انتشرت ظاهرة الانتحار داخل المجتمع المصرى بمعدلات كبيرة فى الآونة الأخيرة، ولعل الفشل والخوف من المواجهة أبرز دوافع هذه الجريمة فى حق النفس، فعدم القدرة على مواجهة التحديات والمشكلات والتربية الخاطئة للأطفال، تصنع منهم شبابًا هشًا لا يقوى على المواجهة، وعند تعرضهم لأى أزمة يدخل إلى قلوبهم شعور الفشل، ويبدأ هوس التفكير فى الانتحار، فيدفع حياته ثمنًا لضعفه وعدم معرفته بأن لكل مشكلة حل، وأنه بين حين وآخر تزول المشاكل.
مدينة العمرانية كانت قد شهدت انتحار شاب ثلاثيني، بسبب إصابته باكتئاب دفعه للتخلص من حياته، فربط حبلًا بالسقف وشنق نفسه، وتم نقل الجثة إلى المستشفى وإخطار النيابة للتحقيق.
وفى دائرة قسم الجيزة، أقدم عاطل على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الرابع، بعد إصابته بالعمى أثناء إجراء جراحة فى العين، وتم نقله إلى المستشفى وأخطرت النيابة للتحقيق.
وفى منطقة البدرشين، أقدم شاب فى العقد الثانى من العمر، على الانتحار بإلقاء نفسه بنهر النيل، بسبب أزمه نفسية، وتم نقل الجثة إلى المشرحة وأخطرت النيابة للتحقيق، كما شهدت مدينة السادس من أكتوبر انتحار ربة منزل خوفًا من الفضيحة بسبب خلافات بينها وبين زوجها، الذى هددها بفضح أمرها أمام أسرتها، وإخبارهم بأنها على علاقة بشاب آخر.
فى هذا السياق، قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، إن المخدرات أهم أسباب ظاهرة الانتحار، مشيرًا إلى أن تلك السموم تجرد متعاطيها من عقله وتسلبه قدرته على إدراك ما يدور حوله، وكذلك المشكلات الأسرية والتفكك الذى بات أحد أهم أسباب مختلف أنواع الجرائم.
وأضاف «فرويز» أن البعد عن الدين أحد الأسباب أيضًا، وكذلك المواد المعروضة على شاشات التلفزيون فى كل المنازل، والتى تحرض على العنف وتبرر الجرائم لأبطال العمل، فتكون الجريمة مباحة فى نظر المشاهدين.
وأشار الخبير النفسى إلى أن التربية الخاطئة للأطفال وجعل الطفل بلا هوية أو شخصية حقيقية، تجعله يواجه المشكلات والتحديات دون الهروب منها، من أهم أسباب الانتحار، موضحًا أن طريقة تربية الطفل تبنى مسار حياته مستقبلًا.
