السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في احتفال الفاتيكان بـ"أحد الشعانين".. البابا فرنسيس يبارك "السعف"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إن المسيح علمنا كيف نواجه اللحظات الصعبة والتجارب الأكثر خداعًا، وكيف نحافظ في قلوبنا على سلام ليس لا مبالاة أو جمودًا أو شعورًا بقوّة خارقة، بل هو استسلام واثق لله ولرغبته في الخلاص والحياة والرحمة.
وأضاف، خلال قداس أحد الشعانين "السعف" والذي يحتفل به الفاتيكان اليوم، وفي رسالته بأسرها مرَّ من خلال تجربة أن "يصنع عمله" مختارًا الأسلوب بنفسه ومتحررًا من الطاعة للآب، منذ البداية، في كفاح الأربعين يومًا في الصحراء، وحتى النهاية في الآلام يرفض المسيح هذه التجربة بثقة مطيعة للآب.
واستطرد: "في دخوله إلى أورشليم، يُظهر لنا المسيح الطريق، لأنّه وفي ذلك الحدث كان لدى الشرير، ورقة ليلعبها وهي ورقة التفاخر بالإنجازات الشخصية، وكانت إجابة المسيح ثابتة في الأمانة لطريقة فى التواضع".
ولفت: "خليفة مار بطرس أحد أشكال التفاخر بالإنجازات الشخصية هو الدنيوية الروحيّة، الخطر الأكبر والتجربة الأكثر شرًا التي تهدد الكنيسة، والمسيح قد دمّر هذا التفاخر بواسطة آلامه".
وتابع البابا فرنسيس: "المسيح قد شارك وفرح حقًّا مع الشعب والشباب الذين كانوا يهتفون باسمه معلنينه ملكًا ومسيحًا، لقد فرح قلبه برؤية حماس وعيد فقراء إسرائيل، لدرجة أنَّه أجاب أولئك الفريسيين الذين كانوا يطلبون منه أن ينتهر تلاميذه على هتافاتهم المخزية: "لو سَكَتَ هؤلاء، لَهَتَفَتِ الحِجارَة"، موضحًا ؟أنَّ التواضع لا يعني إنكار الحقيقة، ويسوع هو بالحقيقة المسيح والملك".
وأكمل: "لكن في الوقت عينه كان قلب المسيح على طريق آخر، وهو التواضع في الطاعة "حتى الموت، موت الصليب"، فهو يعرف أنّه ولكي يبلغ الانتصار الحقيقي عليه أن يفسح المجال لله؛ ولإفساح المجال لله هناك طريقة واحدة وهي التجرّد وإخلاء الذات، والصمت والصلاة والتواضع".
وأكد: "لا يمكننا التفاوض مع الصليب، إما نعانقه أو نرفضه، وبتواضعه أراد يسوع أن يفتح لنا طريق الإيمان ويتقدّمنا فيها"، متابعًا: "تبع العديد من القديسين والقديسات المسيح على درب التواضع والطاعة".
وأضاف: "اليوم، وفي اليوم العالمي للشباب أريد ان أذكّر بالعديد من القديسين والقديسات، ولاسيما أولئك "الذين يعيشون بقربنا" والذين وحده الله يعرفهم ويحب أحيانًا أن يكشفهم لنا بشكل مفاجئ". 
ووجه رسالة للشباب، قائلًا: "أيها الشباب الأعزاء، لا تخجلوا من أن تُظهروا حماسكم ليسوع ومن أن تصرخوا أنّه حي وأنه حياتكم، ولكن في الوقت عينه لا تخافوا من اتباعه على درب الصليب، وعندما تشعرون أنّه يطلب منكم أن تتخلّوا عن أنفسكم وتتجرّدوا عن ضماناتكم وتتّكلوا بالكامل على الآب الذي في السماوات عندها إذًا افرحوا وابتهجوا! أنتم على درب ملكوت الله".
وأوضح البابا فرنسيس: "كان هناك هتافات فرح وتعنّت شرس؛ ولكن مؤثِّر هو صمت المسيح في آلامه، يتغلّب أيضًا على تجربة الإجابة وتجربة أن يكون "إعلاميًّا"، ولذلك علينا أن نصمت في أوقات الظلام والمحن الكبيرة وأن نتحلّى بالشجاعة لنصمت، شرط أن يكون صمتًا متواضعًا لا حقودًا". 
وشدد: "وداعة الصمت ستجعلنا نبدو أكثر ضعفًا ومهانين وعندها سيتشجّع الشيطان ويخرج إلى العلن، فيجب أن نقاومه في صمت، "ثابتين في مبادئنا" وإنما من خلال موقف يسوع نفسه". 
وقال: "هو يعرف أنّ الحرب هي بين الله وأمير هذا العالم، وأن الأمر لا يتعلّق بسحب السيف وإنما بالبقاء هادئين وثابتين في الإيمان، فهي ساعة الله وعندما ينزل الله إلى المعركة علينا أن نتركه يحارب".
واختتم: "مكاننا الآمن سيكون تحت معطف السيدة العذراء القديسة، وفيما ننتظر أن يأتي الرب ويهدِّئ العاصفة، لنعطِ لأنفسنا وللآخرين من خلال شهادتنا الصامتة في الصلاة "دليلًا لما نحن عليه من الرجاء"، فهذا الأمر سيساعدنا على العيش في التوق المقدّس بين ذكرى الوعود وواقع التعنّت الحاضر في الصليب ورجاء القيامة". 
وبارك بابا الفاتيكان خلال الصلاة بساحة القديس بطرس سعف النخيل وأغصان الزيتون، بحضور حشد غفير من المؤمنين والحجاج، قدموا من أنحاء مختلفة من العالم.