آراء حرة

علي التركي يكتب: أسباب رفض الصحفيين لعمليات التطوير في المواقع الإخبارية «91»

السبت 13/أبريل/2019 - 10:36 م

مقاومة عملية التطوير في المواقع الإخبارية، ليست سلبية دائمًا بل قد تكون إيجابية، خصوصًا عندما يكون التطوير المقترح سلبيًّا، بمعنى أن الفوائد المتوقعة من التغيير أقل من التكاليف المتوقع تحملها بسببه، وبالتالي فإن عدم امتثال العاملين للتغيير يصب في مصلحتهم وفي مصلحة الموقع أيضًا.
ونرصد بعض الإيجابيات والسلبيات من مقاومة فريق العمل لعملية التطوير الجديدة على النحو التالي:
الإيجابيات
v تساعد في التعرف على مدى مشاركة الأشخاص المميزين داخل الموقع في عملية التطوير.
v تعطي فرصة لإدارة التحرير لمراجعة الخطط وإجراء تحليلات دقيقة وشاملة للنتائج.
v تساعد في تحديد مواطن وأماكن الصعوبات والمشكلات التي يسببها التطوير.
v تجبر إدارة التحرير في الموقع على توضيح أهداف التطوير ووسائله والنتائج المتوقعة منه.
v يساعد في تقوية الاتصال الداخلي بين الإدارات والأقسام المختلفة داخل الموقع.
v اختبار حقيقي لقيادات عملية التطوير ومدى قدرتهم على التأثير.
السلبيات
v يزيد من تكاليف عملية التطوير.
v إطالة المدة اللازمة لتطبيق برامج التطوير.
v تعطيل عملية التطوير.
v يثير الشكوك لدى إدارة الموقع حول جدوى عملية التطوير الضرورية.
v يستنزف جهود المشرفين على تطبيق برامج التطوير.

أسباب مقاومة «التطوير»
هناك عدد من الأسباب تدفع فريق العمل داخل الموقع لمقاومة أي عملية تطوير جديدة، نرصد أهمها على النحو التالي:
أولاً: أسباب فردية
هناك عدد من الأسباب الفردية التي تدفع أفراد فريق العمل إلى اتخاذ اتجاه عدائي ومقاومة برامج التطوير مثل:
v الارتياح للمألوف والخوف من المجهول
يميل الأفراد عادة إلى حب المحافظة على الأمور المألوفة، لأنهم يشعرون بالرضا والارتياح ويخشون التغيير لما يجلبه من أوضاع جديدة غير مألوفة.
v التعود:
يسهل على الفرد أداء الوظائف التي يتعلمها بطريقة جيدة ويتعود عليها، وبالتالي فإن أي تغيير في طريقة أدائها سيضطر الفرد إلى تنمية مهاراته لتتوافق مع الطريقة الجديدة للأداء، وهذا بالتأكيد أصعب من الاستمرار في أداء عمله مقارنة بالطريقة التي تعود عليها، مما يؤثر على رغبته في القبول بالتطوير.
v سوء الفهم والإدراك:
عدم قدرة الأفراد على إدراك وفهم الحاجة إلى «التطوير» بوضوح، سيجعلهم يميلون إلى مقاومته، وهو ما يشكل عائقًا كبيرًا في تطبيق برامج التطوير.
v المصالح الشخصية:
التطوير قد يهدد بعض المصالح الخاصة بالأفراد مثل مراكزهم الإدارية وصلاحياتهم وسلطاتهم، وبالتالي يقاومون التغيير خوفًا من فقدان بعض المصالح المكتسبة.
v الانتماءات الخارجية:
أغلب الصحفيين يعملون في أكثر من مكان، وبالتالي انتماؤهم لموقع بعينه من الصعب تحديده، لكن هدفه الرئيسي هو تحقيق حياة كريمة وجلب المال المناسب بسبب ضعف المرتبات، وبالتالي فإن أي عملية تطوير قد يعتقد أنها غير مناسبة له فيسعى لمقاومتها.
ثانيًا: أسباب تنظيمية
هي تلك الأسباب المرتبطة بالتجارب السابقة للموقع في عمليات التطوير، ومدى جدواها، فضلاً عن حجم الصراعات بين الأقسام والإدارات المختلفة، وبين مشرفي عملية التطوير.
ويمكن رصد بعض الأسباب على النحو التالي:
v أن يكون المناخ التنظيمي الحالي داخل الموقع غير ملائم لعملية «التطوير».
v فشل إدارة الموقع في تقديم مشروع «التطوير» للعاملين بطريقة صحيحة.
v عندما تكون تكاليف «التطوير» عالية.
v عندما تكون تجارب الموقع السابقة مع عمليات «التطوير» سيئة.
v عدم مرونة الهيكل التنظيمي الحالي بشكل يعوق إدارة عملية التطوير بنجاح.
ثالثًا: أسباب سلوكية
هناك عدد من الأسباب السلوكية التي قد تدفع فريق العمل إلى مقاومة عملية التطوير، وتختلف وفقًا لطبيعة كل شخص داخل الموقع على النحو التالي:
v أسباب عقلانية:
تنبع المقاومة العقلانية من التقييم الموضوعي لجدوى التطوير، وذلك بمقارنة التكاليف بالفوائد التي ستتحقق بعد تنفيذه، ويعتبر هذا المصدر من أكثر المصادر دقة ووضوحًا في الرؤية والإقناع.
ودائمًا ما تعتمد الحجج المقدمة للمقاومة، على ارتفاع التكاليف، وطول المدة الزمنية اللازمة لعملية التطوير، فضلاً عن عدم التأكد من النتائج.
v أسباب عاطفية:
ينبع هذا النوع من المقاومة من شعور واتجاهات الأفراد أو المجموعات نحو التطوير نفسه أو القائمين عليه، ويعتبر الخوف من المجهول وعدم الرغبة في التغيير أحد مظاهر المقاومة العاطفية، كما ترتبط بصفة عامة بالمصالح والمزايا الشخصية أكثر من الاهتمام بمصالح الموقع.
ويستند دائمًا إلى مشاعر الخوف من الفشل، والرضا والارتياح من الوضع القائم، وعدم الثقة في القائمين على التغيير، وعدم وجود رغبة حقيقية لتنفيذ برامج التطوير أيًّا كانت.
v أسباب اجتماعية:
تستند المقاومة إلى الجوانب الاجتماعية كالرغبة في الإبقاء على مختلف العلاقات الاجتماعية القائمة وصعوبة تقبل علاقات اجتماعية جديدة، خصوصًا إذا كان المشرفون على التطوير من خارج الموقع.
وتعتمد على رغبة الأفراد في الإبقاء على العلاقات الاجتماعية مع فريق العمل الحالي، والحاجة إلى علاقات إنسانية مستقرة وثابتة.
v أسباب سياسية:
تنبع مقاومة «التطوير» من اعتبارات سياسية كالمحافظة على علاقات القوة والسلطة داخل الموقع، والحفاظ على التحالفات القائمة وسلطة اتخاذ القرار.