السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"مسرح الجنوب".. وجبة فن على طبلية "الصعيد"

«مسرح الجنوب».. وجبة
«مسرح الجنوب».. وجبة فن على طبلية «الصعيد»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتضن محافظة أسيوط بصعيد مصر، فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب، التى تنظمها مؤسسة «س» للثقافة والإبداع، برئاسة الناقد الفنى هيثم الهواري، تحت شعار «مسرح ضد الإرهاب»، فى الفترة من 11 حتى 17 أبريل الجاري، برعاية وزارتى الثقافة، والشباب والرياضة ومحافظة وجامعة أسيوط. تقدم هذه الدورة وجبة دسمة من الفن المسرحى لشباب الأقاليم فى قرى، نجوع، مستشفيات محافظة أسيوط، حيث إنها المرة الأولى التى يقام بها مهرجان دولى للمسرح على مستوى العالم فى القرى المصرية بالمحافظة.
وينافس على المسابقة الرسمية لهذه الدورة 9 عروض مسرحية بداية من محافظة الفيوم حتى أسوان، بمشاركة 6 دول عربية، وهى «مصر، العراق، المغرب، تونس، السودان، جنوب السودان»، إلى جانب مجموعة من الورش الفنية فى «التمثيل والإخراج»، «صناعة العرائس»، «الديكور المسرحي»، «الإنتاج والتسويق»، «التأليف المسرحي» باستخدام التراث والفلكلور، إضافة إلى ورشتين تنظم لأول مرة فى المهرجانات المصرية، وهما، ورشة «المكياج المسرحى» تقدمها لأول مرة فى مصر الفنانة الجزائرية وخبيرة المكياج السينمائى والمسرحى حكيمة جلايلى، وورشة مهارات الاتصال فى الفن المسرحى ويقدمها الدكتور جمال جابر، ويسعى المهرجان فى دعم وتشجيع طاقات شباب الأقاليم على الإبداع، بهدف وصول الثقافة لمستحقيها فى قرى ونجوع صعيد مصر.
تستعرض "البوابة نيوز" في هذا الملف فكرة المهرجان والحفاظ على استمراريته.



رئيس المهرجان: الجمهور كلمة السر لنجاح الدورات السابقة
قال الناقد هيثم الهواري، رئيس مهرجان مسرح الجنوب، إن فكرة انطلاق مهرجان للمسرح فى الجنوب، جاءت من أجل الفرق المسرحية المستقلة والهواة فى الجنوب المصري، التى لا ترى النور وسط هذا الزخم من الأعمال المسرحية والمهرجانات فى مختلف محافظات مصر، واعطاء الفرصة لهؤلاء الشباب الموهوبين لإثبات ذاتهم وتحقيق أهدافهم عن طريق الفن، أحد مصادر القوة الناعمة، من خلال المحافظة على الموروثات الشعبية والفلوكلور المصرى، وذلك عن طريق العروض المسرحية التى يقدمها شباب محافظات الجنوب، وتسجيلها وتوثيقها، خاصة أنها بدأت فى مرحلة الاندثار دون أن تلقى اهتماما من أحد بتسجيلها.
أضاف الهواري، أن الجمهور هو سر نجاح دورات المهرجان السابقة، وهو الحافز والدفعة إلى الاستمرارية له، ويسعى المهرجان إلى تثقيف الشباب وتنمية مواهبهم ومحاربة الإرهاب، وتطوير دوراته حتى يصل إلى العالمية، وإيمانه القوى بالكنوز الموجودة فى صعيد مصر خلقت لديه المسئولية فى صناعة مهرجان قادر على نقل ثقافة الجنوب إلى جميع دول العالم، ويستمد المهرجان طاقته من العروض المسرحية التى تعتمد على التراث والموروث الشعبى التى تتناولها وتقدمها الفرق المستقلة والهواة من شباب الأقاليم لتعلم فنون المسرح بصورته الاحترافية، والمساهمة فى تنشيط حركة الإنتاج المسرحى فى الأقاليم، وقد بلغت العروض التى اكتشفها المهرجان على مدار دوراته السابقة تخطت الـ ٣٤ عملا مسرحيا، إلى جانب العروض التى انتجت خلال المهرجان، مؤكدا أن تطوير المهرجان من خلال الدورات المقبلة قد تصل إلى العالمية، وذلك من خلال احتكاك شباب الجنوب بالفرق الأجنبية والعربية بالمشاركات الدولية.



