الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

التبرع بالأعضاء.. الكاثوليكية اعتبرته عملا نبيلا ويجب تشجيعه.. وتضامن بشري متجرد لمن لا يتبعون معتقدا دينيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أشجعكم فى الدفاع عن الحياة وتعزيزها من خلال الوسائل الرائعة للتبرّع بالأعضاء». مذكرًا بكلمات يسوع: «أَعطُوا تُعطَوا: سَتُعطَونَ فى أَحضانِكُم كَيْلًا حَسَنًا مَركومًا مُهَزْهَزًا طافِحًا، لِأنَّه يُكالُ لَكم بِما تَكيلون». «سوف ننال مكافأتنا من الله بحسب المحبّة الصادقة والملموسة التى أظهرناها تجاه القريب».. هكذا عبر البابا فرنسيس، خلال استقباله أعضاء الجمعية الإيطالية للتبرع بالأعضاء قائلًا: إن تطورات طب زرع الأعضاء قد جعلت ممكنًا التبرُّع بالأعضاء بعد الموت، وفى بعض الأحيان أيضًا فى الحياة، لإنقاذ أرواح بشريّة أخرى؛ من أجل الحفاظ واستعادة وتحسين الوضع الصحي للعديد من المرضى الذين لا يملكون حلًا بديلًا. 
وتابع بابا الفاتيكان: إن التبرُّع بالأعضاء يجيب على حاجة اجتماعيّة لأنه، وبالرغم من تطوّر العديد من العلاجات الطبية، تبقى حاجة الأعضاء كبيرة. مع ذلك فإن معنى التبرّع بالأعضاء للمتبرّع وللمستقبل وللمجتمع لا يتوقّف فقط عند «فائدته» إذ إنَّ الأمر يتعلّق بخبرات إنسانية عميقة ومفعمة بالمحبّة والغيريّة. إنَّ التبرّع بالأعضاء يعنى أن ننظر ونذهب أبعد من أنفسنا، أبعد من احتياجاتنا الفرديّة والانفتاح بسخاء على خير أوسع. فى هذا المنظار لا يظهر التبرّع بالأعضاء كفعل مسئوليّة اجتماعيّة وحسب وإنما كتعبير للأخوّة الشاملة أيضًا التى تربط جميع الرجال والنساء ببعضهم البعض. 
المسيحية الكاثوليكية والتبرع بعد الموت
وبالنسبة للتعليم المسيحى للكنيسة الكاثوليكية، قال البابا فرنسيس «إنَّ التبرّع بالأعضاء بعد الموت هو عمل نبيل وجدير بالثواب ويجب تشجيعه على أنّه علامة تضامن سخي». بفضل البعد العلائقى الطبيعى للكائن البشري، يحقق كلٌّ منا نفسه أيضًا من خلال المشاركة فى تحقيق خير الآخرين. يمثل كل فاعل خيرًا لا لنفسه وحسب وإنما للمجتمع بأسره أيضًا؛ من هنا معنى الالتزام لإحراز خير القريب. 
وقال: فى الرسالة العامة «إنجيل الحياة» يذكّرنا القديس يوحنا بولس الثانى أّنه من بين التصرفات التى تساهم فى تغذية ثقافة حقيقية للحياة: «نذكر خصوصًا التبرّع بالأعضاء، الذى وإذا تم بمقتضى القواعد الأخلاقية، يتيح للمرضى اليائسين أحيانًا من الشفاء، فرصةً جديدة لاستعادة الصحة لا بل الحياة». 
لذلك من الأهمية بمكان الحفاظ على التبرُّع بالأعضاء كفعل مجانى غير مدفوع. فى الواقع، إن جميع أشكال تسليع الجسد أو جزء منه تتعارض مع الكرامة البشريّة. ولذلك فى التبرُّع بالدم أو بعضو من الجسد من الضرورى احترام وجهة النظر الأخلاقية والدينية. 
وبالنسبة للذين لا يتبعون أى معتقد ديني، ينبغى على هذا التصرّف تجاه الإخوة المعوزين أن يتمَّ على أساس تضامن بشريٍّ متجرّد. أما المؤمنون فهم مدعوون لعيشه كتقدمة للرب، الذى تشبّه بالذين يتألّمون بسبب المرض وحوادث السير أو حوادث العمل. ما أجمل أن يقدّم تلاميذ الرب أعضاءهم، فى إطار القانون والأخلاق، لأنها تقدمة للرب المتألّم الذى قال لنا إنّ كل ما فعلناه لأخ محتاج قد فعلناه له. وبالتالى يمكن أن تنبعث من موتنا ومن تقدمتنا الحياة والصحّة للآخرين، مرضى ومتألّمين، فنساهم فى تعزيز ثقافة المساعدة والعطاء والرجاء والحياة. إزاء التهديدات ضدّ الحياة التى نشهدها يوميًّا، كما فى حالة الإجهاض والموت الرحيم، يحتاج المجتمع لهذه التصرفات الملموسة للتضامن والمحبّة السخيّة.