الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

"الغاز كلمة السر لاستقرار "شرق المتوسط".. طارق الملا: التعاون الإقليمي قضية مصيرية.. دور رئيس للقطاع الخاص في تنفيذ المشروعات.. ومصر مؤهلة لتكون مركزا إقليميا للطاقة

طارق الملا
طارق الملا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تفرض الكميات الضخمة من الغاز المكتشفة في منطقة شرق المتوسط تعاون دول المنطقة لتتمكن من تصديره. إذ يستلزم التعاون إقامة شبكة من خطوط الأنابيب تربط حقول مختلف دول المنطقة، مما يمنع مخاطر تهدد استغلال هذه الثروة وتعرقل تحقيق النمو والازدهار.
ويعتبر المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن الغاز هو "كلمة السر" في مستقبل دول شرق المتوسط، كما قد يكون حافزًا للسلام والاستقرار فيها.
وأضاف: "نحن لا نتكلم في السياسة وإنما في الاقتصاد والتنمية ومصالح شعوبنا"، ويلفت إلى إمكانية الاعتماد على القطاع الخاص لتجاوز إشكالية الصراعات والنزاعات بين دول المنطقة قائلًا: "إن الدول والحكومات يمكنها توفير الدعم والمساندة للاتفاقيات التجارية للغاز التي تتم بين شركات القطاع الخاص".
وأكد، أن مصر لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي، يشير الملا إلى أنها أخذت زمام المبادرة لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط الذي يضم حاليًا سبع دول، مشددًا على ان الباب مفتوح لانضمام دول أخرى.
وقال: إن المنتدى سيساهم في تحقيق هدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي للغاز والطاقة مستندة إلى ما تمتلكه من بنية تحتية وإطار تشريعي وتنظيمي وموقع جيوسياسي"، ولكن ما لم يقله المهندس طارق الملا الذي "هندس" مشروع تحويل مصر إلى مركز إقليمي، هو أن إسرائيل تسعى جاهدة لعرقلة هذا المشروع، في مسعى منها وبدعم من بعض الدول الكبرى لأن تلعب هي هذا الدور.
وقال وزير البترول إن التعاون يبدو كقضية لعدة أسباب موضوعية وحقائق؛ أهمها: أولًا أن أنتاج كل دولة أكبر من القدرة الاستيعابية لسوقها، ولكنه ليس كبيرًا إلى حد يبرر إنشاء مصنع للتسييل أو خط أنابيب خاص بها لتصدير فائض الإنتاج، ثانيًا أن الشركات العالمية الكبرى التي تمتلك الإمكانيات المالية والتقنية لاكتشاف واستخراج وتسويق الغاز، لن تقدم على الاستثمار في دول المنطقة ما لم تكن متأكدة من إمكانية تصدير جزء كبير من الإنتاج، بما يكفل استرداد التكاليف وتحقيق الأرباح العادلة لها وللدولة المنتجة.
والاستنتاج البديهي للخروج من هذه الإشكالية، هو التعاون بهدف إقامة شبكة من خطوط الأنابيب تربط الحقول ببعضها أولًا، وثانيًا دراسة الخيار الأجدى للتصدير بين محطات التسييل أو خط أنابيب، ونظرًا لارتفاع تكلفة خط الأنابيب الذي تجري دراسته حاليًا لربط شرق المتوسط بأوروبا وعدم وجود كميات ضخمة قابلة للتصدير (حتى الآن)، فإن الخيار الأجدى هو استخدام محطتي التسييل القائمتين في مصر، كما يقول الوزير الملا.
وأضاف، بهذا المعنى، أن التعاون هو فعلًا "قضية طارق الملا" ليس كوزير للبترول في مصر وحسب بل كمواطن مصري وعربي، بل أؤكد على ضرورة اعتباره قضية وطنية ومصيرية في مصر كما في بقية دول المنطقة، ولذلك فإنه يحظى بدعم كامل من الدولة المصرية ومن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى، إضافة إلى تأييد المؤسسات الدولية المعنية التي أبدت استعدادها للمساهمة في توفير الدعم التمويلي والفني لمشاريع التعاون.
ويستشهد طارق الملا على صوابية وأهمية خيار التعاون، بالإشارة إلى الإقبال الكبير على المشاركة في دورات التراخيص الجديدة من قبل شركات لم تكن مهتمة سابقًا ومن بينها "إكسون موبيل" وغيرها من الشركات الأميركية والعالمية ويعزو ذلك إلى تأكدها من أن مشاريع التعاون بين دول المنطقة وضعت على سكة التنفيذ ولن تتوقف.
ويكشف الوزير الملا عن اقتراب موعد البدء بإنشاء أول خط أنابيب لنقل الغاز من الحقول القبرصية وبخاصة حقل "أفروديت" إلى مصر، بعد الحصول على موافقة الجهات التشريعية على الاتفاقية الموقعة بين البلدين، مشيرًا إلى ان قبرص تستكمل حاليًا التعديلات على الاتفاقيات مع الشركات المكتشفة للغاز، تمهيدا لبدء تنفيذ المشروع الذي يحظى بدعم تمويلي من مؤسسات دولية كبرى مثل البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. 
وعن موقع لبنان ودوره في مشاريع التعاون الإقليمي في ظل حالة العداء مع إسرائيل والنزاع الحدودي معها برًا وبحرًا، يشدد وزير البترول المصري على دعم حق لبنان الأصيل ومجهوداته لاستغلال ثرواته الطبيعية وتنميتها بما يحقق آمال الشعب اللبناني وطموحاته، مشيرًا إلى ان العلاقات المصرية اللبنانية تتميز بمتانة الروابط المشتركة التي تسهم في إعطاء دفعات قوية للتعاون المشترك.
وقال، إن مصر على استعداد كامل لتقديم كافة أوجه الدعم والعون في مختلف مجالات صناعة البترول والغاز في لبنان ووضع إمكانيات وخبرات الشركات البترولية المصرية لتلبية احتياجات لبنان المستقبلية في مجال المشروعات البترولية، وفيما يخص فرص لبنان في التعاون والمشاركة في منتدى غاز شرق المتوسط، فإن مبادئ المنتدى تفتح الباب أمام انضمام أي دولة في أي وقت وهو حق أصيل لمن يرغب من دول المنطقة التي تتفق مع رؤى ومبادئ المنتدى.