مسرحيون: الصعيد به جواهر مكنونة تحتاج للتنقيب عنها
قال الناقد الدكتور حسن عطية، أستاذ النقد المسرحى بأكاديمية الفنون، ورئيس لجنة التحكيم، إن العروض المسرحية المقدمة فى هذا المهرجان خاصة الدورة الرابعة، تستهدف التعريف بالموروث الشعبي، وتعزيز دوره فى بناء الهوية الوطنية، مضيفًا أن هذا المهرجان يعد واحدًا من المنصات الأساسية لاستقبال العروض التراثية من محافظات الجنوب، مؤكدا أن العمل المسرحى يلعب دورًا كبيرًا فى مواجهة المتطرفين، وإقامة هذا المهرجان فى منطقة الجنوب والصعيد فى غاية الأهمية، وسوف يجعل الشباب يعبرون عن أنفسهم فى فرق مسرحية تخرج طاقتهم ومواهبهم الفنية والإبداعية.
وقال المؤلف والمخرج شاذلى فرح، إن مهرجان مسرح الجنوب يعقد كل عام فى محافظة مختلفة، خاصة أنه يهتم بمدن الصعيد المختلفة، وهو ما يجعل المسرحيين يحظون بفرصة مشاهدة عروض مهمة، فنجد عروضا قادمة من أسوان والوادى الجديد والمنيا والفيوم والأقصر وقنا والبحر الأحمر، وكل ذلك يعطى فرصة لعمل حراك مسرحى مميز، مؤكدا أن فكرة التسابق فى المهرجان هى تظاهرة مسرحية واحتفال مسرحى يسعى المشاركون فى تحقيقه، فالجائزة الحقيقية هى أن تتعرف الفرق على بعضها، خاصة أن أسيوط بها جمهور واع ومثقف.
وقال المؤلف أيمن سلامة، إن إقامة المهرجان فى محافظة أسيوط يؤكد أن الدولة بدأت فى الاهتمام بالصعيد بشكل خاص وملحوظ، حيث كانت منطقة الصعيد مهمله بشكل كبير لسنوات عدة، رغم أن الصعيد ولد منه الكثير من الكتاب والعباقرة وشخصيات شهيرة للغاية، من بينهم «عباس محمود العقاد، طه حسين، أحمد فؤاد نجم، الموسيقار عمار الشريعى، الزعيم جمال عبدالناصر، وغيرهم من الذين تنتمى جذورهم إلى صعيد مصر، وهو بيئة خصبة لخلق الإبداع، وآن الأوان لإلقاء الضوء على هذا الجزء الهام من المجتمع المصرى، وأعتقد أن الصعيد به جواهر مكنونة تحتاج من يفتش عنها ويظهرها، مشيرا إلى الفنان عادل إمام قدم مسرحيته فى أسيوط متحديًا الإرهاب، وهى بداية لمحاولة تقديم ثقافة لأهالى الصعيد.
وأكد الشاعر درويش حنفى درويش، أن فكرة المهرجانات المسرحية تعد وسيلة مهمة لتحفيز المبدعين، وشحنهم بالطموحات، وهذا المهرجان فرصة لاختبار قدرة الشباب على تقديم فنون العرض المختلفة، كما أنها فرصة للتلاقح الثقافى وهو أمر حيوي، فكل عرض مسرحى يقدم للمشاهد المهتم بالخصوص خبرات فنية مؤثرة، وهو فرصة الانتشار وما يحتاج إليه الفنان فى مقتبل حياته الفنية، مشيرا إلى أن هناك مجال مهم ركزت عليه فى الفترة الأخيرة بالتحديد فى العقدين الأخيرين من حياتي، وهو تدوين وتأويل التراث الشعبى المصرى فى الصعيد، لدى ما يقرب من ٢٠ كتابا فى التراث الشعبي، متمنيا الاستمرارية لهذا المهرجان.



الفنان ابراهيم نصر: تكريمي من مسرح الجنوب حالة حب
عندما نتذكر «أهلا يا دكتور»، «عطشان يا صبايا»، «مصر بلدنا»، «احنا جدعان قوي»، «البالوظة»، «عائلة عصرية جدا»، «زكية زكريا والعصابة المفترية»، «زكية زكريا تتحدى شارون» كلها أعمال مسرحية لا تخلو من ذاكرة المسرح المصرى والعربي، فنحن أمام موهبة كوميدية استطاعت بفنها المتميز أن يلتف حولها الجميع، إنه الفنان الكوميدى إبراهيم نصر.
أول من ابتكر برامج المقالب الضاحكة التي تعتبر قريبة الصلة بمسرح الشارع، وحققت نجاحا منقطع النظير من خلال شخصية «زكية زكريا»، التى قدمها فى أكثر من عمل مسرحي، جسد العديد من الأدوار المختلفة، منها الكوميدى والتراجيدى التى أثرت فى نفوس متابعيه، إضافة إلى أعماله السينمائية والتليفزيونية التى جعلته ينال العديد من التكريمات.
