الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أضرار إدمان الأطفال لأجهزة المحمول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يستطيع أحد أن ينكر أن جهاز الهاتف المحمول يعد من أبرز المخترعات العلمية والابتكارات الحديثة خلال العقد الأخير من القرن العشرين، ولقد أثيرت في الوقت نفسه الكثير من التحذيرات الطبية، خاصة بعد استقراء نتائج مختلف الدراسات والبحوث ، والتي أشارت معظمها إلى أنه توجد هناك آثار صحية ضارة ومدمرة على الأفراد نتيجة كثرة استخدام جهاز المحمول. 
ولعل ما يفسر ذلك ويدلل عليه ويؤكده هو وجود تحذيرات عامة دائما من استخدام أجهزة المحمول في المناطق التي تستخدم فيها أجهزة الرادار ومراقبة هبوط الطائرات، وكذلك التحذير من استخدامها داخل الطائرات لأنها تشوش على كل الأجهزة الإلكترونية بالطائرة، كما أنه يحذر من استخدامها أيضًا داخل المستشفيات والمؤسسات الطبية لأنها تتسبب في وجود خلل وتشويش على الأجهزة الطبية الإلكترونية، ذلك لأن أجهزة المحمول هي في نهاية الأمر أجهزة إرسال واستقبال فضائية. 
ومن هنا فقد حذرت نتائج مختلف الدراسات الطبية من استخدام السيدات الحوامل لأجهزة المحمول أثناء فترة الحمل، أو في أول عامين للرضيع بعد الولادة ، حيث إن الموجات المنبعثة من هذه الأجهزة تتسبب في تلف وقصور الحاجز الدموي لمخ الجنين، والذي يمثل البوابة التي تمنع وصول الميكروبات والسموم والأدوية الضارة إلى المخ والتأثير في خلاياه، حيث تكون عظام الجمجمة غير ملتئمة يبعضها بعد، مما يكون له الأثر فيما بعد لحدوث أورام فى هذه المنطقة.
وهناك نتائج دراسات أوروبية قد أثبتت تأثير الموجات الكهرومغناطيسية لدى الأمهات الحوامل على الحامض النووي (D.N.A) للجنين والتغير في كهرباء المخ لديه، وكذلك التأثير على خلايا الحمل وتغيير في الجينات والكروموزومات، وبالتالي زيادة احتمال تعرض الأجنة للتشوهات أو للوفاة بنسبة لا تقل عن 75%، الأمر الذي يمثل خطورة بالغة على حياة الأجنة، إضافة إلى تعرض الحوامل لعـدم اكتمال الحمل، وخاصة في الأشهر الأولى من الحمل.
كما أن استخدام أجهزة المحمول بالقرب من المولود خاصة فى بداية شهوره الأولى من الولادة قد تصيبه (بمرض التوحد)، وأيضا فإن الموجات الكهرومغناطيسيـة تؤثر على جهاز المناعة الذي لم يكتمل نموه بعد في هذه السن الباكرة.
ونظرًا لأن الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة من أجهزة المحمول بلا طعم أو لون أو رائحة، لذلك فإنها لا تعطى أي إشارة تحذيرية لضحاياها، إضافة إلى أنها بطيئة التأثير، غير أنها في الوقت نفسه تراكمية الآثار.
ولقد أثبتت نتائج البحوث والدراسات الطبية، أن هذه الإشعاعات الصادرة من أجهزة المحمول تتداخل مع الموجات الكهرومغناطيسية الخاصة بالمخ والجهاز العصبي لتحدث إضرارا بها، حيث إنها أكثر أعضاء جسم الإنسان حساسية، مما يتسبب في وجود أمراض خطيرة مثل: فقدان الذاكرة، وتشتت الانتباه والتقلبات المزاجية والتوتر العصبي والصداع والإرهاق والدوار واضطرابات الـــنوم واضطرابـــــات في الدورة الدموية والضغط والحساسية والكليتين والأعضاء التناسلية والصمم وتلــــــف المخ وتدمير جهاز المناعة بالجسم والأورام السرطانية.
وفى ضوء ذلك فقد أدرجت منظمة الصحة العالمية التلوث بالموجات الكهرومغناطيسية كنوع من التلوث شديد الخطورة على الصحة، مثل التلوث الناجم عن التدخين وكذلك التسمم البطيء بالرصاص.
