الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الجولان ولمّ شمل العرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المواقف السياسية تجاه الدول تتغير من آنٍ لآخر، يعيش الكثيرون منا حالة من المكابرة والثبات على الرأي حتى وإن كان ضد مصلحة الأراضي العربية، الأشخاص زائلون، ولن يخلد في هذه الحياة أحد.
فالمتابع للأوضاع في سوريا خلال الفترة الماضية يلاحظ تطورات غريبة، فها هو دونالد ترامب والذي لقب من قِبَل الشعب الأمريكي بـ"المعتوه" يوقع مرسوما يعترف فيه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، مثلما كان وعد بلفور في عام 1917، فقد أعطى مَنْ لا يملك من لا يستحق، أليس هذا القرار مضحكا؟! نعم، إنه مضحك بالنسبة لنا، لكن بالنسبة لهم سيتعاملون على أنه واقع، وسينفذون القرار،  ويعتبرون أنها أرضهم.
الأمر هنا يحتاج إلى وقفة صريحة وواضحة من كل الشعوب العربية المنقسمة على أحقية بشار الأسد في توليه الحكم من عدمه، الأمر ليس كذلك يا سادة، الموضوع الأهم هو الدفاع عن الأراضي العربية، لا يشغل بالنا من هو القائد لهذا البلد.
يجب أن يكون هناك قرار فوري وسريع بعودة دولة سوريا إلى الجامعة العربية مرة أخرى كرد بسيط من القادة العرب على هذا القرار الظالم الجائر الذي لا يخلف سوى الخراب والدمار في المنطقة، فإسرائيل تتوسع يوميًا وتنتهك الحقوق للدول دون رقيب، فقصفها لفلسطين ليس من قوتهم، ولكن من ضعف العرب وقلة هيبتهم.
وهناك مواقف عديدة جليلة للشعوب العربية؛ فمثلا خلال حرب أكتوبر 1973 كان للمملكة العربية السعودية اتخاذ قرار عاجل بحظر تصدير النفط إلى الدول الداعمة للعدو الإسرائيلي، وتخفيض إنتاج النفط بنحو 340 مليون برميل اعتباراً من أكتوبر حتى ديسمبر 1973، والجيش العراقى هو الجيش العربى الذى خاض معركة دامية مع القوات الإسرائيلية، ووقف بجانب مصر وسوريا أثناء الحرب، تدخلت ليبيا هى الأخرى وقامت بنقل الكلية البحرية المصرية إلى أراضيها، وعندما واجهت القيادة المصرية مشكلة تفوق القوة الجوية الإسرائيلية، قامت ليبيا بعمل صفقة طائرات مع فرنسا واستخرجت جوازات سفر تحمل اسم ليبيا للطيارين المصريين حتى يتم تدريبهم داخل فرنسا، كان للجزائر دور كبير فى المساعدة، ولا يمكن إنكار الدور العظيم الذى قامت به اليمن فى مساعدة مصر، حيث أغلقت باب المندب مرتين، كما كان لدولة الإمارات مواقف شجاعة، حيث توجه الشيخ زايد أثناء حرب أكتوبر، بطلب إلى سفير الإمارات المتواجد فى لندن بأن يقوم بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة وشراء هذا النوع من كل دول أوروبا ليُعالَج فيها الجنود المصريون والسوريون.
أفيقوا أيها العرب، أكملوا مسيرة أجدادكم وآبائكم في حماية الأراضي العربية، أيها القادة، كونوا يدًا واحدة، الأمر لا يحتمل شيئا، لا ننتظر منكم إدانات وشجبا واستنكارا، ننتظر منكم قرارات حاسمة تمنع هذا الطوفان من التوغل والتغلغل داخل أراضينا العربية، فقد قالت "جولدا مائير" رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: "عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حد وصوب نحو إسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت أننا أمام أمة نائمة"، أتمنى أن تثبتوا عكس ذلك، ونكون أمة مستيقظة، لا تخشى في الله لومة لائم ولا تهاب أحدًا.