الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل زيارة السيسي إلى غينيا.. الرئيس يشهد إزاحة الستار عن تمثال الراحل جمال عبدالناصر في كوناكري.. ويؤكد عمق العلاقات التاريخية الأخوية بين البلدين.. و"كوندي" يثمن دور القاهرة المحوري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى العاصمة الغينية كوناكري، وذلك في مستهل جولته الخارجية، حيث كان في استقباله الرئيس ألفا كوندي، رئيس جمهورية غينيا، إلى جانب عدد من كبار المسئولين بالحكومة الغينية، وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمية، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.



وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس توجه بعد ذلك إلى مقر جامعة "جمال عبدالناصر" بكوناكري، حيث شهد إزاحة الستار عن تمثال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بحرم الجامعة، إلى جانب افتتاح مبنى المجمع الجديد بالجامعة والذي يحمل اسم الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس توجه بالشكر في هذه المناسبة للرئيس "ألفا كوندي" والشعب الغيني بأكمله على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا اعتزازه بزيارة جمهورية غينيا الشقيقة، وذلك في أول زيارة لرئيس مصري إلى كوناكري منذ عام 1965، ومنوهًا بالتاريخ الحافل والمشهود الذي تتمتع به غينيا في دعم حركات النضال الوطني في أفريقيا وكفاح أبنائها لنيل استقلالهم وحريتهم.
وأضاف السفير بسام راضي، أن الرئيس أكد كذلك عمق العلاقات التاريخية الأخوية بين مصر وغينيا، والتي توطدت على مر السنين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث تجلت في الروابط الوثيقة التي جمعت بين الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأحمد سيكوتوري، وانعكست في إنشاء جامعة "جمال عبدالناصر" بالعاصمة الغينية كوناكري، والتي تعد رمزًا شاهدًا على متانة الأواصر بين البلدين.

كما عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الغيني "ألفا كوندي"، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك على هامش الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية غينيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس الغيني رحب بزيارة الرئيس التاريخية، لكونها أول زيارة لرئيس مصري إلى غينيا منذ أكثر من خمسة عقود، منوهًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وضرورة العمل على تطوير مختلف أطر التعاون المشترك، لا سيما من خلال متابعة النتائج المثمرة التي أسفرت عنها المباحثات المعمقة التي تمت خلال زيارته الثنائية إلى مصر في مايو 2017، خاصةً في المجالين الاقتصادي والتجاري.
وثمّن الرئيس "كوندي" الدور المصري المحوري والنشط في عمقها الاستراتيجي في أفريقيا، خاصةً مع انطلاق الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، منوهًا إلى حاجة القارة إلى قيام مصر بتعظيم انخراطها الإيجابي والفعال في معالجة مختلف الشواغل الأفريقية، لا سيما المتعلقة بقضايا السّلم والأمن والتنمية، لما لها من ثقل وتواجد مؤثرين على الساحتين الإقليمية والدولية. 
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب خلال المباحثات عن سعادته بزيارة غينيا، مشيدًا بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنوع مجالات التعاون المشترك بينهما، ومؤكدًا عزم مصر على تطوير آفاق التعاون مع غينيا، في ضوء اهتمام مصر بمد جسور التعاون مع الجانب الغيني بهدف تعزيز التنمية والاستقرار والبناء، واستثمارًا للرصيد التاريخي الممتد بين البلدين، لا سيما من خلال الدفع نحو عقد الدورة المقبلة من اللجنة المشتركة بين الجانبين فى شهر سبتمبر المقبل على مستوى وزيري الخارجية.
وأكد الرئيس اهتمام مصر المتبادل بالارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية مع غينيا بما يسهم في دفع التكامل الإقليمي والأفريقي فيما يتعلق بالتجارة البينية وتحقيق هدف منطقة التجارة الحرة الأفريقية، كما أوضح سيادته تطلع مصر للمساهمة في تطوير جامعة "جمال عبدالناصر" بكوناكري لتكون منارة تعليمية وثقافية، ليس فقط للشعب الغيني ولكن للقارة الأفريقية ككل.