كما أشارت في الوقت نفسه أحدث إحصاءات نفس المنظمة إلى أنه قد تم تقدير عدد مستخدمي أجهزة المحمول على مستوى العالم كله بحوالي خمسة مليارات شخص، من بينهم حوالي (مليار) طفل ما زالوا في طور سن النمو.
ومما تجدر الإشارة إليه فى هذا المقام أن أحدث الدراسات والبحوث الطبية الأمريكية قد أظهرت أن مخاطر أجهزة المحمول تكون أكثر خطورة بالنسبة للأطفال بالذات، حيث إن الموجــــات الكهرومغناطيسية التي تصدر عنها تضر بأنسجتهم التي تمتص تلك الموجات ثلاث مرات أكثر من البالغين، كما تضر بجهازهم العصبي الذي ما زال ينمو، وتتوغل أكثر فى أنسجة الرأس والمخ أكثر مع طول مدة التعرض لتلك الموجات، ممــــــا يجعلهم فى نهاية الأمر أكثر عرضة للضرر من هذه الموجات مقارنة مع الراشدين ، وأنه كلما صغر سن الطفل كلما ازداد الخطر والضرر والأذى.
ولعله من المنطقي والضروري عند هذه النقطة بالذات، أن يكون لنا وقفة متأنية مدققة فيما يمكن أن يحدث ويصيب الأطفال بصفة خاصة من جراء استخدامهم لأجهزة المحمول وذلك على النحو التالي:
أولًا: ما يخص النواحي البيولوجية والعصبية 
أكدت نتائج العديد من الدراسات والبحوث الطبية على إصابة الأطفال مستخدمي أجهزة المحمول بالكثير من المخاطر الطبية بسبب الموجات الكهرومغناطيسية.
والتي من أبرزها ما يلي:
1. تدمير الحمض النووي لدى الأطفال.
2. التأثير على وظائف المخ وخاصة وظائف وقدرات التركيز والانتباه والتركيز.
3. زيادة خطر الإصابة بورم فى الأذن بمعدل أربع أضعاف ما يصيب الراشدين. 
4. التسبب في وجود ورم حميد في العصب الثامن بالرأس.
5. ارتفاع فى ضعف الدم أثناء الاستخدام يعود لطبيعته بعد انتهاء المكالمة بفترة.
6. تعب وإرهاق جسمي مع طول فترة الاستخدام باستمرار.
7. ارتفاع حرارة المخ عند الاستخدام، والعودة لوضعه الطبيعي بعد انتهاء المكالمة.
8. إصابة الأذن بضعف فى حاسة السمع، قد يصل فى الحالات الحادة إلى الصمم.
9. وجود تأثيرات سلبية على العمليات الحيوية الكيميائية بالمخ، مما يتسبب فى خلل واضطرابات بالخلايا العصبية المخية .
10. مكالمة المحمول التي تستغرق دقيقتين فقط، تسبب اضطرابات في الموجات الكهربائية المغناطيسية الطبيعية فى المخ مدة لا تقل عن ساعة.
11. مجرد سماع الراديو عبر جهاز المحمول يضاعف من قوة الموجات الكهرومغناطيسية، ويجعلها تخترق المخ لمكان أعمق وليس مجرد إيذاء الأذن فقط.
12. سماعات الأذن التي كان ينصح باستخدامها للإقلال من الإشعاع الصادر عن أجهزة المحمول، ثبت عدم جدواها وخطورتها، لأنه تبين أنها تعمل فى الوقت نفسه على إدخال ما يساوي ثلاثة أضعاف معدل الإشعاع إلى منطقة المخ.
13. استخدام الأطفال لأجهزة المحمول مدة تزيد عن عشر سنوات، يزيد من مخاطر احتمالات إصابتهم بسرطان المخ، نتيجة ورم بالعصب الذي يربط الأذن بالمخ.
14. تبين أن زيادة وقت استخدام أجهزة المحمول يكون له تأثيرات ضارة، تتحدد في زيادة نسبة الإصابة بمرض سرطان الفم، إضافة إلى أن تأثير الموجات الكهرومغناطيسية للمحمول تزداد ضررًا لدى الأطفال الذين يستعينون بتركيب معادن فى أسنانهم لتقويمها.
15- استخدام الأطفال لأجهزة المحمول داخل الأماكن المعدنية المغلقة مثل المصعد أو السيارة أو الأتوبيس أو المترو، يتسبب فى انطلاق موجات كهرومغناطيسية أقوى من جهاز المحمول لكى تتم عملية الاتصال، وبالتالي يتم امتصاص جسم الأطفال وخلاياهم لجزء كبير من هذه الموجات.
