الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ليبيا تبحث عن الاستقرار.. الجيش يتحرك لتحرير العاصمة من الميليشيات الإرهابية

 القائد العام للقوات
القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء قرار القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، بتحريك الجيش لوحدات عسكرية باتجاه المنطقة الغربية، لتحرير العاصمة الليبية طرابلس وما حولها من سيطرة الميليشيات، بعدما نجح الجيش الليبى فى السيطرة على الجنوب الليبى وتطهيره من الميليشيات التشادية والجماعات الدينية.
وشدد المتحدث باسم الجيش الليبى على أن «العمل الإنسانى أولوية قبل العمل العسكري، لافتا إلى أن القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر يتابع تحركات كل الوحدات، وقد شدد على أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم.
ويستبق هذا القرار الملتقى الوطنى الذى تعد له الأمم المتحدة فى ليبيا من خلال مبعوثها الأممي، غسان سلامة، إذ يُقدر عقده فى الفترة من ١٤ أبريل إلى ١٦ من الشهر نفسه، ويحضره شخصيات مؤثرة فى المشهد الليبي، لم يُعلن عنها بعد، بغرض الاتفاق على أجندة ينتهى عبرها المرحلة الانتقالية.
ويبدو أن الوضع الليبى سيشهد تطورا مختلفا منذ اندلاع ثورة فبراير ٢٠١١، حيث تنتشر فى العاصمة طرابلس جميع الأطياف الليبية والميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الليبية، التى يرأسها فايز السراج، وكذلك جماعة الإخوان الإرهابية.
واحتفى الباحث الليبي، عبدالباسط بن هامل، بتحرك الجيش نحو الغرب، متوقعًا انتصارًا قريبًا يُنهى الحضور الميليشياوى به، لافتًا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» إلى أن مثل هذا القرار سيحمل الاستقرار إلى ليبيا بعد سنوات من الاضطرابات شهدتها على خلفية سيطرة الميليشيات على المدن الليبية، وعلى رأسها العاصمة.
من جانبه، توقع الباحث الليبي، محمد الزبيدي، ألا تستغرق المعركة وقتًا رغم أهميتها، لهروب قادة الميليشيات إلى تركيا، منذ تصاعدت أنباء متكررة عن قرب اقتحام الجيش للعاصمة. ولفت إلى أن تحركات الجيش، من شأنها أن تحبط مطامع تركيا وقطر فى ليبيا، معتبرًا أن خسائرهم ستكون كبيرة بعدما أنفق المبالغ الطائلة على الميليشيات. وشدد الباحث الليبي، على أن وجود الجيش الليبى فى الغرب، يعنى إنهاء أى نفوذ للميليشيات، ومن وراءهم الإسلاميون، لتصبح ليبيا بالكامل تحت سيطرة جيشها.
وأضاف أن قوات «حفتر»، قادرة على إنهاء نفوذ الإسلاميين بشكل واسع فى ليبيا، واعتبر الباحث الليبى أن معركة الغرب ستكون آخر فرص الإسلاميين فى ليبيا، مشيرًا إلى أن الوضع شبيه بنظيره السورى الذى تحاصر فيه الفصائل شمالًا، وتسيطر الدولة على باقى المساحات.
ومن جانبه، أصدر ما يسمى بـ«المجلس العسكرى لمصراتة»، بقيادة إبراهيم بن رجب، ومجلس الأعيان الذى يقوده إبراهيم بن غشير، المقرب من المفتى السابق، المعروف بدعمه للإرهابيين، الصادق الغرياني، بيانًا باسم المدينة، أعلنوا فيه تبرؤهم من أى شخص من «مصراتة» قد يتواصل مع قوات حفتر، واستدعى الموقعون على البيان النبرة الإخوانية فى رفض ما سموه بـ«عسكرة الدولة»، مطالبين الليبيين بالتمسك ببناء دولة حديثة.
ويفسر البيان التخوفات المسيطرة على خصوم «حفتر»، منذ نجاح الأخير فى إحكام قبضته على الجنوب والوسط والشرق الليبي، إذ تعنى هذه التطورات أن قوات الجيش لم يبق أمامها إلا الغرب الذى تتمتع الميليشيات والإسلاميون بنفوذ فيه.
وأمام تهديد «حفتر» لمناطق نفوذ الإسلاميين، جاء البيان المصراتي، فيما سبقه تحريض المفتى السابق، الصاديق الغرياني، عبر برنامجه التليفزيونى الذى يبث من تركيا على قناة «التناصح»، صاحبة الميول المتطرفة. وخلال حلقته المذاعة، مساء الأربعاء، الموافق ٢٠ فبراير ٢٠١٩، بمناسبة ذكرى ما تسمى «الثورة الليبية»، حرّض الغريانى أبناء مدن؛ غريان ومصراتة والزواية والزنتان وتاجوراء وسوق الجمعة، للوقوف صف واحد فى وجه قوات حفتر.
ويعزز ذلك، ما نشرته وكالة «الأناضول» التركية، قبل أيام فى تقرير خصصته للحديث عما اعتبرته معوقات تحول دون وصول «حفتر» إلى العاصمة، وحدد التقرير هذه المعوقات فى الميليشيات العسكرية بمصراتة وطرابلس، التى رأى أنها قادرة على وقف تقدم القوات المسلحة الليبي
ويحمل خطاب الإسلاميين مراهنة واسعة على وجه الخصوص على مدينة «مصراتة» التى تتمتع تركيا فيها بحضور قوي، وتعتمد «أنقرة» فى ذلك على قبائل تقول إنها ذات أصول تركية، وترحب تركيا فى المقابل بذلك لكسب ولاء هذه القبائل.
ومنذ اندلاع ما يعرف بـ«ثورة ١٧ فبراير» وتحافظ تركيا على حضور قوى فى مصراتة، إذ تعد المدينة أحد أهم الأرقام فى الاقتصاد الليبي، وتنبع أهميتها من كونها مدينة تجارية ساحلية تعتمد فى اقتصادها على موارد غير بترولية على عكس أغلب المدن الليبية.
ويفسّر الحضور التركى فى مصراتة وقوة المدينة اقتصاديًا، خروج بيان رفض تحركات «حفتر» من أعيان «مصراتة» تحديدًا وليس من أى مدينة أخرى، إذ تحمل المعطيات دلالات على وقوف تركيا خلف البيان المشار إليه.