الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المرأة المصرية وثورة الياسمين!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ أن تلامس نور الشمس مع وجه الأرض فى بداية الخليقة لأول مرة، قٌدر لحواء أن تكون زهرة تلك الخليقة، لقد قصد الله أن يعطيها ويميّزها ليكون دورها فى إعمار الأرض مُكملًا وليس منتقصًا.
ولكن مرت قرون كثيرة وشهدت الأنثى فى العالم أجمع الكثير من الانتهاكات حتى عصرنا الحديث خاصة فى عهود الظلام قبل ثورة الياسمين وهى الثورات التى قامت فى تونس ومصر والتى شاركت المرأة بها خاصة فى ثورة الثلاثين من يونيو؛ ثورتنا الشعبية التى نفخر بها والتى أشاد بدور المرأة بها السيد الرئيس السيسى فى كثير من المحافل.
كانت أهداف أهل الشر واضحة فى تحطيم دور الأنثى وجعلها متدنية فى كل شئ والتقليل من شأنها.
ولكن لأهل الشر مقصد من ذلك والكثير من الأهداف السياسية، كان انتهاك حقوق المرآة جزءًا من سياساتهم لتدمير المجتمع وخلخلة كل الروابط الأسرية والمجتمعية.
ومن هنا اتخذت القيادة المصرية الحالية - وبفضل توجيهات السيد الرئيس- على عاتقها مهمة تمكين المرأة ورسم خارطة طريق لتمكينها اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا من خلال رؤية 2030.
ولأن رأس الدولة يريد أن يرد للمرأة كل حقوقها التى سُلبت منها، لابد على المجتمع أيضًا أن يضع تلك المهمة فى الصدارة، وتظل العراقيل الحقيقية فى تغيير ثقافة الشعب أو على أقل تقدير؛ البعض من فئاته، ومناهضة العنف ضد المرأة.
فالكثير من عقليات الذكور ما زالت تؤمن أن العنف ضد المرأة هو طريقة لتهذيبها أو ترويضها!
وفى أحيان أخرى يصل إلى التعسف والإيذاء الجسدي، حتى أطلق المجلس القومى للمرأة كثيرا من الحملات لمناهضة العنف وإطلاق مرصد المرأة المصرية واستراتيجيات من شأنها مناهضة العنف.
ولكن يظل الشق النفسى والسيكولوجى للمرأة هو ركيزة الحد من تلك الظاهرة، فيبدو أن بعض السيدات عندما يتعرضن للعنف يحاولن إيجاد الأسباب والمبررات للعنف الذى مورس فى حقهن، ربما محاولة للحفاظ على الأسرة أو خوفًا من مصارحة ذاتها أنها تتعرض للإساءة الحقيقية، ولكن إيجاد المبرر للعنف هو بداية المأساة التى تتحول بعد ذلك إلى جرح غائر فى نفسية الطفلة والشابة والزوجة فيؤثر على سواء نفسها، فأثر أى خلل نفسى يصيب فرد من الأسرة وخاصة إذا كانت الأنثى، تتعرض الأسرة كلها لخلخلة فى مفاصلها الحيوية وروابطها ومن هنا نسمع عن الجريمة الأسرية التى بالتبعية تؤثر على صحة المجتمع النفسية بأكملها.
إن كانت الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها اليوم فى السعى قُدمًا نحو تحقيق حياة كريمة لكل امرأة مصرية، فكل امرأة عليها أن تبذل ما استطاعت لمناهضة أى عنف جسدى أو لفظى أو نفسى أو اقتصادي، فنحن اليوم فى العصر الذهبى فى الدولة المصرية - حقًا - الذى يحافظ على جوهرة المجتمع وهى المرأة المصرية.