الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اختطاف العراق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبحث ثنائى الشر المُقاطَع، إيران وقطر، عن متنفس واحد فقط، يُعينهما على الوقوف لساعات أو أيام، بعد أن أنهكتهما المقاطعة، العالمية والعربية، بسبب سلوكهما الإرهابي، ويتجهان نحو العراق، المُثخن المُثقل، بالحروب والفساد، ليجدا فيه ضالتيهما، لاستكمال مشاريع الشر، التى تقطر لؤمًا وخبثًا.
المؤامرات القطرية على العراق، ليست وليدة اللحظة، بل بدأت فعلًا منذ أواسط التسعينيات، يقول الدكتور أحمد الفراج: «كان حمد بن خليفة يتباحث مع صدام حسين، ويوهمه بأنه صديقه الصدوق، ويُسخّر قناة الجزيرة لخطابه، وكان هو الذى أقنع صدام بألا يلتفت لوساطة حكماء العرب، الملك عبدالله والشيخ زايد - رحمهما الله- وهى الوساطات التى كانت ستجنب العراق ويلات الحرب والاحتلال».
منذ أعوام، تعمل خلية قطرية كاملة، داخل العراق، لتسهيل الدخول الإيرانى وشراء الذمم، تلك الخلية التى سبق أن أمرت باستخدام الخطوط القطرية لنقل ميليشيات إرهابية مسلحة إلى العراق، وعملت على دعم تلك الميليشيات بالأموال اللازمة لنشر مخططاتها، بهدف استباحة العراق فى الطريق إلى سوريا ولبنان.
لم تتوقف محاولات اختطاف العراق، منذ الثورة الخومينية فى عام 1979، سواء بالحرب المباشرة، مثل حرب الخليج الأولى، أو تحطيم العراق داخليًا خلال فترة التسعينيات كاملة، أو المساهمة فى الحرب على العراق، من خلال زبانية إيران، الذين سهّلوا إسقاط بغداد فى عام 2003، وكذلك نشر الميليشيات الإيرانية وتمويلها وإمدادها بالسلاح، والذى يستمر «عنوة» لغاية اليوم، إضافة إلى المشهد الأخير فى تلك المسرحية، بالسيطرة على مفاصل الحكم فى العراق، التشريعية والتنفيذية، وحتى القيادة العراقية التى قالت مؤخرًا: «لا يمكن تحقيق الاستقرار بالمنطقة من دون إيران»..!!
لم تثر زيارة حسن روحانى لبغداد، حفيظة وغضب الشارع الوطنى العراقى فحسب، بل أثارت زوبعة عالمية، سببها أن العالم كلّه يعرف ما وراء تلك الزيارة الخبيثة، ويعلم علم اليقين، الأهداف الإيرانية، ويستهجن كيف يُسمح للغازى الإرهابي، أن يُستقبل فى حضن بغداد، للالتفاف على العقوبات الأمريكية، ولإيجاد مخرج لظروفه الاقتصادية الخانقة، بفتح جسور وحفر أنفاق جديدة للإرهاب، وليس لمحبته وحرصه على العراق العربى الأصيل..!
التوسع فى خارطة الهلال الشيعي، التى تشغل نظام الملالي، تجد فى عراق اليوم، بالمنظومة الموالية لإيران، منفذًا حيويًا للتوغل شرقًا وغربًا، وتحت عنوان «تسوية ملف ترسيم الحدود البحرية والنهرية»، وبالرغم من أنه لا يوجد دليل تاريخى واحد يفيد بسيادة إيران على شط العرب، أضاعت الحكومة العراقية، جزءًا مهمًا منه، وسمحت لإيران أن تستولى على أكبر مساحة من الشط العربي، متجاهلين الخطر الكبير على العراق، وعلى الخليج، جراء تلك التنازلات.
محاولات الاختطاف، التى جاءت بدعم وتسهيل ومفاوضات قطرية سابقة، لم تتوقف عند التنازل عن شط العرب، بل ترافقت مع إلغاء تأشيرات الدخول بين طهران وبغداد، لتصبح العراق فجأة، بوابة إيرانية كبيرة، سواء لتصريف البضائع والمنتجات الإيرانية، أو تصدير الميليشيات الإرهابية، من دون رقيب أو حسيب، ما سيشكل أيضًا خطرًا كبيرًا على أمن المنطقة.
هل يسمع أحد صراخ الماجدات العراقيات؟