الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد الهزيمة العسكرية لـ"داعش".. العالم في رعب من "الذئاب المنفردة".. مخاوف من عودة التنظيم مرة أخرى وظهور تنظيمات أكثر دموية

سيناريوهات سقوط الخلافة المزعومة فى «الباغوز»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الباغوز تحررت، والنصر العسكرى ضد داعش تحقق»، هكذا أعلن مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، ظهيرة السبت ٢٣ من مارس، انتهاء التنظيم الأخطر فى العقد الأخير حول العالم.
وعلى الرغم من أن هذا الإعلان حمل بشرى سارة للإنسانية كلها، نظرًا لدموية ووحشية التنظيم الإرهابي، إلا أنه طرح العديد من التساؤلات فى أذهان المتابعين، لعل أبرزها، هل انتهى التنظيم بصورة فعلية؟ وهل تم القضاء على كافة المنتسبين له؟
وبالنظر إلى التساؤل الأول، نجد أن دروس التاريخ تشير إلى أن التنظيمات الإرهابية لا تنتهى بسهولة، ولكنها تستطيع العودة مرارًا وتكرارًا إلى الظهور على الساحة العالمية مرة أخرى، وذلك لأنها تنظيمات أيديولوجية تعتمد على الفكر بالمقام الأول وليس السلاح، لذا فإن عملية المواجهة العسكرية فقط، لن تنجح فى القضاء على هذا التنظيم.
ولعل خير مثال على ذلك ما فعله أوباما فى ٢ من مايو من عام ٢٠١١ عندما أعلن عن مقتل أسامة بن لادن فى مجمع سكنى بباكستان، وهو ما وصفه آنذاك بـ«أعظم إنجاز حققته أمتنا حتى الآن فى جهودها للقضاء على تنظيم القاعدة»، إلا أن الواقع أثبت أن تنظيم القاعدة لم يقض عليه، ويستدل على ذلك بالإعلان عن المكافأة الأمريكية للقبض على نجله، الذى يسعى إلى إعادة ترتيب التنظيم وبنائه الهيكلى مرة أخرى.
ويمكن تفسير ذلك إلى أن تنظيم القاعدة، وغيره من التنظيمات الإرهابية مثل داعش، وعلى الرغم من وحشيتهم، إلا أنهم يقومون فى بنائهم الفكرى على مجموعة من القواعد الفكرية والفقهية التى وضعهها فقهاء الإرهاب مثل سيد قطب وغيره، لذا فإن هذه الأفكار التى تم نشرها فى كتب مختلفة، ما زالت متداولة، يمكنها أن تخلق إرهابيين مرة تلو الأخرى.
لذا وإجابة على السؤال الأول، فإن التنظيم لم ينته بعد كما أعلنت «قسد»، وإن كان قد انتهى عسكريًا، فإن العالم والضمير الإنسانى قد يواجه شبح تنظيم داعش الإرهابى مرة أخرى، وذلك بعد مرور عدة سنوات، ولتجنب هذا الأمر، لابد من المواجهة الفكرية للتنظيم وللكتب التى يعتمد عليها، والسعى إلى تحصين النشء ضد الأفكار المتطرفة.
قنابل موقوتة
وعلى صعيد التساؤل الثاني، فإن مصير المنتسبين لصفوف التنظيم الإرهابى ما زال غامضًا، حيث تباينت آراء الدول حول إعادة استقبال مواطنيهم الذين انضموا فى أوقات سابقة إلى التنظيم الإرهابي، فقد أعلنت ألمانيا ترحيبها بعودة مواطنيها إلى البلاد باعتباره «حقا أصيلا لهم» وفقًا لوزارة خارجيتها، واتفق جاستين ترودو، رئيس الوزراء الكندي، مع هذا التوجه، وقال بأن بلاده سوف تساعدهم على التخلى عن الآراء المتطرفة، وعلى النقيض، رأى جان إيف لو دريان، وزير الخارجية الفرنسي، بأن هؤلاء «أعداء للأمة الفرنسية».
وتكمن خطورة المنتسبين لتنظيم داعش الإرهابى فى أنهم يكونون نواة لتنظيم إرهابى جديد يظهر فى دولة أخرى داخل المنطقة، أو بدولة نامية، كما حدث فى ليبيا وغيرها، كما يمكن أن يمارس هؤلاء العمل الإرهابى بصورة منفردة، أو ما يعرف بـ«الذئاب المنفردة»، نظرًا لأنهم يمتلكون المعرفة اللازمة للتعامل مع الأسلحة والذخائر، وكذلك سهولة القيام بتلك العمليات والتى لا تحتاج لتخطيط كبير.
لذا يمكن القول بأن التنظيم الإرهابى لم ينته بعد، وما زالت هناك العديد من الملفات العالقة حول التنظيم، لعل أبرزها الجوانب الفكرية، والآليات الواجب اتباعها فى التعامل مع أعضاء التنظيم الهاربين من سوريا والعراق، والتعامل الجيد مع هذه القضايا سوف يساهم فى تقليل خطر ظهوره مرة أخرى.