى المحل ذاته، ذاقوا المشقة ليأكلوا من كد أيديهم دون سؤال الناس، ذاقت ألم الفقد مرة ثانية بموت أحدهم، ليبقى ولدان كانوا قرة عينها وأقدامها التى تحملها، مرت السنوات وقطفت ثمرة جهدها، بابتسامة أحفادها من أبنائها الـ٥، أراد أبناؤها تكريمها بعد المشيب، إلا أن الزبائن أبوا الإقبال على الأسماك، إلا بوجودها، فهي عشرة عمر بينها وبين الزبائن حسب قولها.
تقول «أم عبده»: «ربنا كملها بالستر بعد شقا العمر، ومعادش ليا طلبات، جوزت ولادي وشفت عيالهم، وبعد ما قلت أرتاح وأقعد في البيت، الزباين سألوا عني، رجعت تاني الحلقة أهو أساعد ولادي وأشوف الناس، وتتابع: «لكن اللي حزني ارتفاع أسعار السمك، الزبون يجي يسأل ويمشي من غير شراء، ولو اشترى يا دوب نص وزن زمان، وأدينا قاعدين ندلل عليه، وبنضطر نبيعه زي ما اشتريناه، وبنرضى بأقل مكسب وساعات نخسر، لكن ما نعرفش غيرها شغلانة».
وتابعت «أم عبده»: «اتعودنا في كل سنة في شهري مارس وأبريل ارتفاع أسعار السمك، لكن السنة دى زيادة فوق طاقتنا، وأرجعت زيادة أسعاره إلى انتظار الاحتفال بشم النسيم، خاصة البلطي والبوري حيث سحبه من السوق بكميات كبيرة للشي والفسيخ، كما أن الزريعة لم تخرج للسوق بعد وهذا قلل المعروض من المبيعات وبالتالي ارتفاع سعره.
وذكرت «أم عبده» بتنهيدة قائلة السمك سعره قفز وبقى أقل سعر كيلو سمك ٣٠ جنيها والجمبري الناس مابقتش تعرف شكله لأن سعره ٢٠٠ جنيه».. واختتمت «أم عبده»: «نفسي الناس تعيش من غير كدر، ونرجع نبيع ونشتري من غير تعب، وعندي أمل أن بكره هيكون أحلى والخير جاي، والتجار الكبار بكره ربنا يهديهم ويراعوا ربنا في الناس».
