الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

توت عنخ آمون.. معرض يخطف الأنظار في باريس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يزال الفرعون المصرى توت عنخ آمون يجذب ملايين المحبين والعشاق من جميع أنحاء العالم، وينتظر آلاف البشر زياراته إلى متاحف العواصم الكبرى من أجل الاقتراب منه ورؤية مقتنياته التى لا مثيل لها؛ حيث شهد المعرض المُقام الآن فى العاصمة الفرنسية باريس لعرض مقتنيات الفرعون، بيع 143 ألف تذكرة قبيل افتتاحه، وشهدت أولى ساعات زيارته ما يزيد على خمسة آلاف زائر.
وقد خيم سحر كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون، على باريس بعد افتتاح معرضه تحت عنوان «توت عنخ آمون.. كنوز الفرعون» بمدينة العلوم لافيليت حيث امتلأت جميع محلات الحلوى بمدينة النور بقطع مختلفة الأحجام من الشيكولاتة على شكل وجه الملك توت عنخ آمون وبعض القطع الموجودة بالمعرض. 
وقد تهافت الفرنسيون سواء الكبار أو الصغار على شرائها احتفالًا بالمعرض الأثرى المؤقت، والذى افتتحه وزير الآثار الدكتور خالد العناني، ووزير الثقافة الفرنسى فرانك ريستيير، لعرض ١٥٠ قطعة أثرية من مقتنيات الملك الشاب من بينها عدد من تماثيل الأوشابتى المذهب والصناديق الخشبية والأوانى الكانوبية وتمثال الكا الخشبى المذهب وأوان من الالباستر.
وتوت عنخ آمون، هو أشهر الفراعنة على الإطلاق، وأحد أكبر الألغاز التاريخية، أثار جدلًا واسعًا حول وفاته، وأثار دهشة وإعجابًا أكبر بما خلّفه من كنوز وآثار؛ تكشف عن عظمة الأسرة الثامنة عشرة التى انتمى إليها، لم تتعلق شهرته بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها وإنما لأسباب أخرى أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أى تلف أو سرقة، إضافة إلى اللغز الذى أحاط بظروف وفاته.
ووجدت آثار كسور على عظام فخد وجمجمة الملك الشاب، والتى رجح العديد من الباحثين فى علم المصريات أنه تعرض لعملية اغتيال، ويُعد كنز «توت عنخ آمون» هو الكنز الملكى الوحيد الذى عثر عليه مكتملًا بشكل لا نظير له، إذ يتكون من ثلاثة آلاف وثمانمائة وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبى الرائع، وثلاثة توابيت على هيئة إنسان، أحدها من الذهب الخالص، والآخران من خشب مذهب، إضافة إلى أمتعة الحياة اليومية، كالدمى واللعب، ومجموعة من أثاث مكتمل، وأدوات ومعدات حربية، فضلًا عن رموز أخرى وتماثيل للأرباب، تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر. 
وكان الفرعون «المغدور» فى التاسعة من عمره عندما جلس على عرش مصر، والذى يعنى اسمه باللغة المصرية القديمة «الصورة الحية للإله آمون»، وتؤكد الأحداث التاريخية أنه عاش فى فترة انتقالية من تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد أخناتون الذى وحّد آلهة مصر القديمة فى شكل الإله الواحد، وفى عهده كانت الانتكاسة بالعودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة، ويعتقد خبراء علم الآثار أن توت عنخ آمون تراوحت فترة حكمه بين ٨ إلى ١٠ سنوات، وتظهر المومياء الخاصة به أنه كان شابًا لم يبلغ العشرين من العمر، وقد تم الاستنتاج مؤخرا باستعمال وسائل حديثة أنه كان على الأرجح فى التاسعة عشرة من عمره عند وفاته.
وفى عهده اندلعت ثورة تل العمارنة ضد حركة الفرعون السابق أخناتون، الذى نقل العاصمة من طيبة إلى عاصمته الجديدة أخت آتون بالمنيا وحاول توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة بما فيها الإله آمون فى شكل الإله الواحد آتون. 
وفى سنة ١٣٣١ ق. م، أى فى السنة الثالثة لحكم توت عنخ آمون الذى كان عمره ١١ سنة، وبتأثير من الوزير «خپر خپرو رع آي» رفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة المتعددة ورجعت العاصمة إلى طيبة، وهو الأمر الذى يثير الكثير من الشكوك حول وفاة الملك المبكرة وعلاقة وزيره بها.