الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"نوتردام" احترقت قبلة الأدباء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنيسة نوتردام ..لم تكن معلما دينيا فحسب، بل كانت قِبلة الأدباء يتجولون في أروقتها ليكتبوا صورا رائعة لقصص وروايات أدبيه تجعل القارئ يتأمل ويعيش داخل كل ركن فيها متنسما عبق التاريخ والأصالة.
حين يذكر اسم نوتردام نتذكر رائعة فيكتور هوجو والذي لقب بسببها بشكسبير الرواية، والتى تدور أحداثها حول طفل أحدب يُدعى "كوازيمودو" لقيط قبيح المظهر، ويربيه القس فى كنيسة نوتردام، ويُدعى "الدوم كلود فرولو"، ويدربه ليكون قارع الأجراس فى الكنيسة ذاتها، وقد نجح الكاتب الكبير فيكتور هوغو في تقديم شخصية تحمل صفات خيالية تمتزج بمظهر خارجى قبيح وصفات داخلية حسنة في أواخر العصور الوسطى بباريس وتم اختيار كوازيمودو ليكون زعيم المهرجين في احتفال سنوي يسمى "احتفال المهرجين"، وهذا ما لم يرده سيده، حيث أراده أن يقضي بقية عمره في الكنيسة وألا يظهر أمام الناس بسبب مظهره السيئ، ولكي لايرعب الناس. وكانت الفتاة الغجرية أزميرالدا من الشخصيات المهمة في احتفال المهرجين، واكتسبت إعجاب الناس برقصها، وتغري ملاحقيها ومنهم فرولو. 
يفشل دوم فرولو بجذبها إليه لذلك يحاول أن يمتلكها بالعنف والاغتصاب. وهو ابن عائله غجرية أتت إلى نوتردام بهدف السرقة ولكن فرولو أمسك بهم وهربوا وبقي كوازيمودو معه.
لقد كانت كاتدرائية نوتردام بحق من أجل الأماكن وأعرقها، ففيها عبق التاريخ ورمز الأصالة، حيث يعود بناء الكاتدرائية التي تعد من المعالم الأبرز في فرنسا، إلى عام 1163، والتي استغرق بناؤها حوالي 200 عام، وتتمتع بمجموعة من أجمل الواجهات الزجاجية الملونة روعة وتصميما، وترتفع قبة الكاتدرائية إلى 300 متر وهي مدعمة بأقواس ومن دون أعمدة في الوسط، وتعتبر من أكثر الأماكن التي تجذب السياح حول العالم حيث يزورها 13 مليون شخص سنويا.
لقد احترق المعلم التاريخي وتعددت الأقاويل حول سبب الحريق، ما بين أعمال التجديد وترجيح كونه عملا إرهابيا، والنتيجة واحدة فقد خسر العالم رمزا جماليا للأصالة والعراقة.