جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإضافة الحرس الثوري الإيراني، إلى لائحة الإرهاب في العالم، ليثير سلسلة من التساؤلات حول النتائج المتوقعة في ظل ما يتمتع به هذا الجناح العسكري من أهمية لدى النظام الإيراني، واضطلاع قائده قاسم سليماني بمهام عدة عالية الأهمية داخل وخارج إيران.
ولعل من أهم هذه الأسئلة، ما مصير هذا الجناح العسكري المهم لدى الملالي، وهل يمكن تفكيكه، أو تغيير اسمه مع البقاء على هيكله التنظيمي كما هو؟ كما يبقى السؤال الأهم وهو: هل دقت واشنطن المسمار الأخير في نعش الملالي؟
ويرى علاء السعيد، الباحث المختص في الشأن الإيراني أن القرار الأمريكي يمثل علامة فارقة في تاريخ النظام الإيراني، الذي يعتمد في معظم عملياته لإثارة الفتن، ودعم الإرهاب، وممارسة عمليات الضغط ومحاولات الاغتيال ضد المعارضين داخل وخارج إيران.
وأشار في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إلى أن تصنيف جناح عسكري مهم كالحرس الثوري، ضمن المنظمات الإرهابية في العالم، يضيف مزيدا من القيود على النظام الإيراني، تساعد على تقليص نفوذه في الشرق الأوسط.
ولفت "السعيد"، إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها النظام، بالإضافة إلى عنصريته في التعامل مع كارثة السيول التي تضرب المدن الجنوبية، التي يبسط نفوذه عليها، وبخاصة إقليم الأحواز، تزيد الأمر تعقيدا.
وأضاف: "للمرة الأولى في التاريخ يتم تصنيف قوة عسكرية رسمية تابعة لإحدى الدول كمنظمة إرهابية"، وهو ما يشير إلى نفاد صبر العالم، تجاه الحرس الثوري، الذي تحول إلى ما يشبه العصابات المنظمة، التي تمارس عمليات إرهابية تخالف القانون الدولي.
وعن تأثير القرار الأمريكي على مستقبل النظام الإيراني، قال "السعيد"، إن القرار يدق المسمار الأخير في نعش النظام الإيراني بالفعل، لأنه يمهد إلى ملاحقة قادة النظام من المرشد علي خامنئي، إلى قائد الحرس الثوري، مرورا بالرئيس حسن روحاني، بتهم تستدعي محاكمتهم كمجرمي حرب.
وأضاف: "نشهد اليوم أفول حقبة حكم الملالي، وكسر شوكة أهم الأيادي الباطشة لهذا النظام، التي استخدمها كثيرا ضد معارضيه في جميع أنحاء العالم".
