قررت الولايات المتحدة الأمريكية، استئناف عمليات الاستهداف لعناصر إرهاب تنظيمي القاعدة وداعش وحلفائهما في منطقة الصحراء الأفريقية الكبري باستخدام طائرات تعمل بدون طيار ذات التسليح المتطور والأكثر دقة، وتلعب الاستخبارات المركزية الأمريكية دورا قائدا في وضع خطط وبرامج تشغيل الطائرات التي تعمل بدون طيار في مجال مكافحة الإرهاب في ساحل أفريقيا وصحرائها ومناطق أخرى من العالم.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد أوقفت استخدام هذا النوع من الطائرات في ملاحقة العناصر الإرهابية فى شمال أفريقيا لأسباب لم توضحها فى حينه، وهو ما اعتبره مراقبون أكبر هدية قدمتها إدارة أوباما لجماعات الإرهاب في أفريقيا.
ويري مراقبون أن توجه الإدارة الأمريكية بإعادة تفعيل واستئناف برنامج استخدام الطائرات التي تعمل بدون طيار لأغراض الاستهداف القتالي مع التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية تصحيحا لخطأ كبير وقعت فيه إدارة أوباما وتجسيدا للالتزام الأمريكي في إدارة ترامب بمحاربة الإرهاب في أفريقيا.
وتمتلك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية جوية لتشغيل الطائرات المقاتلة التي تعمل بدون طيار استثمرت فيها واشنطن 110 ملايين دولار أمريكي وتقع فى منطقة أغاديز بجمهورية النيجر على مسافة 350 ميلا غرب منطقة ديركو التي تعد أحد معاقل التطرف المسلح في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، وتتبع تلك القاعدة القيادة الأفريقية للجيش الأمريكى التي مقرها مدينة شتوتجارت الألمانية؛ أما عملياتيا فإن الاستخبارات الأمريكية لها اليد الطولى في إعطاء أوامر التحرك العملياتي على ضوء المعلومات الاستخبارية عن تحركات العناصر الإرهابية.
وتقبع في القاعدة الأمريكية في جمهورية النيجر العشرات من مقاتلات (إم كيو – 9 / ريبر) التي تعمل بدون طيار ويتم التحكم فيها من مراكز أرضية في القاعدة، كما أنه بالإمكان توجيه تلك المقاتلات لشن ضربات قاتلة للعناصر الإرهابية في دول شمال أفريقيا وجماعات الإرهاب المتمترسة في جنوبى ليبيا والجزائر وتشاد ومالي.
وتعمل الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع سلاح الجو الأمريكي على تحسين دقة التهديف والإصابة للمقاتلات الأمريكية التي تعمل بدون طيار، فقد كان الافتقاد إلى دقة الاصابة سببا في إصابة قذائفها لمناطق مدنية فى اليمن إبان إدارة الرئيس أوباما ما دفعه، من وجهة نظر بعض المراقبين، إلى وقف العمل بهذا النوع من المقاتلات وإبقاء استخدامها لأغراض الاستطلاع والمراقبة والرصد فقط، كما قررت إدارة ترامب ضخ استثمارات في تحسين وتطوير قاعدة أغاديز في جمهورية النيجر التي توجد بها حظائر الطائرات التي تعمل بدون طيار واعتمدت إدارة أوباما 300 مليون دولار لإقامة شبكة تأمين وحماية وقائية للقاعدة وتحسين ممرات الاقلاع والهبوط بها.