16- وضع أجهزة المحمول داخل غرف نوم الأطفال أو بجوار السرير أو تحت الوسادة التى ينامون عليها، تؤثر على خلايا وكهرباء المخ لديهم، حيث إن الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذه الأجهزة تؤدي إلى اضطرابات فى القلب واضطراب النوم وعدم انتظامه والصداع والشعور بالتعب والإرهاق. 
ثانيًا: ما يخص النواحي النفسية:
1- إدمان الأطفال لاستهلاك كل وقتهم فى المنزل وفى الطريق وفى المدرسة وفى المواصلات وأثناء الأكل وعند زيارة الأصدقاء والأقارب، حتى أنه لا يتم تركه إلا بعد الدخول فى حالة من النوم دون توجيه من الأهل أو رقابة أو ترشيد، وهذا كفيل فى حد ذاته بتضييع وقتهم فيما لا فائدة منه ليشغل الأطفال نهائيًا من ممارسة أدوارهم اليومية العادية ومنها: التركيز فى فهم الدروس واستذكارها وتأدية الواجبات المدرسية وتحضير الدروس القادمة ، مما يضعف مستواهم الدراسي والتحصيلى إلى أدنى درجة.
2- إفراط الأطفال فى استخدام الإنترنت عن طريق أجهزة المحمول دون أي رقابة، تجعلهم يدخلون فى مواقع الشبكة العنكبوتية، ويشاهدون بعض الممارسات الخاطئة والشاذة التى تفوق عقولهم وتصوراتهم ومدركاتهم، وذلك من خلال مقاطع من آلاف المواقع الإباحية الجنسية، حيث تبث كل ما له صلة بالشذوذ والانحراف والمتأنثين والمتخنثين، والفجور والفسق والدعارة، مما ينعكس على أفكارهم وسلوكهم وتصرفاتهم، بمحاولة تقليد وتجريب وممارسة بعض ما يشاهدونه، فيتحولوا إلى أفراد منحرفين ومضطربين وشاذين جنسيًا.
3- شغف الآباء والأمهات بمتابعة أطفالهم وهم خارج المنزل بكثرة الاتصالات المتكررة، تضعف من شخصية الأطفال واعتمادهم على أنفسهم، وتحولهم إلى أشخاص معتمدين على الآخرين ولا يتحملون المسئولية الشخصية.
4- الإفراط فى استخدام أجهزة المحمول وخاصة فى غرف النوم وقبل النوم مباشرة، تؤدي إلى الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي والعصبى والتقلبات المزاجية والعصبية الزائدة والصداع وضعف الانتباه والتركيز وتلف فى المخ.
ثالثًا: ما يخص النواحى الاجتماعية والأخلاقية:
- ثبت أن استخدام الأطفال خاصة فى السن الصغيرة لأجهزة المحمول تدفع بهم إلى توسيع دائرة شبكة علاقاتهم الاجتماعية خارج نطاق الأسرة بصورة مبكرة وغير مناسبة وغير سليمة من النواحى النفسية والتربوية والاجتماعية والأخلاقية، ذلك أن امتداد علاقات الطفل وتفاعلاته الاجتماعية تؤدي إلى دخول مؤثرات جديدة وغريبة فى تنشئته وحياته وسلوكياته وتصرفاته وكل شخصيته، وتراوده أفكار وتصورات تسبق سنه بمراحل قد يحاول تقليدها أو ممارستها وتجريبها، وهنا قد تحدث مشاكل واضطرابات وانحرافات اجتماعية وأخلاقية وسلوكية لدى الأطفال فى مثل هذه الحالات.
ولعله بعد هذا العرض الموجز لأهم المخاطر التى يمكن أن تصيب الأطفال نتيجة لكثرة أو سوء استخدامهم لأجهزة المحمولة، فمن الملفت للنظر فى نفس الوقت ومما يثير الدهشة والتعجب، أننا نشاهد معظم الأطفال الصغار فى سن مرحلة الروضة فى كل الأماكن، والمناطق المختلفة يحملون جهاز محمول خاص بهم شخصيًا، بل أنه من كثرة استعماله واستخدامه نجدهم ملمون بجميع وظائفه، حتى وصل الأمر أنهم أصبحوا يعلمون آبائهم كيفية استخدام وتشغيل وظائف الجهاز المختلفة. 
