الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الاحتفال بـ"يوم اليتيم" فكرة بريطانية طورها العرب.. مؤسسات الدولة تنتفض لإسعاد الأيتام.. وخبراء يحذرون من المتاجرة بآلامهم أوإيذائهم نفسيا ومعنويا.. ويطالبون بحملة إعلامية لتوضيح كيفية التعامل معهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوافق، اليوم الجمعة، الاحتفال بـ"يوم اليتيم"، والذي يأتي في اول جمعة من شهر أبريل من كل عام.
وانطلقت فكرة الاحتفال بهذا اليوم المهم من قبل مؤسسة "ستار فونديشن" البريطانية، بدأت الفكرة لتخصيص يوم لليتيم في عام 2003، عندما اقترح أحد متطوعي جمعية الأورمان الخيرية، تخصيص يوم للاحتفال باليتيم، والسؤال عنه وإدخال الفرحة على قلبه، وتقوم العديد من الجهات الرسمية الحكومية والخاصة، وكذلك مشاهير الفن والمجتمع والشخصيات البارزة، بالاحتفال به من خلال زيارة دور الأيتام كنوع من الاحتفال وتعويضهم عن فقدانهم للأب والأم.

ويهدف الاحتفال بـ"يوم اليتيم"، إلى التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له ولما يريد، ولاقت فكرة تخصيص يوم لليتيم، استحسانا ودعما من الشخصيات العامة، ووزارة التضامن الاجتماعي وغيرها من الجهات المعنية المسئولة.
وفى عام 2006 حصلت جمعية الأورمان، على قرار رسمي بإقامة يوم عربي لليتيم من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته الـالسادسة والعشرين، وبذلك تقرر تخصيص يوم له في الدول العربية والاحتفال به، وانتقلت الفكرة من النطاق المصري إلى العربي، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يومًا مخصصًا للاحتفال بالأطفال اليتامى.
حرصت الجامعة العربية على أن يكون لها دور فعال وبارز في "يوم اليتيم"، وفي عام 2007، وافق الأمين العام لجامعة الدول العربية، على رعاية المؤتمر الذى تنظمه جمعية الأورمان، وفي عام 2008 احتفلت جمعية الأورمان بهذا اليوم بحضور 30 ألف طفل، في "دريم بارك"، ودخلت الجمعية «موسوعة جينيس» في عام 2010، عندما تجمع 4550 طفلا يتيما، رافعي الأعلام المصرية لجذب الانتباه إليهم والالتفات إلى احتياجاتهم وذلك في منطقة سفح الهرم.

الاحتفال بـ"يوم اليتيم" هذا العام 
تتسابق مؤسسات الدولة في الاحتفاء بيوم اليتيم، فتنظم وزارة الداخلية بالتنسيق مع جميع قطاعاتها على مستوى الجمهورية، اليوم، احتفالها بـ"يوم اليتيم"، بمشاركة عدد كبير من أطفال دور الأيتام بالقاهرة والجيزة وعدد من الشخصيات العامة وقادة الرأي في المجتمع، حيث تتضمن الاحتفالية عروضًا ترفيهية وغنائية للأطفال وتقديم هدايا وألعاب على الأطفال، وذلك في إطار سياسة الوزارة الهادفة لتحقيق التواصل المجتمعي ومشاركة جميع أطياف الشعب الاحتفال بمختلف المناسبات. 
كما تنظم مديريات الأمن بجميع أرجاء الجمهورية زيارات لدور الأيتام لمشاركة الأطفال الاحتفال بيوم اليتيم، فيما ينظم قطاع الأمن المركزي حفلًا لأبناء وأسر شهداء الشرطة، يحضره نخبة من الشخصيات العامة، تعظيمًا لدور شهداء الشرطة لما قدموه من بطولات وتضحيات من أجل حماية الوطن والمواطنين، وذلك من خلال قيام أجهزة وزارة الداخلية بتوفير كل أوجه الرعاية لأسرهم، بمناسبة الاحتفال بيوم اليتيم.
الإيذاء النفسي والحذر في التعامل مع الأطفال الأيتام 
تقول الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الرعاية والاهتمام والعطف على الأيتام أمر إيجابي جدًا، حيث إنها أفعال أمرت بها جميع الأديان السماوية، موضحة أن الأزمة تكمن في التجارة بالأيتام وعدم مراعاة شعورهم ومحاولة إيذائهم نفسيًا ومعنويًا، باعتبار أنهم كائن معاق، يبحثون من خلاله عن الشهرة والتباهي والتفاخر.
وتابعت منصور، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه هناك بعض الجمعيات تستغل الأطفال الأيتام لجمع التبرعات وعدم الإنفاق عليهم واستغلالهم أبشع الاستغلال والتجارة عليهم، وهذا أمر مرفوض تمامًا، فلابد من رعايتهم وليس بالأقوال فقط بل بالأفعال، من خلال تقديم جميع احتياجاتهم والخدمات التي يريدونها سواء اجتماعية أو معنوية أو مادية، بحيث تكون بمثابة تعويض ملموس عن فقدانهم للأب والأم.
وأشارت، إلى أن يوم اليتيم لا يجب أن يكون واحد فقط في العام، بل هذا اليوم جاء بمثابة رمز لتذكرة المواطنين بهؤلاء الأطفال، مضيفة أن المغرى من اليوم هو لفت نظر الناس لهؤلاء الأطفال واحتياجاتهم المعنوية والمادية والاجتماعية والعمل على تلبيتها لهم. 
فيما يوضح الدكتورة حنان أبو سكين، الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن فكرة التعامل مع الأطفال الأيتام تغيب عن المواطنين العديد من الأمور في هذا الموضوع، فليس هناك فكرة كاملة عن التعامل مع هذه النوعية من القضايا "الحساسة" والهامة، فلا بد أن يكون هناك حملة منظمة في وسائل الإعلام للتوضيح للمواطنين كيفية التعامل مع الأيتام، فهذه وظيفة من وظائف الإعلام وهو التنمية والإخبار من خلال مجموعة من المتخصصين في مجال علم النفس والاجتماع.
وأكدت أبو سكين، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن وسائل الإعلام ستساهم في تعليم المواطنين أسلوب التعامل مع اليتيم، واختيار الكلمات الملائمة والمناسبة في خلق الأحاديث معهم، مطالبة أن يتم الاهتمام بهؤلاء الأطفال طوال العام وليس فقط في يوم اليتيم الموافق أول جمعة من أبريل في كل عام، فإن التعامل معهم باعتبار أنهم لديهم نقص اجتماعي معين، وهو في وجود الأب والأم أمر يؤثر عليهم بالسلب نفسيًا ومعنويًا، فلا يمكن أن يتم جرح مشاعرهم، من خلال إبراز أن المواطنين جاءوا إليهم في هذا اليوم لتقديم "حسنة" أو خير.
وأوضحت، أن التعامل مع الأطفال الأيتام يأتي من باب المسئولية الاجتماعية على كل فرد أو مواطن تجاه الآخر، وتعويضهم عن كل إحساس افتقدوه ولم يمروا به نتيجة فقدانهم للأب والأم.