الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

زعيم الإرهاب.. أين المفر؟.. مصير مجهول لـ"البغدادي" وانحسار هروبه بين أفريقيا وآسيا.. القارة السمراء ملاذ آمن لأمراء الإرهاب.. والآسيوية تضم أشرس عناصر داعش

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد دحره وهزيمته فى كل من سوريا والعراق.. هل يلجأ أبوبكر البغدادى إلى القارة الأفريقية، خاصةً أن له أنصارًا فى الكثير من مناطقها، وهم فى منعة ومحصنون ومدججون بشتى أنواع الأسلحة التى تمولهم بها دول ترعى الإرهاب. زعيم داعش ما زال طليقًا رغم الإعلان الرسمى عن سقوط تنظيمه، بعدما خسر الأراضى التى كانت يسيطر عليها فى سوريا والعراق، وسقط الجيب الأخير للتنظيم شرق الفرات «الباغوز»، وآخر قطعة أرض كان يستميت عليها المسلحون.

من جهتها قالت الولايات المتحدة إنها لا تعلم مكان «أبوبكر البغدادي». وأفاد جيم جيفرى، مبعوث واشنطن بشأن سوريا بأن الحرب التى يخوضها التحالف الدولى ضد التنظيم لم تنتهِ، معتبرًا خسارة داعش آخر معاقله «يومًا عظيمًا»، لكن الحرب ستستمر بطريقة قتال مختلفة «فهذه ليست نهاية القتال ضد داعش».
يرى محللون أن داعش سيلجأ إلى حرب العصابات، وهو الأسلوب الأكثر تعقيدًا فى القتال على غيره، ويرجح استعانته بالخلايا النائمة والناشطة، على حد سواء، هناك، ففى آسيا تتحصن مجموعات من أشرس عناصر داعش فى جبال أفغانستان، وفى الغابات الكثيفة جنوب الفلبين وأرخبيل جزر مينداناو، وجمهوريات آسيا الوسطى.

وفى أفريقيا حيث جزر بحيرة تشاد، وغابات شمال نيجيريا، وصحراء مالى الشاسعة، وجنوب ليبيا، والصومال، والساحل الأفريقى، ومناطق أخرى فى مجاهل هذه القارة الوعرة تسيطر عليها جماعات مسلحة ويتحرك فيها، بحرية، إرهابيون أعلنوا ولاءهم للبغدادى.
تؤكد الشواهد أن القارة الأفريقية أكثر أمانًا من غيرها بالنسبة للإرهابيين؛ حيث كانت وما زالت ملاذًا آمنًا لمجموعة من أخطر المطلوبين دوليًّا، أمثال: أمراء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى، وزعيم حركة أنصار الدين فى مالى، إياد غالى، وزعيم الموقعين بالدماء، مختار بلمختار، وزعيم بوكوحرام، «أبوبكر شيكاو»، وغيرهم ضمن قائمة طويلة من أخطر الزعامات الإرهابية الخطرة الموجودة على لوائح دولية للإرهاب.
تتفوق أفريقيا بذلك على نظيرتها آسيا التى فشل فى الاختباء فيها زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، بعدما اغتالته الولايات المتحدة فى منزل اختبأ به فى بلدة أبوت آباد الباكستانية عام ٢٠١١، كما لم ينجُ فيها زعماء طالبان باكستان: بيت الله محسود، وحكيم الله محسود، وخان سعيد محسود، والملا فضل الله، ولا حافظ سعيد خان، قائد داعش فى باكستان وأفغانستان.

كما لم ينجُ فيها أمراء القاعدة باليمن: ناصر الوحيشى، وحارث النظارى، وإبراهيم الربيش، وحمزة الزنجبارى، ونصر الآنسى، وأبوخطاب العولقى، وجلال بلعيدى، وغيرهم. رغم قوة الملاحقة وتزايد المطاردة التى سيلقاها البغدادى خلال مرحلة «ما بعد تحرير الباغوز»، فإن قرار الخروج بعيدًا عن الصحارى الممتدة بين حدود سوريا والعراق، إن تأكد وجوده فيها، يدرك زعيم داعش قبل غيره مدى صعوبة مجرد التفكير فيه؛ نظرًا لصعوبات الطريق وبعد المسافات التى تعترضها حدود سياسية بين الدول؛ ما يجعلها رحلة مليئة بالمخاطر وغير مأمونة العواقب. وهو فى الوقت نفسه خيار لم يلجأ له من سبقوه من الأسماء البارزة فى عالم المطاردة، أمثال: أسامة بن لادن، وأيمن الظواهرى، أو الملا عمر، وغيرهم ممن اختاروا التخفى فى أرض الصراع بدلًا من الخروج منها.