الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أزواج قاتلون.. عامل يقتل زوجته لشكه في سلوكها بقنا.. وآخر يذبح شريكة حياته بالهرم لـ"كثرة مكالماتها".. وأستاذ علم نفس: الخيانة وعدم التوافق أبرز الأسباب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة قتل الأزواج لزوجاتهم، وتعددت أسباب ارتكاب تلك الجرائم المشينة، فهذا يقتل زوجته بسبب الخيانة، وآخر يشك فى سلوكها، وآخر يذبحها لسبب تافه، بعد أن باتت ظاهرة التفكك الأسرى سببا رئيسيا فى زيادة معدلات الجريمة بكل أشكالها وصورها.


«البوابة» تفتح ملف ظاهرة قتل الأزواج لزوجاتهم من خلال عرض أحدث الجرائم التى ارتكبت، وتحليل نفسى للموضوع للخروج بحل يحد من تلك الظاهرة التى باتت تمثل خطرا داهما على الأسرة المصرية خاصة والمجتمع عامة.
حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، من القبض على «أحمد. ر»، عامل يبلغ من العمر ٣٠ عاما، بعد اتهامه بقتل زوجته «نورا. م» بسبب اعتقاده أنها على علاقة بشخص آخر، ونشبت يوم الواقعة مشاجرة بينهما، فقام الزوج بالتعدى عليها وخنقها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ليدعى بعدها أنها لقيت مصرعها إثر ماس كهربائى، ولكن الأطباء اكتشفوا الأمر وأبلغوا الجهات الأمنية، وتم القبض على الزوج، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة.


وفى منطقة الهرم، تخلص عامل من زوجته بعدما رفضت إعطاءه المال لشراء «الحشيش»، رغبة منها فى إقلاعه عن تعاطى المخدرات، فما كان منه إلا أن هرول مسرعًا نحو المطبخ، وأخذ سكينا وسدد لها ٧ طعنات نافذة فسقطت غارقة فى دمائها.
كما تلقت الأجهزة الأمنية بالجيزة، بلاغًا من عامل يفيد بعثوره على نجلته مذبوحة داخل شقتها بالهرم، وبإجراء التحريات تبين أن زوجها هو من ارتكب الواقعة، واعترف بـأنه لاحظ فى الفترة الأخيرة كثرة تحدث زوجته فى الهاتف ووجود محادثات لها فى «فيسبوك» و«واتس آب» وعندما أخبرته، بحملها قام بقتلها وسدد لها عدة طعنات بالبطن، أردتها قتيلة، وفر هاربا حتى تمكنت قوات الأمن من ضبطه.


ومن جانبه، قال الدكتور محسن عبدالهادي، أستاذ علم النفس، إنه خلال الآونة الأخيرة شهد المجتمع العديد من وقائع القتل التى راحت ضحيتها الزوجة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، من بينها الحالة الاقتصادية السيئة التى قد يعانى منها الزوج، والتى ينتج عنها صعوبة المعيشة، فتبدأ المشاكل تظهر بين الزوجين وفى لحظة غضب يفقد الزوج السيطرة على نفسه وبقوم بالتعدى على زوجته وقتلها، خاصة إذا طلبت منه تلبية متطلبات المنزل والإنفاق على أسرته.


الخيانة والشك السبب
وأشار «عبدالهادي» إلى أن الخيانة الزوجية أو الشك فى سلوكيات الزوجة، واحد من تلك الأسباب، فالزوج فى البداية يراقبها، ثم بعد ذلك يحدث الخلاف فيما بينهما ويتطور للقتل أو الشروع فى القتل، خاصة أن الخيانة الزوجية أصبحت الآن سهلة جدا بسبب التطور التكنولوجى وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى، ومن ثم تحدث الخلافات التى تتطور إلى الطلاق فى أبسط حلوله وربما القتل. 
وفى نفس السياق، قالت سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن شعور بعض الأزواج بتفوق الزوجة ماديًا أو علميًا أو اجتماعيا، يؤدى إلى ظهور العديد من الخلافات بينهما، والتى قد تنتهى بقتل الزوجة أو الشروع فى قتلها، كما أن هناك وقائع تحدث نتيجة ضرب الزوج لزوجته فى حالة تركه العمل أو إصابته بحالة نفسية أو ضغوطات، ويعد ذلك نوعا من تحقيق الذات وتعويض النقص الذى يشعر به وتفريغ الكبت والضيق، وأيضا البيئة التى ينشأ فيها الزوج وطريقة تربيته واعتياده على بعض المفاهيم الموروثة، مثل تحقير قيمة المرأة والنظر إليها باعتبارها مخلوقة أدنى من الرجل أو أن العنف وسيلة لإثبات الرجولة أمام الجميع، كل هذا ينتج عنه قتل الزوج للزوجة.


عدم التوافق
وتتابع: من بين الأسباب أيضا عدم التوافق الثقافى والنفسى والاجتماعى بين الزوجين، وضعف العلاقات العاطفية، وعدم احترام كل منهما للآخر بسبب نشأة اجتماعية غير سليمة، بالإضافة إلى تطاول بعد الزوجات على أزواجهن، خاصة فى حالة إصابته بعجز جنسي، يدفعها إلى معايرته به، هذا الأمر يولد لدية رغبة فى الانتقام من الزوج عن طريق قتلها.
وعن وسائل الحد من تلك الظاهرة، أكدت «خضر»، أن من بينها العودة للقيم الدينية والسلوكية، لأن بعض الأسر تنشغل بأمور أخرى عند اختيار شريك حياة لابنتها، مثل ظروفه المادية وحسبه ونسبه، ويغضون الطرف عن سلوكياته ومدى تدينه، بل إنهم ربما يتغاضون عن تعاطيه المخدرات أو الخمور مثلا، إضافة إلى توعية الأزواج بأهمية الحياة الزوجية وكيفية التعامل فيما بينهما واحترام كل منهما للآخر. 
وعن العقوبات التى أقرها القانون فى حالة ارتكاب وقائع قتل، يقول فؤاد عبد النبي، عميد كلية الحقوق بجامعة المنوفية، إنه فى حالة ارتكاب جريمة القتل، فإن القانون يعاقب المتهم، بالأشغال الشاقة المؤبدة، أو المؤقتة، فى حالة قيامه بارتكاب الجريمة أو الواقعة بدون سبق إصرار أو ترصد.
أما إذا اقترنت جريمة القتل بجريمة أخرى، فتكون العقوبة القانونية فى هذه الحالة هى الإعدام شنقا، أما فى حالة القتل الخطأ، فإن العقوبة تتراوح بين السجن المؤقت بين ٣ و١٥ سنة والحبس، وفقا لنص المادة ٢٩٥ من قانون العقوبات المصرى.