الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قطر.. شيطان كل العصور.. مولت إرهاب القاعدة.. خبراء يحذرون من توفيرها ملاذات آمنة للدواعش في إيران.. أحد أفراد العائلة المالكة جهز مخبأ "الزرقاوي".. وقدم جوازات سفر وأكثر من مليون دولار لتمويل التنظيم

قطر.. شيطان كل العصور
قطر.. شيطان كل العصور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تسقط جرائم الإرهاب بالتقادم، ودماء الأبرياء تظل صارخة تطالب بالقصاص والعدل، أما علاقة الدول بالإرهابيين فتظل وصمة عار تكشف عن خفايا الماضى الأسود لهذه البلدان المارقة، كما تفضح أيضا عن ثمار واستمرار هذا التعاون، لذلك يظل الأرشيف الصحفى من أكثر الأدلة الوثائقية التى تقدم مستندات تستفيد منها عدد من الأجيال.

ومن أكثر التقارير الصحفية التى رفعت الغطاء عن تعامل وتمويل إمارة قطر الإرهابية مع القاعدة تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نشر فى فبراير ٢٠٠٣ للصحفى «باتريك تيلر»، كشف هذه الحقائق بتفاصيلها. الأمر الذى تعجز قطر عن الرد عليه، خاصة أن تاريخها فى التعامل مع القاعدة يقود إلى كشف تعاملها مع تنظيم داعش الإرهابى، وفى التقرير نقل الكاتب تصريحات لكولن باول وزير الخارجية الأمريكى آنذاك، بشأن ما تم الكشف عنه من خلال نائب أبومصعب الزرقاوى بعد القبض عليه، والمتعلقة بشبكة تنظيم القاعدة فى العراق ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
كان الزرقاوى فى ذلك الوقت قد وفد حديثا إلى بغداد قادما من إيران بعد إقامته ومجموعته فيها إلى جانب قيادات الصف الأول لتنظيم القاعدة منذ ٢٠٠١، مكونا ما بات يعرف بـ«جماعة أنصار الإسلام فى شمال شرق العراق» قبل أن يصبح اسمها «جماعة التوحيد والجهاد»، الذى تبعه مبايعة أسامة بن لادن.
وهنا يكمل الصحفى الأمريكى تقريره عن الزرقاوي، ونقلا عن مسئول فى التحالف فقد وفر للزرقاوى ملاذا آمنا، ومنح باقى التنظيم جوازات قطرية وتوفير مكان آمن له، وذلك بجانب الدعم المالى قائلا: «احتفظ السيد باول ببعض التفاصيل المهمة اليوم، مثل اكتشاف وكالات الاستخبارات أن أحد أفراد العائلة المالكة فى قطر، وهو حليف مهم يوفر قواعد جوية ومقر قيادة للجيش الأمريكي، قام بتشغيل منزل آمن للزرقاوى وتنقله إلى داخل وخارج أفغانستان».


قطر وتنظيم القاعدة
وقال مسئول الائتلاف، إن عضو العائلة المالكة القطرى «عبدالكريم آل ثاني»، قدم جوازات سفر قطرية وأكثر من مليون دولار فى حساب مصرفى خاص لتمويل الشبكة.
علاقة قطر بتنظيم القاعدة أثناء استضافتهم فى إيران، لم تكن لتنحصر على أبى مصعب الزرقاوى ومجموعته، فوفقًا لما كشفت عنه وزارة الخزانة الأمريكية، يظهر المفاوض القطرى فى أكثر من بيان كان أبرزه شبكة عز الدين خليل خليل والملقب بـ«ياسين ياسين السوري»، أو «ياسين الكردي»، وهو ميسر تنظيم القاعدة فى إيران، والذى باشر أعماله من إيران منذ ٢٠٠٥، بعد سماح السلطات الإيرانية له بالعمل داخل حدود إيران بموجب الاتفاق مع تنظيم القاعدة.
ووفقًا لما جاء فى تقرير الخزانة الأمريكية الصادر فى يوليو ٢٠١١: وأعادت نشره «العربية نت»، فى تقرير أخير لها جمع «خليل» التمويل من مختلف المانحين فى جميع أنحاء الخليج، وهو مسئول عن مبالغ كبيرة من الأموال عبر إيران، للمرور إلى قيادة القاعدة فى أفغانستان والعراق، كما قام بتسهيل سفر المجندين المتطرفين لتنظيم القاعدة من الخليج إلى باكستان وأفغانستان عبر إيران، ويطلب خليل من كل عامل سليم ١٠٠٠٠ دولار إلى تنظيم القاعدة فى باكستان، وبصفته ممثلًا لتنظيم القاعدة فى إيران، يعمل خليل مع الحكومة الإيرانية لترتيب إطلاق سراح أفراد تنظيم القاعدة من السجون الإيرانية، عندما يتم الإفراج عن ناشطى القاعدة، تنقلهم الحكومة الإيرانية إلى خليل الذى يقوم بتسهيل سفرهم إلى باكستان.


