السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في الذكرى الـ 49 لمذبحة بحر البقر.. أهالي القرية: "بقينا شو إعلامي بس وما بنشوفش المسئولين غير من السنة للسنة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التقت "البوابة نيوز" عددا من أهالي قرية بحر البقر في الذكرى الـ 49 للمذبحة خلال الاحتفالية السنوية لإحياء ذكراها اليوم حيث أعرب عدد منهم عن استيائهم من المسئولين الذين يحضرون كل عام ويقدمون الوعود الروتينية وكأن أهالي الشهداء والقرية أصبحت للشو الإعلامي والتصوير فقط، مناشدين رئيس الجمهورية بأن تتم معاملتهم معاملة أسر الشهداء، خاصةً وأن أطفالهم قتلوا بدون أى ذنب، فضلًا عن تقديم العلاج الصحي لهم وصرف معاشات تعينهم على مواجهة مصاعب الحياة.

في البداية قالت الحاجة نبيلة علي محمد حسن، والدة الشهيد ممدوح حسني صادق: "ابنى كان رقم 2 بين إخواته الخمسة وكان يذهب إلى مدرسته التى تبعد عن المنزل 100 متر بينما أشقاؤه الأربعة يذهبون إلى مدرسة بقرية المناجاة المجاورة لنا على جرار زراعي، وصباح يوم الضرب للمدرسة طلب مني ابني ممدوح عمل سندوتشين له مثل أشقائه فقلت له المدرسة جنب البيت ابقى تعالى كل في الفسحة، لكنه توجه إلى المدرسة وهو يبكي، بعدها عاد أبنائي الأربعة وقالوا الجرار الى هيودينا المدرسة مش جه ودخلوا البيت، لكن مفيش ساعة إلا والضرب اشتغل وبعدها جت بنتي محاسن وقالت لي وهي تبكي إلحقى يا أمي المدرسة وقعت على أخويا".
وتابعت: "جريت حافية من البيت وعثرت على ابني قتيلا ووضعته في بالطو والده وقمت بدفنه وصديق زوجى رحمة الله عليه وآخرون من القرية، وأقسم بالله لما روحت المدرسة لقيت جثامين الأطفال فوق بعضها ولحومهم مقطعة وسط بركة من الدماء والمصابين ينازعون.. إحنا بكينا من الموت اللي عشنا فيه وكنا بنبات في الشارع ولا بنشوف طعم النوم، دا غير إن ابني حسن اللي كان عمره 15 سنة وكان شغال على وابور مياه للقرية علشان نشرب دخل فيه أتوبيس ومات، وكل سنة في نفس اليوم المسئولون ووعودهم زي ما هي ولا بيتحقق منها حاجة".

من جانبه، قال محمد محمد عرفات، 54 سنة: إنه كان طالبًا بالصف الأول الابتدائي بالمدرسة وأصيب بشظايا وحروق بجميع أنحاء الجسم وعمل بحثا اجتماعيا وقدم أوراقه لصرف تعويض عما حدث، إلا أنه تم صرف مبلغ 150 جنيهًا لمدة 5 أشهر وتم قطعها عنهم جميعًا منذ سنوات.
وأضاف: "لا نرى من المسئولين أي شيء سوى التصوير والشو الإعلامي ليتم دعوتنا كأسر شهداء ومصابين لإعطائنا شهادة تقدير ومصحف"، متسائلًا: "هل نحن ومن راحوا ضحية العدوان الإسرائيلي من زملائنا في تلك المذبحة ليس من حقهم صرف معاشات وتعويضات كشهداء ثورة يناير؟".

وأشارت فايزة محمود أحمد طنطاوي، إحدى المصابات من تلاميذ المدرسة، إلى أنها كانت في الصف الأول الابتدائي: "أثناء جلوسى على التختة وجدت أوراق قمامة تحت رجلي، وأثناء قيامي بجمعهم تم ضرب المدرسة ونقلت للمستشفى وساءت حالتي ولم أسترد عافيتي إلا بعد ثلاثة أيام، حيث كانت الإصابة في رأسى وكانت تتطلب رعاية مخ وأعصاب بالخارج، وبالفعل تم سفري إلى بلغاريا، وبعد 15 يوما من وجودى بالمستشفى مات الرئيس جمال عبدالناصر، ليتم إرسالي إلى مصر ورفضت أسرتي استلامي من شيخ خفراء القرية الذى تسلمنى من مركز الشرطة لإصابتي، وذلك لعدم تعرفهم على أو تعرفى عليهم لمرضي الشديد، لكن بعدها تزوجت وأنجبت أربعة أطفال وتوفى أحدهم، بعدها دخلت في دوامة المرض مرة أخرى".
واستطردت: "جريت أعمل معاش ولم أصرف إلا مرة واحدة 120 جنيهًا أخذوا منها 20 جنيها رسوما، ومن ساعتها والمرض ينهش جسدي ومعي زوجي وأبناؤنا يحتاجون إلى تأمين حياتهم، ومن حقي على الدولة أن تتكفل برعايتنا، خاصةً وأنه بعد إصابتي خرجت من المدرسة لظروفي الصحية ولم أكمل تعليمي".

في سياق متصل، شدد الحاج عبدالله عبدالمطلب، أحد أهالي القرية والمصابين، أنه كان يمتلك ورشة نجارة بجوار المدرسة ومع الصباح الباكر شاهد طائرة تقوم بتصوير المكان وقال: "ربنا يستر وعندما فكرت في غلق الورشة بعد أن دخل الخوف قلبي وقعت المجزرة وأصيب جسدي ولم أحصل على أي معاش بعد أن ساءت ظروفي إلا جنيهات معدودة وفي كل احتفالية جبر خاطر وما زالت همومنا محلك سر".


وقال السيد رحمو، نقيب الفلاحين بالشرقية وأحد أهالي المركز: إن حال أسر الشهداء والمصابين صعب للغاية ودموعهم لم تجف أبدًا وفي حاجة لأن تفي الدولة بالوعود التي أخذتها على نفسها، ويجب إرسال لجنة على أعلى مستوى لحصر الأعداد وعاينة أحوال أسر الشهداء والمصابين على أرض الواقع، على أن يلقوا كل الرعاية خاصةً وأن حالتهم صعبة بالإضافة إلى وجود مشاكل فى جميع القطاعات.