كما أكد الرئيس حرص مصر على مواصلة تقديم الدعم الفني للأشقاء الغينيين في مجال بناء القدرات والتدريب للكوادر الغينية في مختلف التخصصات، خاصةً الأمنية والعسكرية، وذلك في إطار بروتوكول التعاون العسكري الموقع بين البلدين في نوفمبر 2018، معربًا سيادته فى هذا السياق عن التطلع إلى أن يمثل ذلك البروتوكول انطلاقة في مجال التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات بين الرئيسين تطرقت كذلك إلى موضوعات الطاقة في أفريقيا في ضوء تولي الرئيس "ألفا كوندي" مهمة تفعيل المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، حيث أكد الرئيس مساندة مصر للرئيس "كوندي" ولجهوده في هذا المجال لإنجاح المبادرة في تحقيق الأهداف المرجوة منها، بما ينعكس إيجابًا على مساعي التنمية بالقارة.
وتناول اللقاء عددًا من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها سبل الارتقاء بدور وفعالية الاتحاد الأفريقي في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد، حيث أعرب الرئيس الغيني عن دعم بلاده الكامل لمختلف التحركات المصرية في هذا الإطار، في حين أشار الرئيس إلى اعتزام مصر تسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك وتحقيق مردود إيجابي ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية، خاصةً من خلال التركيز على عدد من الأولويات الرئيسية التي تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية، وعلى رأسها صياغة تصور متكامل لمشروعات الربط والبنية التحتية القارية.
وأضاف السفير بسام راضي أن المباحثات شهدت التوافق حول ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي للعمل على صون السّلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية، خاصةً في منطقة الساحل، من خلال رؤية جماعية لمواجهة التحديات المتعلقة بانتشار بؤر الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة.
كما شهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة، والرياضة، والإعلام، والتجارة.
وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في مأدبة العشاء التي أقامها على شرف الرئيس السيسي نظيره الرئيس الغيني "ألفا كوندي"، والتي شهدت تقليد الرئيس وسام الاستحقاق الوطني، وهو أرفع وسام في جمهورية غينيا.
وقال السفير بسام راضي، إن الرئيس الغيني ألقى كلمة رحب فيها بزيارة الرئيس إلى كوناكري، واصفًا إياها بالـ"التاريخية" بالنظر إلى مرور أكثر من خمسة عقود على آخر زيارة لرئيس مصري إلى غينيا، كما أشار الرئيس "كوندي" إلى خصوصية العلاقات التي تربط بين البلدين، والتي انطلقت منذ استقلال غينيا، مؤكدًا في هذا الصدد محورية دور مصر في القارة الأفريقية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة لشعوبها، ومشيدًا بالجهود المصرية الحالية لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك في إطار رئاستها للاتحاد الأفريقي.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس ألقى كلمة في هذه المناسبة، فيما يلي نصها:
أخي فخامة الرئيس البروفيسور ألفا كوندي،
إنه لمن دواعي اعتزازي وتقديري أن أتلقي منكم اليوم هذا الوسام الرفيع، الذي أعتبره تجسيدًا لقيمة الروابط التاريخية الوطيدة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، وأود التأكيد أن زيارتي الحالية إلي بلدكم الشقيق غينيا ستظل تحظى لدي دائمًا بتقدير وقيمة خاصة.
لقد سعدت كثيرًا أخي الرئيس بما لاقيته منذ وصولي إلى كوناكري من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهو أمر ليس بالغريب على بلدكم المضياف وشعبها الكريم، وإنني على يقين من أن ما تم الاتفاق عليه بيننا خلال هذه الزيارة سيمثل نقطة انطلاق جديدة ودفعة نحو الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية في مختلف المجالات إلي آفاق أرحب، وبما يحقق طموحات شعبينا الشقيقين.
وأود التأكيد في هذا السياق أننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى استحضار قيم ومبادئ الإخوة والتضامن الأفريقي الأصيلة كمحرك رئيسي لعلاقاتنا وسياساتنا في مواجهة التحديات الراهنة، كما أن تحقيق آمالنا في المستقبل الذي نرجوه لبلدينا ولقارتنا الأفريقية، يتطلب استمرار العمل الدءوب معًا ومواصلة تأكيد إرادتنا السياسية لتعزيز علاقتنا على كافة المستويات، بما يخلق واقعًا جديدًا نستهدفه للبلدين وللقارة، ويضع أفريقيا في المكانة اللائقة بها على الخريطة الدولية، وكذلك يسهم في تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية لأبنائها جميعًا ومن ثم فتح آفاق المستقبل أمامهم.
وختامًا، أكرر شكري وتقديري لكم أخي فخامة الرئيس ألفا كوندي ولشعب غينيا الشقيق علي تقليدي هذا الوسام الرفيع، وأنتهز تلك المناسبة لأدعوكم إلي زيارة القاهرة في أقرب فرصة ممكنة لمتابعة نتائج لقاءاتنا، وكذا لإتاحة الفرصة لنا لرد حفاوة استقبالكم وكرمكم.