الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دمى إيران

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حين يؤكد زعيمان قبليان فى محافظة صعدة اليمنية، عن تورط الدوحة، بالتحالف مع إيران، بالوقوف وراء جرائم موثقة، قامت بها ميليشيا الحوثى ضد الشعب اليمني، ويتكشف للمجتمع الدولى أن مؤامرة «إعمار صعدة»، ما هى إلا التفاف غاشم لشراء أسلحة ومعدات عسكرية للمتمردين الانقلابيين، فإنه يبرز على السطح، تلك العلاقات المتجذرة بين الحوثيين والنظام القطري، منذ عهد على عبدالله صالح، حين قدمت الدوحة دعمًا متواليًا للحوثي، مكنتهم من تحقيق انتصارات على النظام آنذاك.

فى غزة، الأمر ليس مختلفًا، فالحقائق جميعًا تؤكد أن الأموال الكثيرة التى ترسلها قطر إلى حركة حماس، بتعليمات مباشرة من أمريكا، وعبر إسرائيل ذاتها، ما هى إلا الضربات الموجعة المتوالية لتصفية القضية الفلسطينية، بعزل غزة عن الضفة الغربية، وتمكين حلقات صفقة القرن، التى تتولاها قطر، وتتهم الآخرين بها.

يلاحظ المراقبون أن حركة حماس الإخوانية، ماضية بإدارة قطاع غزة، بطرق تمردية انقلابية على الإجماع الفلسطيني، والتى لا تختلف عن طرق ميليشيا الحوثي، ويبدو جليًا، أنهم جميعًا، ومعهم حزب الشيطان فى لبنان، يتحركون على إيقاع واحد، يصدر عن عازف نشاز واحد، يختبئ فى طهران.

الاحتجاج الأخير على الظروف المعيشية فى قطاع غزة، والذى رفضته الدوحة وطهران، وتعاملت معه قيادة حماس بأسلوب انتهازى فجّ، دليل واضح أن الأوامر تصدر من جهة واحدة، فقمع الاحتجاج الشعبي، والتصعيد مع إسرائيل، لعبة إيرانية قديمة، قام بها نظام الملالى عشرات المرات، وتكررت فى لبنان واليمن وفلسطين، بذات الطريقة والأسلوب...!

لم يكن لدمى إيران: الحوثى وحزب الله وحماس، أى حضور فعلى على الساحة السياسية قبل انقلاب حمد بن خليفة على والده فى قطر، ومنذ ذلك العهد الخائن، بدأت الدوحة، مأمورة ومأجورة، تلعب دور همزة الوصل الرئيسة بين أمريكا وإسرائيل وإيران، وكذلك مع تلك الميليشيا والعصابات الإرهابية، ظنًا من الحمدين أن ذلك سيعزز بقاءهم فى مراكزهم الهشة، لكنها، وليس بشكل مفاجئ، باتت خنجرًا مسمومًا فى الجسد العربي.

العباءة الإيرانية السوداء، الملقاة على أذرع طهران فى العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن، والتى تحمل الآن خاتم «منسوجة فى قطر»، غير قادرة على ضبط ما يصدر عن تلك الدمى من تصريحات تشى بحقيقتها، فمثلًا، حين قال يحيى الحوثي، شقيق زعيم ميليشيا الإرهاب فى اليمن، فى لقاء تليفزيوني: «يقولون إننا نستخدم شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل. هذا كلام. ما فى أحد مات. الحمد لله، أمريكا موجودة. وإسرائيل موجودة»، فإن هذا الدخان المتناثر لم يكن من غير نار أبدًا...!

من وجهة نظري، فإن التحالف العربى فى اليمن، يقوم بواجباته على أكمل وجه، ومع أن المجتمع الدولي، وبحجج كثيرة واهية، لا يقدم للتحالف الإسناد اللازم لتمكينه من تحجيم الإرهاب الإيرانى والقطري، فيترك عصابات الحوثية تعيث فسادًا دمويًا فى صنعاء وباقى مدن اليمن، إلا أن العزم والحزم، يقولان كلمة كبيرة هناك، بل وأرى أنها ستكون قاطعة، لمحاصرة تلك الذراع الإيرانية المتطاولة، التى امتدت بفعل عملاء الفكر الخامنئى المتطرف.

السؤال هنا، إذا كانت السعودية والإمارات، سياسيًا وإنسانيًا، تقومان بجهود جبارة من أجل اليمن العربي، لحمايته من براثن إيران، فمن يقف لحماية لبنان وفلسطين، اللتين يعبث بهما حزب الشيطان وحماس الإرهابية، ويستخدمان شعارات «المقاومة والقضية الفلسطينية»، لخدمة مصالح وأهداف نظام الملالي، وتنفيذ مخططات الحمدين الشخصية الضيقة، وعلى حساب أمن المنطقة، وما يحيطها جغرافيًا؟.

هل حان الوقت لتحالف عربى واسع، يضع ميثاقًا شاملًا، يقصقص أجنحة دمى إيران كلها، بما فيها تنظيم الحمدين الخبيث الخائن؟

نقلًا عن «البيان» الإماراتية