الدعم المالى للقاعدة بإيران
تشمل شبكة «الميسر» لتنظيم القاعدة فى إيران، كلًا من القطرى «سليم حسن خليفة راشد الكواري»، و«عبدالله غانم محفوظ مسلم الخوار»، كمفاوضين لتنظيم القاعدة من مكان إقامتها فى «قطر».
وكما جاء فى التقرير: «قدم الكوارى الدعم المالى واللوجستى للقاعدة من خلال مفاوضى القاعدة فى إيران ومن مقره قطر، وتقديمه مئات الآلاف من الدولارات كدعم مالى للقاعدة وتقديم التمويل لعمليات القاعدة، وكذلك تأمين الإفراج عن معتقلى القاعدة فى إيران وفى أماكن أخرى، كما قام بتيسير السفر للمتطوعين المتطرفين نيابة عن كبار ميسرى تنظيم القاعدة المتمركزين فى إيران».
وبحسب ما أوردته صحيفة «صنداى تليغراف» البريطانية، فقد عين النظام الحاكم فى قطر سالم الكوارى (٤٢ عاما)، فى موقع مهم بوزارة الداخلية القطرية، مؤكدة أنه ضخ مئات الآلاف من الدولارات إلى القاعدة عبر شبكة إرهابية أثناء عمله فى وزارة الداخلية.
أما عبدالله غانم الخوار (٣٨ عامًا)، فعمل مع الكوارى لتقديم الأموال والرسائل وغيره من الدعم المادى لعناصر القاعدة فى إيران، «ومثل كوارى يقع مقر الخوار فى قطر، وساعد على تسهيل سفر المتطرفين المهتمين بالذهاب إلى أفغانستان».
وإضافة إلى الكوارى والخوار، أدرج تقرير آخر لوزارة الخزانة الأمريكية صدر فى أكتوبر ٢٠١٤، عبدالملك محمد يوسف عثمان عبدالسلام، والمكنى بـ«أبى عمر القطري»، وهو ابن أبو عبدالعزيز القطرى «أمير جماعة جند الأقصى»، والذى قتل فى سوريا فى ٢٠١٤ (أردنيان يحملان الهوية القطرية)، بعد أن بدأ مسيرته مع تنظيم القاعدة فى أفغانستان، وكان قريبًا من أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وعبدالله عزام، وشارك فى القتال فى الشيشان، قبل أن ينتقل إلى مساعدة أبو مصعب الزرقاوى فى إنشاء تنظيم القاعدة فى العراق عبر جماعة «التوحيد والجهاد».
وأضاف التقرير: «عمل عمر القطرى مع ميسرى القاعدة فى إيران لتوصيل إيصالات تؤكد أن القاعدة تلقت تمويلًا من جهات أجنبية، وفى أواخر العام ٢٠١١ قام بتسليم آلاف الدولارات إلى الكويتى «محسن الفضلي» والمصنف على قوائم الإرهاب الأمريكية والأمم المتحدة، فى إيران، والتى هرب إليها بحرًا من الكويت، وأقام فيها لسنوات قبل أن ينتقل إلى العراق وبعدها إلى سوريا».
وبالعودة إلى بلدة «الباغوز»، حصن داعش الأخير فى سوريا، وباختفاء قيادات الصف الأول للتنظيم، يعود السؤال من جديد عن حقيقة نجاح الحرب على الإرهاب فى ظل «انسياح» المتطرفين من جديد فى مشارق الأرض ومغاربها عبر مكاتب الخدمات العامة للجماعات الإرهابية، بإشراف بعض الأنظمة والحكومات.
وهنا يحذر الخبراء من توفير ملاذات آمنة جديدة لقيادات داعش الإرهابى تنفق عليها قطر فى إيران مثلما فعلت من قبل مع قيادات تنظيم القاعدة الإرهابى وأيمن الظواهرى حتى اللحظة. فإيران توفر الملاذات الآمنة للقيادات الإرهابية وقطر تنفق عليهم. لا فرق بين القاعدة وداعش.