الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قريتي.. كبريت المفارق تشتعل بالإهمال وتغرق في الصرف الصحي

مخلفات على جانب الترعة
مخلفات على جانب الترعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"إذا كنت مستقلا سيارتك، فانزل واركب توكتوك، فالطريق لن يتسع لأربع عجلات، وحين تصل لشارع الفرعي انزل واستقل دراجة.. أو سير على قدميك ولكن احترس لخطواتك حتى لا تغرس قدميك فى الوحل الغارق بمياه الصرف. 
نصيحة وجهها لنا شيخ مسن عندما سألناه عن طريق مختصر داخل قرية كبريت المفارق، التى تقع على مفترق طرق بين قرى القطاع الريفي، وتمتد بالتوازى مع المجري الملاحي لقناة السويس، لتضم العديد من القري السياحية المطله على شط القناة، لكنها تضرب أيضا مثالا بارزا للأهمال والعشوائية، والنداءات والمطالب التى يضرب بها المسؤولين عرض الحائط.
فى مدخل القرية وجدنا قمامة وطين غارق من الصرف الصحى، على مقربة منا غراب المياه، يجاورة ملعب للكرة، يحتاج مغامرة وقفز على الحجارة التى وضعها المترددين عليه إذا ما أردنا الوصول إليه دون أن تحمل ملابسنا رائحة مياه الصرف.
أزمة الشبكة 
يتحدث عن مشكلة الصرف الصحي بالقرية المهندس عمرو الكومي مقاول إنشاءات، فيشير إلى أن أحد المقاولين تسلم أعمال مد شبكة صرف خطوط كبريت من شركة المختار، مع العلم أن المحافظة اعتمدت المخصصات المالية لإنشاء الشبكة من ميزانية عام 2007، لكن لأسباب لا نعملها بدأ العمل فى مد خطوط الصرف فى نهاية عام 2011.
وبعد الحفر وكسر بالطرق الرئيسية والفرعية والواصلة بين المنازل، وضع المقاول المواسير، وغادر القرية، تاركا ورائة أكوام من الردم، ولم يعيد الشيء لأصله وفق العقد المبرم بين شركة المختار والمحافظة.
ولفت الكومي إلى أن الأهالي كانوا يعتمدون قبل ذلك على بيارات الصرف، والتى كانوا يحفرونها خلف المنازل، ويتم كسحها كل شهر فى الشتاء وشهرين فى الصيف، جميع المنازل حتى القرى والمنتجعات السياحية كانت تتبع تلك الطريقة للتخلص من الصرف الصحي.
ولكن أكوام الردم قطعت الطرق وحالت دون وصول سيارات الكسح للبيارات، قام الأهالي بتحويل صرف المنازل على المواسير مباشرة، حتى لا يغرقوا داخل منازلهم، على أمل ان يتم وصل الخطوط في القرية بالشبكة الرئيسية. 
إلا أن المقاول لم يستكمل المقاول ما بدأه من أعمال الربط بالشبكة الرئيسية، بل ترك الخطوط كما هي، وكان المفترض ان ينتهي العمل الجزئي للربط بالشبكة فى أغسطس 2013، ويتم الانتهاء من البنية الاساسية للصرف فى يناير 2014، لكن حتى الان يتم الربط بالشبكة وتصرف الخطوط بالقرية فى الاماكن المنخفضة، ولم يتم الردم مكان الحفر رغم مرور اكثر من عام على انتهاء الاعمال. 
ولأن طبيعة الأرض رخوة ومنخفضة فى المنطقة بين سور مركز شباب كبريت وغراب المياة، فقد تحولت إلى بركة لمياه الصرف، فى احد اطرافها تنزل كابلات الكهرباء من محول يغذي القرية، وتسير أسفل مياه البركة، وبات على مرتادي مركز الشباب القفز على طريق من الحجارة إذا ما أرادوا دخول المركز دون يبتلوا 
نشرب الصرف
يقول مصطفى إبراهيم، سباك.. من سوء حظ أهل القرية، أن "غراب المياه" محطة الرفع يجاور تلك البركة، ونتيجة لتهالك خطوط مياه الشرب، التى تغذي القرية فمواتير الرفع والدفع تحسب مياة الصرف التى تشبعت بها البركة وأرض المحطة، لتعيد ضخها فى خطوط المياة الممتده للمنازل.. مياة الصرف تخرج من المواسير، وتعود فى الصنبور.
حاول أهالي القرية معالجة المشكلة، بالطريقة المتاحه أمامهم، وهي رفع المياه من البركة، لكن حي الجناين رفض أن يمدهم بأي سيارة صرف، هناك خمس سيارات كسح تعمل لحساب الموظفين بالحي، بحسب رواية مصطفى. 
