أسهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في تشكيل وجدان الجيل الذي تفتحت عيونه على ثورة يوليو، فإذا كان عبد الناصر هو الزعيم السياسي القادر على تحقيق أحلام الوطن فإن عبد الحليم هو المقابل له على ساحة الغناء حيث الانتقال من الحب التقليدي المسكون بالضعف والتردد والشكوى من صدود الحبيب وشماتة العزال إلى الحب القوي الحافل بالندية والانفتاح والعواطف الرومانسية وليدة تحرر المرأة واحتكاكها بالرجل سواء بالتعاون أو الصدام.
وهذا يظهر بـ فيلم "زوجة رجل مهم" في التعبير عن مكانة العندليب عبد الحليم حافظ والمكانة هنا لا تنصرف إلى القيمة الفنية الغنائية بل إنها تتجاوز ذلك الجانب إلى الإطار الاجتماعي والثقافي والنفسي العام.
الفيلم يدور فى إطار اجتماعى حول فتاة تعشق عبد الحليم منذ الصغر إلى أن تتزوج من ضابط شرطة متغطرس لكن الملفت للنظر أنه خلال أحداث العمل عرض مخرج العمل حالة الحزن والذهول التى أصابت الشعب المصرى خصوصا السيدات فور علمهم بوفاة عبد الحليم.
جاء خبر وفاة العندليب لـ منى " الفتاة التى تعشق عبد الحليم منذ الصغر وجسدت شخصيتها الفنانة ميرفت أمين خلال الأحداث أقرب إلى الذهول وذلك عندما قال لها الجندي البسيط إن عبد الحليم مات بعد أن رصد حالات الحزن والصراخ قائلا: ”حضرتك ما سمعتيش الراديو.. بيقولوا إن عبد الحليم حافظ مات“ تفر الرومانسية المتقاعدة إلى الشرفة وتستمع إلى شريط أغنيته بديعة: "أنا لك على طول"، وهي تقول لنفسها: كدب كدب علاوة على إظهار مشهد إلقاء إحدى الفتيات من منزلها فور علمها بوفاة عبد الحليم وجنازة عبد الحليم التي تظهر بعد مشهد الذهول.
فيلم " زوجة رجل مهم " قصة وسيناريو وحوار رءوف توفيق واخراج محمد خان وبطولة أحمد زكى وميرفت أمين أما الإهداء الذي يتصدر العمل البديع فيغني عن كل تعليق: إلى زمن.. وصوت.. عبد الحليم حافظ.
