الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مزارعو المانجو بإدفو يطالبون بتوفير ثلاجات وفتح باب التصدير.. "الشقطي": 240 ألف طن سنويًا حجم إنتاج المحصول.. وخسائر المزارعين مليار جنيه سنويًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتميز مركز إدفو بزراعة أجود أصناف المانجو على مستوى العالم لجودة الأرض وطبيعة الطقس، ومن أشهر الأصناف التى تزرع فى إدفو هي "الجولك والزبدة والهندي والعويسي، ورغم ذلك يعاني المزارعون من الخسائر التي يتكبدونها عند بيع محصول المانجو، بسبب ضعف الإمكانيات لديهم واستغلال التجار لظروفهم المادية، وعدم مقدرتهم على توفير ثلاجات لنقل المحصول لسوق العبور بالقاهرة وفرض التجار أسعار زهيدة غير مناسبة لأصناف المانجو التى تعتبر من أجود الأنواع عالميا من ناحية وهذه الأسعار لا تكفي ما تحملوه من مشقة وتعب وتكلفة مرتفعة للفدان الواحد منذ بدء زراعته حتى الحصاد. وناشد مزارعو المانجو المسئولين توفير سيارات وثلاجات نقل المحصول إلى سوق العبور ومساعدتهم في تصدير المحصول.

يقول محمد مطر، ٥٠ عامًا، مزارع مانجو من الرمادى بمركز إدفو: إن أكبر المشكلات التى تواجهنا هي التسويق وضعف سعر الكيلو بسبب ضعف إمكانيات المزارع واستغلال التجار يضطر المزارع إلى السفر لتجار المانجو بسوق العبور بالقاهرة وتوقيع شيكات تعاقد مع التاجر على شراء محصول المانجو على الشجر ويتراوح الشيك ما بين ٥٠ ألف جنيه إلى ١٠٠ ألف على حسب الاتفاق ومنذ ٣ سنوات أصبح التجار يأتون من المحافظات الأخرى ومن سوق العبور ويقومون باستئجار أراض من الأهالي لإقامة شوادر عليها لشراء محصول المانجو من المزارعين بسعر يتراوح ما بين ٧ إلى ٨ جنيهات للكيلو ويبيعونها في سوق العبور بأسعار تصل إلى ٢٥ جنيهًا للكيلو. موضحًا أن موسم الحصاد يبدأ من منتصف شهر مايو المقبل حتى شهر أغسطس.
ويطالب عصام الدين محمد سلمان، مزارع بدأ منذ ١٥ عامًا في زراعة المانجو المسئولين بمساعدتهم فى تسويق المحصول لاستغلال التجار لهم وفرض أسعار ظالمة ومتدنية وغير مناسبة لأجود أصناف من محاصيل المانجو التى تزرع فى إدفو حتى يحقق مكاسب مضاعفة له على حساب المزارع. وأضاف أن فدان المانجو يكلف المزارع تسميد ومبيدات وأدوية ويوميات لأفراد الحصاد تكلفة عالية لافتا إلى أنه يتم رش الفدان الواحد مبيدات وأسمدة ٤ مرات حتى موعد حصاده وتكلفة الرشة الواحدة ٥٠٠ جنيه.

ومن جهته يقول الدكتور حسن أمين الشقطى، الخبير الاقتصادى وأستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة أسوان لـ«البوابة»، تعتبر مدينة إدفو ثانى أكبر مدينة منتجة للمانجو بمصر على الرغم من ذلك فوجئت بعدد من مزارعى المانجو يشتكون من خسائر ضخمة بعضهم قال خسرت ١٠٠ ألف جنيه وآخر قال ٥٠٠ ألف جنيه وبعضهم قال إنه سيحرث مزرعته للمانجو ويزرعها عدس وبصل وعلى الفور رتبت زيارة لعدد من مزارع المانجو ووجدت مزارع نموذجية ما بين ٢ إلى ٥٠ فدانًا كما لاحظت أن أحد أهم المناطق الزراعية للمانجو بمدينة إدفو هى خط الرمادى والتى تحولت خفية من زراعة قصب السكر إلى زراعة أشجار المانجو، وهذا التحول حدث على مدى العشر سنوات الأخيرة وليس وليد اللحظة.

وكشف "الشقطى" أن حجم المساحات المنزرعة بالمانجو بإدفو يناهز الـ ٣٠ ألف فدان موزعة على نواحى إدفو الأربعة ولكنها تتركز فى منطقة الرمادى وتحت اعتبار أن الفدان ينتج ٨ أطنان فى المتوسط.. أى أن حجم إنتاج المانجو بإدفو وحدها يصل إلى ٢٤٠ ألف طن سنويًا وأن أحد أهم مزايا زراعة المانجو بإدفو أنها تعطى بشاير وإنتاج يسبق زمنيا مانجو الإسماعيلية وبالتالى يفترض أن تبيع مانجو إدفو بأسعار أعلى من مانجو الإسماعيلية لافتا إلى أن الموسمين الماضيين رغم أن متوسط بيع كيلو من مانجو الإسماعيلية يتراوح من ١٥ إلى ١٨ جنيهًا إلا أن متوسط سعر البيع للكيلو المانجو بإدفو لم يزد عن ٨ أو ١٠ جنيهات.. وعليه فإن حجم الخسائر التى يحققها مزارعو إدفو تفوق المليار جنيه سنويًا. وفى خط موازٍ تقدمت بطلب لنائب محافظ أسوان اللواء سعيد حجازى لتأسيس مدينة لوجستية للمانجو بإدفو مستدلًا بضخامة المساحات المنزرعة حاليًا ولإتاحة الخدمات اللوجستية المتخصصة لمنتجى المانجو من تجميع وفرز وتخزين وتبريد وبالفعل تمت الموافقة على إنشاء هذه المدينة الحيوية والتى ستعزز القيمة المضافة للمانجو وتحولها لرافد تنموى حقيقى لإدفو وأسوان كلها.. وجار حاليا إنهاء إجراءات التخصيص واستلام الأرض. وأردف كما طرحت على عدد من البنوك تقديم تسهيلات تمويلية لطرح عدد ٢٠ سيارة نقل مبرد لمنتجى المانجو حتى يتسنى لهم فتح أبواب تصدير المانجو. وأوضح أن ما تمتلكه إدفو بسوق المانجو لو تم بيعه بالسعر العادل ستصل قيمته إلى ٣ مليارات جنيه، وهو سوق تعيش عليه أكثر من ٢٠ ألف أسرة.. ويعمل بالمانجو فى موسمها أكثر من ٤٠ ألف فرد ما بين مزارع ومنتج وخدمات ونقل وتوزيع وفرز وغيرها. وأضاف نحتاج إلى جهة تتبنى مانجو إدفو لتصنع لها علامة تجارية تليق بما تقدمه من أنواع وأصناف ذات جودة خاصة كما نحتاج من الجهات الداعمة للنظر فى دعم العملية الإنتاجية وإجراءات المكافحة لإيجاد منتج بمواصفات عالمية، وأخيرًا أتمنى تنظيم مهرجان لمانجو إدفو خلال الموسم المقبل.