الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

احذر "الطبيب المزيف" كارثة تهدد المرضى.. الحق في الدواء: لا بدّ من رقابة مشددة.. محمود فؤاد: تجديد ترخيص مزاولة المهنة كل عام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هناك الكثير من طرق النصب والتزييف التي نسمع عنها كل يوم، ودائما تتردد أخبار عن إلقاء القبض على منتحل صفة ضابط، ومنتحل صفة مستشار، وأشخاص يدعون أنهم يستطيعون توظيف الشباب وبناء على ذلك يقومون بجمع الأموال الطائلة من الأهالي ثم يهربون، لكن الغريب أن يكون هناك "طبيب مزيف"، فعندما يتعلق الأمر بمرض ومعاناة الناس لا بد أن ندق ناقوس الخطر، والكارثة لم تتوقف على النصب للحصول على الأموال فقط، بل إهدار الأرواح واستغلال أوجاع وآلام المرضى، وتصبح المصلحة والاحتيال لجمع الأموال هو الهدف الرئيسي دون مراعاة للمريض الذي يكون في أمس الحاجة للمساعدة والشفاء ومداواة أوجاعه.



ومؤخرا تم إلقاء القبض على "طبيب مزيف"، بمحافظة الغربية كان يمارس الطب لمدة 8 سنوات وأجرى عدة عمليات جراحية، كما أنه تاجر في الأدوية، ومارس عمليات نصب على المواطنين واستغلال المرضى ومعاناتهم، حيث قام شخص يدعى "مصطفى.ت.أ"، حاصل على ثانوية عامة، مواليد 1979، بانتحال صفة طبيب جراحة ومدرس مساعد أمراض وجراحة الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب وأجرى العديد من العمليات الجراحية لمواطنين بمستشفيات الربيع والشفاء وأبو زيد التخصصية، واستمر في ارتكاب جريمة النصب، وجمع ملايين الجنيهات من المرضى ومن الاتجار في الأدوية وعدم رد مستحقات بعض الأطباء الذين حصل منهم على أدوية وهو ما كشفه بعد تقديم بلاغات ضده.


تشكيل لجنة

وقرر الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية، تشكيل لجنة من إدارة العلاج الحر بالمديرية لفحص جميع التجاوزات الواردة بشأن الطبيب المزيف، وكشفت اللجنة أن المتهم غير مسجل فى نقابة الأطباء، ولم يصدر له تصريح بمزاولة المهنة ولا فتح عيادة.

وطلب وكيل وزارة الصحة إرسال خطاب عاجل لكلية الطب جامعة الزقازيق لبيان ما إذا المتهم عضوا بهيئة تدريس الجامعة، أو ينتمي لكلية طب الزقازيق من عدمه، مع إخطار النيابة العامة، وفحص التجاوزات والبلاغات المقدمة ضد الطبيب المزيف، وعما إذا كان لديه عيادات خاصة لإجراء الكشف الطبي على المرضى من عدمه.

مستشفى دكرنس

وتكررت الواقعة عدة مرات بإلقاء القبض على منتحلي صفة أطباء، ففي مستشفى دكرنس العام الماضي، انتحل شاب صفة طبيب بالطوارئ، في الساعة 11 مساء، وعرف نفسه بأنه طالب بكلية طب وقادم للتدريب داخل المستشفى دون أن يقدم أوراق أو طلبات أو كارنيهات، ولاحظ الأطباء أن سلوكه غير طبيعي وأخطأ في تشخيص الأشعة أمام طبيب بالمستشفى، فبدأت الشكوك حوله، خاصة أنه تهرب من إظهار كارنيه يثبت أنه طالب بكلية الطب وتم إبلاغ الشرطة واتخاذ الإجراءات القانونية ضده وألقى القبض عليه بقسم شرطة دكرنس فى 2018.


إخصائي مخ وأعصاب

واقعة أخرى في محافظة كفر الشيخ، قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على شخص انتحل صفة طبيب مخ وأعصاب، وقامت إدارة العلاج الحر بمديرية الشئون الصحية بكفر الشيخ، بتحرير محضر ضد الطبيب المزيف، لاتهامه بانتحال صفة إخصائي أمراض مخ وأعصاب، ومزاولته المهنة دون ترخيص وفتح عيادة طبية، بدون الحصول على أي تراخيص، وانتحال صفة طبيب بشري.

ووجه وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، باتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وذلك بعد أن تبين عدم قيد المشكو في حقه، بنقابة الأطباء، واستخدامه ترخيص مزاولة مهنة يخص طبيبا آخر مقيدا بنقابة الأطباء بمحافظة الدقهلية.

تصاريح مزاولة المهنة

وقال الدكتور محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، إن من المفترض أن نقابة الأطباء تقدم التصاريح لمزاولة المهنة، حتى بعد تخرج الطالب من الكلية وحصوله على الماجستير لكي يحق له إنشاء عيادة طبية خاصة له، وأخذ تصريح من النقابة بمزاولة المهنة.

وأكد فؤاد أنه يوجد أكثر من ٢٤٠ ألف عيادة في مصر، ووجود الآلاف من خريجي كليات الطب سنويا وأكد أنه لا يوجد "كنترول"، فكل شخص يستطيع فتح عيادة ومزاولة المهنة، وهي ليست مسئولية النقابة بل مسئولية الأجهزة المسئولة عن التنفيذ وفحص الشكاوى بحكم القانون، إدارة العلاج الحر 

وأكد أن "إدارة العلاج الحر هي الوحيدة في مصر التي تستطيع اخذ قرار بفتح عيادة أم لا"، لافتا إلى أنه هذه الإجراءات لم تتم بشكل مناسب بسبب انخفاض أعداد المفتشين بالعلاج الحر، وانشغالهم بأعباء أخرى، وذلك سبب فى وجود المشاكل ونصابين وانتحال صفة الأطباء.


نصاب الوراق

وأشار إلى أن هناك نصابا بمنطقة الوراق كان يدعي أنه طبيب مخ وأعصاب، وقدمنا بلاغات وشكاوى، واستطاع الهرب عدة مرات، مؤكدا أن هناك مدعين بأنهم أطباء تجميل أيضا، ويمارسون أعمالهم بأجهزة الليزر، ولفت إلى أن هذا الجهاز ممنوع استخدامه إلا لطبيب أخصائي الجلدية، وطبيب التجميل فقط لا غير

وأكد أن "أهم مراكز التجميل والتخسيس يديرها صيدلانيات وخريجي علوم، ويقومون بكتابة دكتور قبل الاسم"، وهذه الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة ويؤثر على سمعة مصر بالخارج في مجال الصحة، وعلى المواطنين والمرضى.

العلاج الحر

وأوضح أن الأزمة تحتاج إلى رقابة من العلاج الحر، ولابد من تجديد ترخيص مزاولة المهنة كل عام، حتى يذهب الطبيب سنويا للنقابة فيتم التعارف عليه، ولكن التجديد كل ٥ سنوات يتسبب في حدوث مشاكل كثيرة ويؤدى إلى أن المئات يمارسون الطب دون تصريح، والبعض ينتحل صفة طبيب ويحضر مؤتمرات طبية ويتم إرسال دعوات لهم على أنهم أطباء حقيقيون.