الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

جابر عصفور: القصة هي شعر الدنيا الحديثة كما يراها نجيب محفوظ

جابر عصفور
جابر عصفور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"زمن القص.. شعر الدنيا الحديثة"، هو عنوان كتاب جديد للدكتور جابر عصفور صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية في 354 صفحة، ويتصدره الإهداء التالي: "إلى عبدالمحسن بدر، الذي علمني قراءة الروايات ونقدها كما علمني حق الاختلاف وتقبله".
يحيل العنوان، إلى عنوان آخر شهير جدا لكتاب للدكتور جابر عصفور، أثار جدلا واسعا منذ صدوره وحتى الآن، وفي ذلك يقول عصفور في المفتتح: "والحق أن المناقشات التي أثارها وردودي عليها، والمضي في تأصيل دلالات ما أقصد إليه من معان لهذا الزمن هي التي جعلتني أستبدل بزمن الرواية زمن القص، وأن أقرن العنوان الجديد بجملة نجيب محفوظ التي تصف القص أو فن القصة بعامة بأنه شعر الدنيا الحديثة وذل على ما ورد في دفاعه عن الفن الذي أحبه، وخصص له حياته كلها، فكافأته الدنيا الحديثة بجائزة نوبل".
ويمكن القول كذلك إن هذا الكتاب هو تطوير لكتاب آخر للدكتور جابر عصفور هو "القص في هذا الزمان" وقد صدر عن الدار المصرية اللبنانية في 2014، وعن ذلك يضيف عصفور: "أظنني قدمت في الطبعة الجديدة من كتابي "الجديد" تأصيلا مختلفا لنشأة هذا الفن وتطوره في آن، فمن الواضح أنني لست مع المدرسة التي ترى أننا استوردنا فن القص من الغرب تماما، أو أن رواية "زينب" سنة 1913 هي الرواية الأولى في الأدب العربي الحديث، فأنا من الذين يؤمنون بأن ف القص تأسس في الأدب العربي نتيجة عاملين: عامل داخلي يتصل بتقاليد القص العربي وأنواعه السردية المختلفة، ابتداء من السرد التاريخي، وليس انتهاء بالقص الرمزي الفلسفي والصوفي، فضلا عن الملاحم أو السير الشعبية".
ويرى الناقد الكبير أنه إذا أنكرنا وجود هذا العامل كذبتنا روائع قصصية معترف بها في العالم كله مثل "ألف ليلة وليلة، أو ما يماثلها في التأثير، أما العامل الثاني فهو العامل الخارجي الذي يتصل بالرواية الأوروبية وتقاليدها وتحولاتها في الوقت نفسه.
ويستطرد الدكتور جابر عصفور: "أظن أن هذه النظرة تجمع بين الأصالة والمعاصرة في صياغة منهجية، لا تنكر عظمة تراثها القصصي وفتنة العالم كله به، كما لا تنكر التفاعل الطويل والمستمر بين الموروث والوافد في التاريخ وبالتاريخ، وذلك على نحو يؤدي إلى التكامل في المنظورين بين فن القص الذي ظهرت بوادره في منتصف القرن التاسع عشر، أو في عمل مواز، وعبر مرور السنوات تطور هذا النوع من القص إلى أن صعد على يدي محمد حسين هيكل وأبناء جيله الذين أعادوا إنتاج النموذج الغربي الأوروبي، في سياق صعود الوعي الوطني الذي كانت ثورة 1919 أحد انفجاراته".
ويعد هذا الكتاب أحدث حلقات سلسلة كتب أصدرها الدكتور جابر عصفور عن الدار المصرية اللبنانية منذ عام 2008 ومنها "نحو ثقافة مغايرة"، "في محبة الشعر"، "نجيب محفوظ الرمز والقيمة"، "المقاومة بالكتابة"، و"بعيدا عن مصر".