تحدث الفنان إبراهيم نصر، عن تكريمه من مهرجان مسرح الجنوب، ورؤيته للفرق الهواة والمستقلة، والمواهب الشابة فى الأقاليم.
■ ماذا يمثل هذا التكريم لك؟
- أعتبره حالة حب، وعندما أجد نفسى محبوبا يكون هذا التكريم غاليا على قلبى، موجها الشكر لإدارة المهرجان؛ لأنها تذكرتنى، وأتمنى أن أكون دائما فى هذا المستوى الذى يستحق هذا التكريم.
■ حدثنا عن مشوارك الفنى مع المسرح؟
- فى الحقيقة المسرح ما زال عشقى الأول والأخير، ولكن للأسف المسرح الآن قليل، قدمت فيه العديد من المسرحيات، وكانت البدايات مع ثلاثى أضواء المسرح، وبعدها فى «أهلا يا دكتور»، «البالوظة»، وآخرها مسرحية «زكية زكريا والعصابة المفترية»، وكل هذه المسرحيات حققت نجاحا نقديا وجماهيريا، وقد حققت مسرحية «زكية زكريا» أعلى إيرادات فى تاريخ المسرح المصري، وقدمت بعد هذا النجاح مسرحية «زكية زكريا تتحدى شارون» استغلالا للنجاح الكبير الذى حققته هذه الشخصية، وبعد ذلك فكرت فى استئجار مسرح لأقدم عليه مسرحية جديدة، لكن وجدت أن أسعار الإيجارات مرتفعة جدا، حيث وصل اليوم الواحد إلى ١٥ ألف جنيه، وهذا الأمر مكلف جدا للغاية، وهذا ما اضطرنى للتوقف.
■ هل ترى أن مسرح الجنوب يعطى الفرصة لفرق الهواة والمستقلة فى حل أزماتهم نحو المسرح؟
- نعم هذا ما يفعله ويسعى له المهرجان، فهو نواة لفرق كثيرة ونجاحات كبيرة فى المستقبل، لأن الهواة هم مستقبل الفن فى مصر، متمنيا من القائمين على إدارة هذا المهرجان، ألا يعودوا لحظة إلى الخلف، ويستمروا فى تحقيق نجاحه المطلق، الذى يسعى المهرجان فى منح الفرصة للهواة فى تحقيق ذاتهم وتنمية مواهبهم الفنية.
■ هل تتابع فرق الهواة فى الأقاليم؟
- بالفعل أتابع الفرق المسرحية الجديدة، عندما تعرض فى القاهرة، على خشبات المسارح مثل الهوسابير، والفلكى، وغيرها من المسارح التجريبية، وأرى أن هناك نماذج مميزة فى فرق الأقاليم تبشر بوجود جيل من عمالقة الفن المسرحى فى المستقبل، وقد جدت وجوها جديدة مثل «على حسيب»، بالإضافة للعديد من الوجوه الجديدة الواعدة.
■ ما الرسالة التى توجهها لفناني الأقاليم الذين لا يجدون فرصة للظهور؟
- أنصح هؤلاء الفنانين بالتشبث بالفن الجاد، وبذل قصارى جهدهم فى تقديم أعمال فنية هادفة وأن يقدموا مسرحيات جيدة، ويعملوا على تكوين فرق حقيقية لأنفسهم، حتى يستطيعوا تحقيق النجاح، لأن النجاح ليس سهلا على الإطلاق، ومن يتردى ويسقط لن ينهض فى ظل المواهب الموجودة على الساحة الفنية فى الوقت الحالي.
■ كيف ترى تجربة الشباب فى مسارح الأقاليم؟
- فى الحقيقة الشباب يصرون على النجاح ويسعون له بقوة لتحقيق أهدافهم، والفنان «النجم» لم يولد كبيرا، والرفاهية ليست بوابة للنجومية، وقد تعبنا فى بداية مشوارنا جدا لجذب أنظار الجمهور، والفن لا يوجد به «واسطة»، لأن الجمهور لا يتقبل الفنان إلا إذا شهد دوره على خشبات المسرح.
■ ما المشروع المسرحى الذى تسعى لتحقيقه؟
- أتمنى تقديم مسرح تجريبى، أقدم فيه عروضا مسرحية لنصوص عالمية مثل «الإمبراطور جونز»، «زيت الحيتان»، «شرقا إلى كارير»، كلها أعمال تتناول شخصيات ذات قيمة فنية جاده، كما أتمنى تقديم عمل بعيد عن القطاع الخاص والكوميدى.