على مقربة من غراب المياه، توجد المقابر القديمة لقرية كبريت، هذه المقابر تعتبر من أكثر الأماكن انخفاضا، وقد غمرتها مياه الصرف، ويسعى أهالي القرية لتخصيص أرض أخرى، للمقابر، وبالفعل وافق اللواء محمد عبد المنعم هاشم محافظ السويس الأسبق فى مطلع عام 2012، على تخصيص 10 أفدنة أمام مزرعة بدر بكبريت، لتكون مقابر جديدة للقرية والقرى المجاورة لها، لكن عقب ذلك تم تعيين محافظ إخواني، ولم ينفذ القرار فالحياة فى القرية أصبحت غير مرضيه ولا آدمية للأحياء، ولا توفر الحد الأدنى من الاحترام والتقدير لرفات الأموات.
ويشير الأهالي إلى أن اللواء العربى السروى محافظ السويس تفقد خلال الأسبوع الثاني من مارس محطة المعالجة الرئيسية للصرف الصحي بقرية جنيفة، حينها أخبرهم المحافظ أن الشركة المنفذه على أعتاب الانتهاء من تنفيذ إنشاء محطة رئيسية وأخرى فرعية بكل من قريتى جنيفة وكبريت بتكلفة 14 مليون جنيه. 
وأخبرهم أيضا أن تلك المحطات سيتم ربطها بالمحطة الرئيسية للصرف فور انتهاء العمل بها، وسوف يتم توصيل الصرف الصحي لمنازل مقابل 100 جنيه عن كل دور، وسوف تستقبل مياه الصرف الصحي خلال شهرين من قرى جنيفة والمناطق المجاورة لها بكبريت المفارق وأبو عباس والزمارين وعزبة القفاصين وعزبة المطار وزرزارة.
لكن الأهالي من كثرة الوعود التى لا تتحقق باتوا لا يصدقون الأقوال، خاصة أن المسئولين عن شبكة الصرف وعدوهم مسبقا بانتهاء مشكلة الصرف منتصف مارس الجاري، لكن المنازل لا زالت تصرف على الأماكن المنخفضة دون الربط بالشبكة.
ترعة صرف
ويشير علي سليمان شكيو، مهندس مقيم بالقرية، إلى أن الترعة التى من المفترض أن تغذى مياهها الأراضى الزراعية، تستقبل يوميا صرف المنازل الكائنة على جانبيها، وقد بلغت عدد حالات التعدي والصرف على الترعة وفقاى لآخر زيارة لمندوب الري 171 حالة تلقي يوميا بالصرف الصحي داخل الترعة.
ويلتقط حسن أبو حسين "مزارع" طرف الحديث قائلا: إن الترعة تبدأ من قرية الخواطرة، المجاورة لكبريت، وتنتهي قرب مطار كبريت، لافتا إلى أن هناك منازل أخرى بالخواطرة تصب الصرف الصحي فى أول خط.
وتسبب ذلك فى فساد المزروعات وقلة الإنتاج فضلا عن انتشار الأمراض خاصة التهاب الكبد الوبائي "فيروس سي" وزيادة نسبة المرضي بالقرية. 
عجز المدارس
"عقاب" هكذا وصف حسن الداخلي _ كهربائي سيارات مقيم بالقرية، كيف يرى العاملون بمدارس القطاع الريفي قرارات نقلهم من المدارس بأحياء السويس والأربعين وفيصل، إلى مدارس إدارة الجناين التعليمية، والأسوأ إن كانت القرى تقع جغرافيا فى نطاق أقرب إلى الإسماعيلية عنها من السويس.
ويشير الداخلي إلى أن القرية تضم مدرسة كبريت الإعدادية التجارية المشتركة، وهي مدرسة إعدادي.. وثانوي تجاري، وتعانى المدرسة من عجز فى عدد المدرسين، الذين يرونه ليس أكثر من عقاب، كما أن كثافة الفصل 40 طالبا، مع العلم أن هناك 4 فصول جاهزة ومغلقه بحسب ما أكده أهالى القرية.
هناك مشكلة أخرى تتضخم بمرور الوقت، وهي أن المدرسة مختلطة، ويجمع بين الطلاب والطالبات بالمرحلتين الإعدادية، والثانوية، وهو ما يتعارض مع طبيعة القطاع الريفي.
تمليك الأرض
ويشير محمد أبو ستة موظف مقيم بالقرية، إلى أن سعر تمليك فدان الأرض فى القطاع الريفي بشكل عام وقرية كبريت بشكل خاص يتراوح من 60 إلى 200 ألف جنيه، على الرغم من أن الأرض تروي بمياه يخالطها الصرف، والإنتاحية قليلة، بينما يتم تمليك الأراضى الزراعية فى الإسماعيلية والتى تقع على مسافة 2 كيلو شمالا مقابل 25 ألف جنيه فقط للفدان.