أكد الأمين العام لـ (تيار المستقبل) اللبناني أحمد الحريري، حرص رئيس الوزراء سعد الحريري، على التوافق السياسي في لبنان وتثبيت الوحدة الوطنية به، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه لولا القوات المسلحة وجهود المؤسسات الأمنية الأخرى في سبيل حماية البلاد من مختلف الأزمات التي شهدتها "لكنا وصلنا إلى المجهول". على حد تعبيره.
وقال أمين تيار المستقبل، في تصريحات اليوم على خلفية الانتخابات النيابية الفرعية التي ستُجرى في مدينة طرابلس (شمالي لبنان)، إن البلاد تمر حاليا بوقت دقيق، مضيفا: "وإما أن يسلك لبنان طريق النهوض أو طريق الانهيار".
ودعا أمين تيار المستقبل، جمهور الناخبين في مدينة طرابلس إلى الحرص على المشاركة الكثيفة في الانتخابات الفرعية التي ستُجرى يوم الأحد المقبل، والتصويت لصالح مرشحة تيار المستقبل، الدكتورة ديما جمالي، وإعادة انتخابها، مشيرا إلى أن نجاحها سيمثل دعما كبيرا لرئيس الوزراء سعد الحريري ويعزز موقع رئاسة الحكومة.
وكان المجلس الدستوري قد قضى في شهر فبراير الماضي، ببطلان عضوية النائبة ديما جمالي عن تيار المستقبل، التي كانت تشغل المقعد السُنّي الخامس بدائرة طرابلس، استنادا إلى أن أوراق الاقتراع ومغلفات التصويت داخل إحدى اللجان الاقتراع، قد طالتها يد العبث، فضلا عن وجود عيوب شابت العملية الانتخابية بتلك الدائرة، وإجراء انتخابات تكميلية عن المقعد النيابي لملء المقعد الشاغر وفقا لنظام أكثرية الأصوات.
ووصف نواب وقيادات بتيار المستقبل القرار بأنه يمثل أحد وسائل "تصفية الحسابات السياسية" ضد التيار ورئيس الوزراء سعد الحريري والنائبة التي قُضي ببطلان عضويتها، وأنه قد أحاطت بالقرار ظلال كثيرة من الشك والريبة، فيما أبدى الحريري دعمه لإعادة ترشح النائبة ديما جمالي مرة أخرى عن ذات المقعد.
ويعد المجلس الدستوري في لبنان هيئة دستورية مستقلة ذات صفة قضائية، ويتولى وفقا للدستور، وبشكل حصري، مهام مراقبة دستورية القوانين وسائر النصوص التي لها قوة القانون، والبت في النزاعات والطعون الناشئة عن الانتخابات، ولا يجوز الطعن في القرارات الصادرة عنه.
وأجريت الانتخابات النيابية في لبنان خلال العام الماضي بعد تأخر دام 4 سنوات، ووفقا لقانون جديد لانتخابات مجلس النواب، يقوم على النظام النسبي بدلا من النظام الفردي الذي كان متبعا في السابق، ووصف بأنه نظام شديد التعقيد بين الأنظمة الانتخابية المعروفة في العالم.
وأسفرت الانتخابات النيابية الأخيرة عن تغيير كبير في موازين القوى السياسية في لبنان، حيث استطاع تحالف قوى 8 آذار السياسي وثيق الصلة بإيران وسوريا أن يحقق الغلبة العددية، في مقابل تراجع عدد المقاعد التي حصلت عليها قوى 14 أذار وعلى رأسها تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري.
