الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

طالب ثانوي خرج من بيته لـ"لقمة العيش" فعاد قتيلا.. ووالدة الضحية: "كبلوه بالحبال وألقوه في الترعة للاستيلاء على التوكتوك"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خرج الشاب يوسف صاحب الـ19 عامًا، مساء الثلاثاء الماضي، كعادته من منزله بمنطقة الصف للعمل على مركبة "توكتوك" باحثا عن زبائن من أجل العيش الحلال، بعد أن ودع والداته، مغادرًا المنزل على أمل العودة قبل منتصف الليل، لكنه كان بمثابة اللقاء الأخير، إذ استدرجه مجموعة من اللصوص بحجة توصيلهم لأحد الأماكن، وقبل أن يصل بهما إلي المكان الوهمي الذي أرشدوه عنه، تعدوا عليه بالضرب من الخلف، وكبلو قدميه ويديه بالحبال وألقوا بجثته داخل ترعة تمر من داخل القرية، واستولوا علي التوكتوك وفروا هاربين.



"البوابة نيوز"، انتقلت لمركز الصف بالجيزة، للوقوف على ملابسات الحادث من خلال رواية أسرة المجني عليه.
داخل حجرة صغيرة بمنزل بسيط مكون من طابقين جلست والدة الشاب المتوفى، فاطمة شعبان، تجفف دموعها حزنا على فقدان نجلها الأكبر، لتروي لـ "البوابة نيوز"، تفاصيل الواقعة قائلة: "يوسف أول فرحتي في الدنيا، حيث إنها عندما تزوجت من والده لم تتخيل أنها سوف تنجب هذا الشاب الطموح الذي كان بمثابة شيخا عاقلا يسير وسط القرية.
وأشارت إلى أنه عقب ولادته تسللت المشكلات إلى عش الزوجية تباعا، حتى عصفت بأركان المنزل وانفصلت عن والده وحملته وتوجهت به لمنزل والدها، حتى بلغ أشده وأصبح رجلا وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى وصل إلى الصف الثانوي الأزهري، مستطردة: "حرموك من حلم دخول الجامعة، وقتلوك غدر يا قلبي".
وأضافت والدة الضحية": كانت الأمور تسير طبيعة ونشأ نجلي في حب اشقائي الذين اعتبروه واحدا منهم وليس نجل أخت لهم، مشيرة إلى أن مساء يوم الثلاثاء الماضي، كان يحمل لها كابوسا لن تنساه طول حياتها، فبعد أن ودعها نجلها للذهاب لتوصيل أحد الأشياء لشقيها محمود، الذي يمتلك لتصليح مركبات التوك توك، والبحث عن زبائن من أجل كسب المال الحلال، عن طريق العمل كسائق لتوك توك مع أخي.

وأوضحت أنه لم يكن يعمل بشكل دائم عليه وأنه كان يهوي فقط أن يشغل فراغه بها ومن جانب آخر يوفر متطلبات نفسه، واستقل الشاب مركبة التوكتوك، وتوجه نحو محل خاله، وبعدها انفطعت اخباره، بعدما لم يصل مما أثار الذعر في قلب أخي وقام بالاتصال بي وأخبرني أن يوسف لم يحضر إليه وهنا توقعنا أنه ذهب لمكان بعيد لتوصل أحد الزبائن وسوف يعود في وقت قصير، لكن حدث ما لم نكن نتوقع.
وتابعت: ظل أخي طول الليل يومها يبحث عن نجلي الغائب الذي انتظر الجميع عودته، لكن كل المحاولات بائت بالفشل، وفي صباح اليوم التالي وبعد مرور 24 قمنا بتحرير محضر تغيب، وظلت محاولت البحث من قبل أسرتي مستمرة، وفحصنا كل القري والنجوع والوديان والمناطق الجبلية الوعرة، لكننا لم نجده كأنه "فص ملح وداب"، مرت سته ايام علي هذا الحال، وبعد فشل محاولات الجميع، قررت أن اطرق باب الشيوخ والدجالين للبحث عن نجلي المفقود.
واستطردت: "كنت مستعده ابيع عيوني من أجل خبر يطمئن فؤادي علي الغائب الذي تركني أصارع هول الحياة بمفردي".


وأردفت: "ظهر أمس كنت أستعد للسفر إلى منطقة حلوان لأحد الشيوخ، فحضر لي أحد الجيران وأخبرني أنهم عثروا على جثة شاب ملقاة أول القرية وعلى الفور هرولت مسرعة بصحبة إخوتي لمكان الجثة، وعند وصولي وجدت جثة ذات ملامح مشوهة نهائيا، منظر مرعب وصعب جدا أنك تشوف ابنك في هذا المشهد، وبعد فحص الجثة إخواتي قالوا مش يوسف لكن أنا عرفته من ملابسه وقلبي حس أنه ابني: "ابني مش يستاهل يموت كده"، وبعد رفع الجثة وجدنا يديه وقدميه مكبلين بحبل من الخلف.
وأشارت إلى أنه قد يكون الجناة استدرجوه من أجل سرقة التوكتوك، وليس بسبب الانتقام فنجلها كان يحبه الجميع، والتوك توك كان جديدا  فالجناة طمعوا فيه مستغلين صغر سنه، وطالبت بالقصاص من القتلة وسرعه القبض عليهم حتى يرتاح قلبها الذي كاد أن يتوقف من الحزن على نجلها.
كان قسم الشرطة تلقى بلاغًا من الأهالي يفيد بانتشال الجثة من مياه النيل، وبالانتقال والفحص تبين أنها لـ "يوسف م ن" 19 سنة، مُبلغ بغيابه منذ أيام، حيث وُجد مُكبل اليدين والقدمين.
تم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، وأُخطر اللواء مصطفى شحاتة، مدير أمن الجيزة.