الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بيوت السويس.. التي حكى عنها "الخال"

الشاعر الكبير عبدالرحمن
الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأتى شهر أبريل حاملًا معه ذكرى ميلاد ورحيل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، الذى رحل عن عالمنا فى ٢١ أبريل ٢٠١٥، وشهدت مراحل حياته العديد من التغيرات والصعوبات، أبرزها ما عاشه فى المدينة الباسلة السويس التى شكلت جزءًا كبيرًا من وجدانه، وشهدت سيلًا من الأشعار والكلمات التى كانت لها مفعول السحر فى المقاومة بعد نكسة ٦٧ وحتى نصر أكتوبر ٧٣.
وتناول النائب عبدالحميد كمال، عضو مجلس النواب عن محافظة السويس وصاحب كتاب «السويس.. الأبنودى تجربة وطن» جزءًا من قصة الراحل والفترة التى عاشها فى السويس عقب نكسة ١٩٦٧ حتى نصر أكتوبر ٧٣ وعلاقته بشعب السويس والفقراء والبسطاء والشعراء وأبطال المقاومة الشعبية.
ويرى «كمال» أن الأبنودى هو الأكثر حبًا للسويس والأكبر إنتاجًا بين الشعراء، مشيرًا إلى حجم الأعمال التى كتبها الراحل متأثرًا بالسويس، مثل ديوان «وجوه ع الشط» الذى يؤرخ لأكثر من اثنتى عشر شخصية بسيطة من فلاحى السويس وعمالها، وهم شخصيات حقيقية عاش بينهم، وقدمهم من خلال برنامج إذاعى متفرد بالتعاون والتنسيق مع ابن السويس الإعلامى الكبير محمد عروق، مدير إذاعة صوت العرب التى كانت تذيع الديوان بصوت الأبنودى، من إخراج عادل جلال، وكان البرنامج يذاع يوميًا من خلال شهر رمضان؛ ومن الأوبريتات الغنائية المسرحية خلّد الأبنودى أبطال المقاومة الشعبية والفدائيين أبناء السويس الذين شاركوا وكونوا منظمة سيناء بالتعاون مع المخابرات المصرية للقيام بأعمال فدائية ضد العدو الإسرائيلي.
يقول «كمال»: «خروج الأبنودى قويًا من السجن بعد أن قضى قرابة العام فى زنزانة بسبب اتهامه بالانضمام لأحد التنظيمات اليسارية، فلم ينكسر وسافر إلى السويس عقب النكسة لينضم إلى المقاومة شاعرًا قويًا، ليشارك مع فرقة أولاد الأرض التى غنت للمقاومة معلنة رفضها للهزيمة».
وأضاف النائب من خلال معايشة كاملة للأبنودى خلال فترات مهمة فى تاريخ الوطن بعد هزيمة ٦٧ وفترة الاستنزاف للعدو الإسرائيلى، حتى نصر أكتوبر، كتب الأبنودى ديوان جوابات الأسطى حراجى القط العامل فى السد العالى إلى زوجته فاطمة لأحمد عبدالغفار فى «جبلاية الفار» تلك القرية الصغيرة فى السويس وديوان «أنا والناس»، «وبعد التحية والسلام».
وأضاف النائب: «لم تكن أغنية «يا بيوت السويس» التى خص بها الشاعر السويس هى الوحيدة التى عبر فيها عن حبه للسوايسة بل أغنيات «المسيح - يا بلادنا لا تنامى - موال النهار» وغيرها من الأغانى العاطفية، ونكشف فى الكتاب الأعمال الكاملة له عن تلك الفترة وعلاقته بالحركة الأدبية والثقافية بالسويس فى تجربة فريدة من عمر الوطن. ويتابع «أما عن الأغانى العاطفية نجد أن أفضل وأجمل ما كتبه الأبنودى من أغانى عاطفية كتبها الأبنودى متأثرًا بالأجواء الجميلة وبمنطقة جناين السويس أو بساتينها والحدائق المميزة وتحت أشجارها المزهرة الجميلة والمثمرة أيضًا بالبرتقال والعنب والمشمش السويسى، حيث كتب الأبنودى أغنية وهيبة التى غناها محمد رشدى من ألحان عبدالعظيم عبدالحق فكان الأبنودى متأثرًا بالممرضة وهيبة الجميلة التى كانت تعمل بالوحدة الصحية بقرية عامر بالسويس، وكان الأبنودى قد تعرف على الفنان محمد رشدى أثناء زيارته للسويس من أجل رفع الروح المعنوية للجنود أثناء فترة حرب الاستنزاف، وقد قام الأبنودى بتقديم محمد رشدى لأبناء السويس باعتبارهم أبناء العمومة بمنطقة القطاع الريفى والجناين».
ويحكى كمال «كتب الأبنودى أغانى زفة البرتقال والله ان ما اسمريت يا عنب بلدنا آه يا اسمرانى اللون التى غنتها الفنانة شادية كل تلك الأغانى تحت تكعيبة العنب فى أرض سعد جلال المعروف باسم أبومازن هذا غير أغنية مال عليه مال فرع من الرمان التى غنتها فايزة أحمد فقد كتبها الأبنودى بجوار جنينة مبارك طايع كان اسم رمان قد أطلق على الأبنودى فى طفولته، حيث قام ذات مرة بسرقة الرمان من إحدى الحدائق المجاورة لمنزلهم فى أبنود، وتم اكتشاف السرقة وقام صاحب الجنينة على غزالى بإهداء كمية من الرمان لأسرة الأبنودى تقديرًا لقيمة الجوار وحبًا لعبدالرحمن الأبنودى وطفولته وشقاوته العفوية».
ولفت كمال إلى أن هواء السويس العليل على شط القناة أو فى ظلال الأشجار والبساتين والأزهار ورائحة الفاكهة بجناين السويس كان له أثر كبير فى كلمات الأغانى العاطفية للخال، مثل أغنية الهوا هوايا وأنا كل ما أقول التوبة لعبدالحليم حافظ وعلى الرملة لمحمد رشدى «وإذا كان الأبنودى تكلم عن رجال السويس باعتبارهم نماذج حية الكابتن كابوريا، حسن بتاع الجرايد، عربى بوف، النمس والضيف وغيرهم فإن الأبنودى لم ينسَ نماذج من سيدات السويس ابتداء من فاطمة أحمد عبدالغفار، البت جمالات، فتحية أبوزعوع أم على وسعاد بلير».