الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الحكومة تواجه الكثافة الطلابية بـ"الفصول المتنقلة".. وخبراء: وسيلة فعالة لكنها على حساب الأنشطة المدرسية.. وعلى وزارة التعليم حل مشكلة التكدس من جذورها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطوة، هي الأولى من نوعها في مصر، تُخطط الحكومة لبناء "فصول متنقلة" لتركيبها فى المناطق التى تعانى نقصًا في عدد الفصول التقليدية وتكدسًا في عدد التلاميذ، بالشراكة مع إحدى الشركات الصينية، المتخصصة في تطوير برمجيات الكمبيوتر وتكنولوجيا التعليم، وذلك كأحد الحلول، غير التقليدية، التي تسعى الحكومة إلى تنفيذها، للحد من "الكثافات الطلابية" داخل الفصول بالمدارس، باعتبارها على رأس المشكلات التي تطارد وزارة التربية والتعليم مُنذ عدة سنوات.


وتصل الكثافة الطلابية إلى نحو 120 تلميذًا، في الفصل الواحد ببعض الأحيان، حسبما كشفت عنه دراسة أعدتها النائبة ماجدة بكرى، وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، مُشيرة إلى أن الدولة تحتاج إنشاء 61 ألف فصل دراسي جديد لخفض الكثافة في الفصول لتصل إلى 45 طالبا في الفصل، خاصة وأنه وصلت الكثافة في بعض المناطق الآن إلى 90-120 طفل في الفصل الواحد مقابل مناطق اخرى بها مدارس ولا يوجد بها طلاب.
ووفقًا لما أكده الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، فإن عدد الفصول المطلوب توفيرها، لتغطية الاحتياج حتى نهاية عام 2021، يبلُغ نحو 259 ألف فصل، من بينها نحو 61 ألف فصل لحل مشكلة الكثافات الطلابية، فيما يجري حاليًا تنفيذ 1444 مشروعًا تعليميًا، بإجمالي 23 ألف فصل، ليظل عجز الفصول بالمدارس نحو 38 ألف فصل تعليمي.

وأعلن "شوقى"، في ديسمبر 2018، نية التربية والتعليم لإنشاء؛ فصول متنقلة، لحل مشكلة الكثافات الطلابية التي تعاني منها المدارس، موضحًا أنها تشبه المباني المسبقة التجهيز التي يستخدمها المهندسون أثناء العمليات الإنشائية، ويمكن تركيبها بسهولة نسبية على أرض فضاء لحل المشكلة في منطقة بعينها، مؤكدًا: "ستكون بمثابة حل مؤقت أو مرحلي لأزمة كثافات الفصول، لحين إتاحة الأراضي والمباني الثابتة".
وقبل أيام قليلة، ناقش رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، مع وفد من شركة "نت دراجون" الصينية، المتخصصة في تطوير برمجيات الكمبيوتر وتكنولوجيا التعليم، إنشاء؛ "فصول ومدارس متنقلة"، للحد من الكثافات الطلابية داخل الفصول التقليدية، كما وجه "مدبولي" وزارتي؛ التربية والتعليم والدولة للإنتاج الحربى، بالتنسيق مع الشركة الصينية، لبحث آليات تنفيذ المشروع في أسرع وقت.

يقول الدكتور رضا مسعد، الخبير التربوي ورئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، إن الفصول المتنقلة فكرة تربوية، معمول بها في بعض الدول النامية، كالبرازيل وجنوب أفريقيا، من أجل الوصول بالتعليم إلى المناطق النائية أو تعليم أطفال الشوارع والمشردين، من خلال؛ أتوبيسات مُجهزة بالكتب والمدرسين، التي تنقل من مكان لآخر، وتقدم لهؤلاء الأطفال وجبة ساخنة في مُقابل الكشف الصحي عليهم وتقديم مادة تعليمية.
وأضاف "مسعد" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن وزارة التربية والتعليم استخدمت؛ الفصول المتنقلة مُنذ عام 2008، لتعليم أطفال الشوارع، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، لجذب هؤلاء الأطفال من الشارع إلى المدرسة مرة أخرى. موضحًا: "لكن استخدام الفصول المتنقلة، للحد من الكثافة الطلابية في المدارس، يُعد أمرًا جديدًا، وتوظيف جديد لفكرة الفصول المتنقلة".
وأشار إلى أنه بالرغم من أن؛ الفصول سريعة التركيب، ستساهم بشكل كبير في الحد من الكثافة الطلابية في المدارس، التي تعاني من تكدس التلاميذ، إلا أنها في المُقابل ستكون على حساب الفراغات وأماكن الأنشطة الطلابية كالملاعب في تلك المدارس لذا لابد أن تتابع الوزارة في نفس الوقت إنشاء مدارس وفصول جديدة كحل جذري لتلك المشكلة. 

ومن جانبه قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن الكثافة الطلابية عامل أساسي في تفاعل المُعلم مع تلاميذه، منوهًا إلى وجود أساليب كثيرة للقضاء على الكثافة الطلابية؛ أولها استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وأيضًا استخدام المواقع الإليكترونية التعليمية بين المُعلم والمتعلم التي تساعد على وجود تواصل بين الطرفين بصرف النظر عن الزمان والمكان، فضلًا عن؛ التعليم عن بُعد الذي يُعد من أساليب التعامل مع الكثافة الطلابية.
وأضاف "شحاتة" لـ"البوابة نيوز":"بالرغم من أن الفصول المتنقلة تبدو وسيلة فعالة للقضاء على الكثافة الطلابية إلا أن هناك مجموعة أخرى فعالة أكثر، ليس في حاجة فيها إلى فصول ومقاعد وجدران، باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية للتعليم الذاتي، حيث يتم من خلالها التواصل مع مدارس وجامعات يتعرفون من خلالها على المُقررات الدراسة، ثم يؤدي الطلاب امتحاناتهم عبر الإنترنت". مُشيرًا إلى أن تلك الأساليب تحتاج إلى رفع ثقافة التلاميذ والطلاب وأولياء أمورهم بأهميتها، قبل اتخاذ خطوات بتطبيقها، كونها تُقلل من تكاليف العملية التعليمة التي تقع على عاتقهم.