السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مستندات.. الإهمال الطبي يحصد أرواح "الغلابة".. موظف دخل لاستئصال البروستات بالمنظار خرج جثة هامدة.. نجلة الضحية: آخر كلامه "مشوني من هنا أنا بموت"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضحية جديدة من ضحايا الإهمال الطبي الذى تفشى في المستشفيات الحكومية في الآونة الأخيرة، حيث لفظ موظف بالمعاش أنفاسه الأخيرة بعد دخوله لإجراء عملية استئصال للبروستات، وخرج جثة هامدة بمستشفى الهرم.. واقعة مأساوية عاشتها أسرة الضحية واتهمت فريق العمل بالإهمال والتقصير والتسبب في الوفاة.



حالة من الصمت انتابت الأطباء بالمستشفى وفريق الجراحة الذين قاموا بإجراء العملية دون إبداء أي أسباب لما حدث داخل غرفة العمليات، تعجبت أسرة الضحية في بادئ الأمر، وعندما سألوا عن حالة والدتهم أجاب أحد أفراد فريق التمريض بأن حالته مستقرة ولكن يجب حجزه بالرعاية بمدة 48 ساعة تحت الملاحظة فشكت الأسرة في الأمر.
عندما اقتربت نجلة الضحية من والدها سمعته وهو يقول: "مشوني من هنا أنا بموت يا نهى"، ارتبكت الفتاة وأسرعت نحو الطبيب المسئول لتطمئن على حالة والده الصحية ولكن كان الرد: «الطبيب ذهب لإجراء عمليات لأحد المرضى بعيادته الخاصة، ونحن نتواصل معه عبر الهاتف، إذا كان ما يستدعى ذلك».
وبعد مرور ساعات تدهورت حالته، ويتم إجراء عملية أخرى لمعرفة أسباب النزيف ليظهر من بعيد أحد الأطباء ووجهه يبدو عليه ملامح القلق ليقول لأهل المريض: "البقاء لله، شدوا حيلكم" لتنزل على رءوس الأسرة كالصاعقة.
«البوابة نيوز» التقت نهى حسين نجلة المتوفى والتي أكدت أن والدها لم يكن يعاني من أمراض قبل دخول مستشفى الهرم سوى بعض المشاكل بالمسالك البولية، متابعة: "قمنا بعمل بعض الفحوصات والتحاليل لإجراء عملية استئصال البروستات بالمنظار، ولم نعلم بأننا سنفقده للأبد بعدما تعرض لوعكة صحية وجلطة بداخل المستشفى ونزيف حاد ونقص نسبة الهيموجلوبين بالدم مما أدى لوفاته في الحال".
وأضافت نهى نجلة المتوفى "أنها ذهبت مع والدها إلى مستشفى الهرم لإجراء كشف طبى بعيادة المسالك البولية لأن والدها  كان يعانى من تضخم بالبروستات وأثناء عرضنا على الدكتور المختص أوصى بسرعة إجراء عملية بالمنظار بعد عمل بعض الفحوصات والإشاعات قبل الحراجة وبعد الانتهاء تم تحديد موعد للحجز بالمستشفى وإنهاء إجراءات الدخول.
وأضافت نهى: "ذهب أخي برفقة والدتي إلى عيادة الدكتور المختص للتأكد من أن إجراء العملية بالمنظار لشخص مسن ليس بها مخاطر أو مضاعفات على صحته، فأجاب الطبيب بكل ثقة بأن العملية لا تستغرق سوى ساعتين وليس بها أي خطورة على حياة المريض" اطمئنوا".

وأكملت نجلة المتوفى: وعلى الفور توجهنا فى الصباح الباكر إلى المستشفى، وقدمنا التحاليل والفحوصات لقسم المتابعة، وتم حجزه بغرفة 439 بالدور الرابع قسم 9 دخل والدى غرفة العمليات فى تمام الساعة 12 وخرج الساعة 9 ونحن واقفين أمام غرفة العمليات وبعد دقائق فتح الباب لنجد والدنا ينزف وكانت القسطرة بداخلة كم من الدماء، وكان فاقد الوعى تمام كأنه بغيبوبة لم يشعر بشيء رغم إعطائه بنجًا نصفيا لكبر سنه تم نقله إلى الرعاية المركزة، واستمر النزيف من الساعة 9 مساء إلى 2 صباحا في محاولات من طاقم الأطباء إيقافه، وتم الاتصال بالطبيب المعالج ولكن لم يتم الرد، وخلال فحص دكتور التخدير الحالة أخبرنا بسرعة شراء حقنة سعرها 5 آلاف جنيه لتساعد على تجلط الدم.
وتابعت نهى كلامها: "حضر الدكتور المعالج مسرعا بعدما تم التواصل معه بخطورة حالة المريض الساعة 3 صباحا،  وبعد استغراق 5 ساعات من النزيف دخل غرفة العمليات لكشف سبب النزيف ومحاولة إيقافه وبعد انتهاء العملية خرج أبي مربوط اليدين بالسرير وعينه مغلقة بلازق طبى، سألنا الدكتور عن السبب، فأخبرنا بأن جميع أمعائه كان يوجد بها نزيف، وعضلات البطن والأذن، وأخبرنا بأننا فعلنا كل ما بوسعنا لوقف النزيف،  ودبّسنا المعدة. وأكد أنه سيتم حجزه بالرعاية لمدة يومين تحت الملاحظة.

وفى اليوم التالى توجهنا إلى مدير المستشفى أنا ووالدتي، وقلنا له: ما حدث أمس  أن الدكتور لم يأخد رأينا وأدخله العمليات فجأة، وأكد مدير المستشفى أنه سوف يتخذ اللازم لفحص الأمر.
وأوضحت نجلة الضحية: "أنه فى تمام الساعة 11 علمنا أن والدنا قد مات وكان مكتوب بداخل التقرير أن سبب الوفاة  هبوط بالدورة الدموية، وتوقف عضلة القلب والتنفس، وبعد الوفاة أسرعنا مرة أخرى بالتوجه إلى مدير المستشفى للتعرف على أسباب الوفاة الحقيقية وأخبرنا بأنه سيعقد لجنة طبية للتحقيق ومعرفة أسباب الوفاة.
واختتمت نهى كلامها "بأن والدها كان بصحة جيدة قبل دخول المستشفى، وتناشد الجهات المسئولة بالتحقيق في الوقعة، مؤكدة أنها رفعت شكوى إلى كافة الجهات المنوطة لمحاسبة المتورطين فى وفاة والدها والإهمال الطبي الذي شاهدته داخل المستشفى.