الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الانتحاريون الصغار".. كيف يتم تجنيد الأطفال في الأعمال الإرهابية؟.. خبراء: الظاهرة محدودة في مصر.. والأزمة تتطلب رفع الوعي الثقافي داخل المدارس.. وتدريب النشء على التفكير النقدي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالمخالفة للأعراف والقوانين الدولية يتم استغلال الأطفال والمراهقين من قبل الجماعات الإرهابية داخل النزاعات والصراعات المسلحة؛ الأمر الذى لا يشكل خطورة على الأطفال أنفسهم فقط، بل يمتد تأثيره على تهديد الأمن والاستقرار للبلدان العربية التي تنتشر بها هذه الظاهرة.
القضية طفت للسطح من خلال حادث تفجير طفل انتحاري نفسه في منطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، ما أسفر عن شهداء ومصابي. 
تكتيك وأساليب الجماعات الإرهابية اتجه لاستخدام الأطفال والمراهقين الذين يسهل السيطرة عليهم وتوجيههم وزرع الأفكار التطرفية في أذهانهم باسم "الدين والجهاد"، وذلك وفقًا لأجندات خارجية وتوجهات الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى هدم أمن واستقرار البلاد بحسب خبراء علم النفس والاجتماع.

من جانبه يقول أحمد حنفي، رئيس خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة سابقًا، إن ظاهرة استخدام الأطفال في بعض الأعمال الإرهابية في مصر محدودة، مشيرا إلى أنه تم رصد حادث أو اثنين أو أكثر، وهذه الظاهرة لم تنتشر في مصر على الإطلاق عكس بعض الدول الأخرى،.
وقال إن بداية ظهور هذه الظاهرة في مصر كان بعد ثورة يناير وما أعقبها من أحداث مثل حرق المجمع العلمي باستخدام أطفال الشوارع، وليس أطفال الأسر من خلال رصد هذه الحالات بشكل رسمي.
وتابع حنفي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، "يجب أن نضع فى الاعتبار شقين، الأول هم الأطفال الذين نشئوا في أسر تدعم النهج الإرهابي، ولكن الدولة اتخذت خلال الفترة الأخيرة خطوات جادة تجاه هذا الأمر، أما الشق الثاني وهي الفجوة الموجودة بين الأسر والمجتمع والأطفال، واختلاف الأفكار فيما بينهم، فضلًا عن التفكير فيما يخص الاحتياج المادي التي قد تمر به بعض الأسر مما يدفعها إلى اللجوء للاستغناء أو بيع أبنائها، الأمر الذي تسعى الدولة جاهدة إلى حل أزمة المعيشة وتوفير الحد الأدنى للأجور بشكل مناسب".
وشدد على ضرورة رفع الوعي الثقافي لدى الأطفال داخل المدارس، ولابد من العمل على الإطار الوقائي وتنمية الأسر والأطفال وإيجاد منظومة من الخدمات والرعاية داخل مثل هذه المحافظات، بحيث يتم القضاء على الأسباب التي تؤدي إلى تواجد مثل هذه الفئة الإرهابية التي يتم استهدافها. 

وتقول الدكتورة حنان أبو سكين، أستاذة العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إن استغلال الأطفال في مرحلة "النشء" بدءًا من عمر 11 عامًا وحتى 15 عامًا بدأ مع محاولات خلق الفوضى، من قبل أطفال الباعة الجائلين نظير المقابل المادي، لافتة إلى أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة للاستغلال في أعمال العنف والتخريب، وذلك نتيجة نظرة المجتمع إليهم نظرة ريبة وخوف.
وأضافت أبو سكين، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذه الظاهرة موجودة بكثرة في الجماعات المسلحة في سوريا واليمن من قبل التنظيمات الإرهابية أمثال "داعش"، والتي ظهرت في الفترة الأخيرة في الشرق الأوسط، موضحة أن أطفال النشء يكونون أما أبناء المجاهدين الكبار ويتم تجنيدهم، وخير دليل هي عملية السعودية الأخيرة لاستعادة طفلين أدخلهم والدهما في تنظيم "داعش" في سوريا.
وطالبت بالاهتمام بالتنشئة الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية للأطفال داخل المدارس، ومحاولة تنمية العقل النقدي للطفل، وأن يمتلك رؤية نقدية ويفكر جيدًا في المحيط حوله، فمثل هذه الأمور تكون بمثابة درع الحماية والأمان للأطفال من الانسياق وراء الأفكار التطرفية الإرهابية والانضمام لهذه الجماعات، مشيرة إلى أن الدولة تبذل جهود كبيرة لمنع بث مثل هذه الأفكار الإرهابية ونشرها على المواقع ومختلف المنصات، إلا أن هذه الجماعات تسعى بمختلف الطرق لنشر أفكارها التطرفية، وبالتالي فلابد من التركيز على نشأة الطفل وزيادة الوعي لديه.

يُذكر أن وزارة الداخلية، قد أعلنت في بيان رسمي، إنه أثناء قيام قوة أمنية بإجراء عملية تمشيط بمنطقة "سوق الثلاثاء" بدائرة قسم شرطة الشيخ زويد في شمال سيناء، قام شخص انتحاري يبلغ من العمر حوالي 15 عامًا بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية، موضحة أن الحادث أسفر عن استشهاد 7 وهم ضابطين وفردي شرطة، فضلًا عن مقتل ثلاثة مواطنين أحدهم طفل يبلغ من العمر "6" سنوات، بالإضافة إلى إصابة 26 من المواطنين، وتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
وأوضحت المعلومات التي توفرت لدى الأجهزة الأمنية، أن الإرهابي الذي نفذ العملية، يُعرف بـ"أبو هاجر المصري"، هو أحد أفراد تنظيم" داعش" الإرهابي.
قوانين مجرمة لتجنيد واستغلال الأطفال:
بدأت حركات بطيئة لمنع تجنيد الأطفال من خلال البرتوكول الاختياري الثاني الإضافي لاتفاقيات جنيف المعقود في أغسطس 1977، كما ظهرت اتفاقية حقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989 لتنص مرة أخرى على منع تجنيد الأطفال من الدول الأطراف، فضلًا عن وضع برتوكول اختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة في 25 مايو 2000، وأقرته الأمم المتحدة في وثيقة رسمية ليحد من استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة.