الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الإخوان والموساد.. "إيد واحدة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الإخوان المسلمون رجال صدقوا ما عاهدوا الموساد عليه، هذه المقولة، التي ترددت عقب صعود الإخوان المسلمين لحكم مصر بطريقة غير مشروعة، وبتزوير بطاقات المطابع الأميرية، وبخداع الشعب المصري وثوار 25 يناير، تتأكد يومًا بعد آخر، ولا تقبل التشكيك من جانب المتعاطفين والمخدوعين حتى الآن في تلك الجماعة المخادعة، كما لا تقبل الإنكار من جانب رموز وقيادات وأعضاء تلك الجماعة.
فالتصريحات الصادرة مؤخرًا من القيادات العسكرية والأمنية والإسرائيلية، سواء بوزارة الدفاع أو جهاز الموساد، تؤكد ذلك بكل وضوح، والدليل ما قاله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني جانتس، من أن وجود الإخوان في حكم مصر لم يؤثر في التعاون الأمني، بل إنه تطور إلى الأفضل كثيرًا عما قبل، وأكده أيضًا عاموس جلعاد، نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، بأن أمن إسرائيل الآن في أحسن حالاته في ظل وجود جماعة الإخوان المسلمين في حكم مصر.
فتلك التصريحات الإسرائيلية تعكس حالة الرضا والبهجة من جانب إسرائيل بشركائهم جماعة الإخوان المسلمين، التي قدمت أكثر مما هو مطلوب منها من أجل ضمان أمن إسرائيل والتخلي عن اللغة العدائية التي كانت سائدة لدى الجماعة، وقياداتها، وممثلها في قصر الاتحادية، قبل الوصول للحكم، والتهديد بتحرير فلسطين ونسف وتدمير إسرائيل، ومضابط البرلمان المصري منذ عام 2000 حتى 2010 خير شاهد ودليل، وأقول للرئيس محمد مرسي: “,”إن كنت نسيت اللي جرى أجيب دفاتر ومضابط البرلمان وأفكرك“,”.
كما أن التصريحات الإسرائيلية لا تهدف إلى إحراج الشركاء من جماعة الإخوان المسلمين؛ لأن تلك الجماعة وجهها مكشوف، ولا تتأثر بأي إحراج طالما حققت هدفها ووصلت لحكم مصر، وأنها على استعداد ليس للتحالف مع العدو الإسرائيلي والكيان الصهيوني، بل على استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل الاستمرار في الحكم والحفاظ على العلاقات الوثيقة مع دولة إسرائيل الصديقة.
والاتفاق الذي توصل إليه الرئيس مرسي منذ عدة أشهر بين إسرائيل وحماس للتهدئة ليس من أجل عيون غزة وشعبها كما يعلن، ولكن من أجل عيون إسرائيل وسكان المستوطنات؛ خشية أن يتحرك الموساد من خلال أصابعه وعملائه وجواسيسه ضد جماعة الإخوان، خاصة أن الموساد الآن يلعب في الملعب المصري براحته تمامًا دون أي مضايقات.
فجماعة الإخوان المسلمين قدمت تعهدات والتزامات للإدارة الأمريكية بالحفاظ على أمن إسرائيل أكثر من أيام الرئيس حسني مبارك، وأنها تستطيع السيطرة على المشاغبين في حماس وكتائب القسام بشرط ألا تحاول إسرائيل الضغط على الرئيس محمد مرسي وإجباره على زيارتها حفاظًا على ماء الوجه أمام الأهل والعشيرة، وهو ما تحقق فعلاً، ولم تطالبه إسرائيل حتى الآن بالقيام بزيارتها كما كانت تفعل باستمرار أيام الرئيس مبارك، وتحريض اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية لإثارة هذا الموضوع باستمرار.
وعلى مدار الشهور العشرة الماضية من جلوس مرسي على الحكم؛ فإن 6 وفود أمنية إسرائيلية زارت مصر، وراجعت كل التفاهات والالتزامات المصرية، وأبدت رضاءها عما تحقق، خاصة توقف عمليات نسف أنابيب الغاز الممتدة في سيناء وحتى إسرائيل، كما كان يحدث أيام المجلس العسكري وجرت 14 محاولة لنسف هذه الأنابيب.
فالسيد جلعاد نائب، وزير الدفاع الإسرائيلي، لا يكذب عندما أعلن أن العلاقات الأمنية تحسنت في عهد الإخوان، ولم يصدر أي نفي من مؤسسة الرئاسة أو المقطم على هذه التصريحات، ولكن الجميع صمت دون أي تعليق؛ خشية من مبادرة الموساد بكشف المستور وفضح حقيقة الإخوان، وأن الموساد والإخوان المسلمين “,”إيد واحدة“,”، بل وجهان لعملة واحدة.
فالموساد الإسرائيلي حصل مؤخرًا على نَص المحاضر الرئيسية التي حررت خلال لقاءات الرئيس محمد مرسي مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، وأن الالتزام بأمن إسرائيل في مقدمة أولويات مصر، وأيضًا محاضر اللقاءات مع آشتون، مفوضة الاتحاد الأوروبي، حيث أكد لها بالحرف الوحد أنه لا يوجد أي عداء بينه وبين المسئولين الإسرائيليين، وأن اللقاءات ستأتي في الوقت المناسب.
فالذين اتهموا مبارك بأنه كان الكنز الإستراتيجي لإسرائيل عليهم أن يعلموا الآن أن جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي كنوز إستراتيجية لإسرائيل ولجهاز الموساد، بل إن الموساد سيكون أول من يبلغ الرئيس مرسي بأي مؤامرات ضده أو تحرك لأي أصابع في حارة مزنوقة حتى لو كانت حارة اليهود في مصر.