ومما لا يقبل مجالًا للشك أن يكون الدافع الأساسى والرئيسى لشراء الوالدين لأجهزة المحمول لأطفالهم الصغار هو من أجل حسن التواصل والاستمرارية فى الاتصال بهم فى أي وقت وفى أي مكان بهدف الاطمئنان عليهم والشعور بأنهم معهم وقريبين منهم وليسوا بعيدين عنهم.
غير أن الأطفال وبحكم صغر سنهم وقلة وعيهم وإدراكهم وتفكيرهم يكون لهم استخدامات وسلوكيات وأهداف أخرى عديدة ومختلفة لأجهزة المحمول، يكاد يكون معظمها متمركز حول محادثة الزملاء والأصدقاء والأقارب والجيران. 
وتبادل مقاطع البلوتوث، وتبادل الصور والرسائل، وممارسة الألعاب الإلكترونية والتسجيل والتصوير وسماع الموسيقى والأغانى.
وفى ضوء كل ما سبق عرضه وتوضيحه: فإنه يمكن بطبيعة الحال من خلال خبرتنا فى مجال علم النفس الإكلينيكى للأطفال من تقديم مجموعة من التوصيات والإرشادات التربوية والنفسية والصحية والطبية، التى من شأنها أن تفيد فى التقليل والتخفيف من مخاطر استخدام الأطفال لأجهزة المحمول وذلك كما يلى:
1 – يجب أن لا يتعامل الأطفال مع أجهزة المحمول قبل سن العاشرة.
2 – ينبغى أن يقتصر استخدام الأطفال لأجهزة المحمول بعد سن العاشرة على الأمور المهمة فقط، ومن أجل ضرورات سلامتهم وأمنهم فى حالات الطوارئ أو الحاجة أو العون أو المساعدة.
3 – يجب عدم استخدام الأطفال لأجهزة المحمول كوسيلة للتحدث والمكالمات والمناقشات المستمرة الطويلة والألعاب والتسلية، بل إذا اقتضت الضرورة للمناقشة، فيكون ذلك بواسطة الهاتف الأرضى.
4 – فى حالة ما إذا كانت هناك أهمية وضرورة لوجود جهاز المحمول مع الطفل، أن يكون الجهاز بسيط، ولا توجد به إلا إمكانيات إرسال المكالمات واستقبالها فقط، بعيدًا عن كل التقنيات المتطورة الأخرى.
5 – أن يكون استخدام الطفل لجهاز المحمول محددًا فقط فى فترة وجوده خارج المنزل، وذلك بهدف المتابعة والتواصل عند الأهمية أو الضرورة، وليس اصطحاب الجهاز فى كل وقت وأي مكان دون مبرر يستدعى ذلك.
6 – يجب عند استخدام الطفل لجهاز المحمول أن لا تزيد مدة المكالمة عن دقيقتين فقط، مع مراعاة تبادل الجهاز مع الأذنين اليمنى واليسرى، حيث يخصص لكل منهما دقيقة واحدة.
7 – يمكن للطفل استخدام أسلوب الرسائل عبر جهاز المحمول، بدلا من المكالمات والمحادثات.
8 – ينبغى أن لا يضع الطفل جهاز المحمول فى الحزام أو أي غلاف به معدن، لأن ذلك يزيد من نسبة امتصاص جسمه للموجات الكهرومغناطيسية.
9 – ينبغى تعويد الطفل على إيداع جهاز المحمول لدى أحد أفراد الأسرة الكبار عقب عودته إلى المنزل مباشرة .
10 – يجب إغلاق جهاز المحمول قبل النوم، مع مراعاة إبعاده عن غرف النوم نهائيًا، حتى يمكن تجنب أضراره المحتملة .
11 – ينبغى على الأسرة باستمرار متابعة جهاز المحمول الخاص بالطفل من حيث ما يحتويه وزمن ومقدار استخدامه ووجوده مع الطفل .
12 – يجب على الأسرة المتابعة المستمرة كذلك لما قد يحتويه جهاز المحمول الخاص بالطفل، من أسماء غريبة أو غير معروفة، أو أي أرقام أو رسائل غامضة أو مبهمة أو ما شابه ذلك من أمور غير واضحة، حيث إن وجود الجهاز بلا رقابة أو توجيه، يعد فى حد ذاته تهاون وخطورة، قد تصل إلى حد الكارثة.
13 – يمكن إقناع الطفل بالحوار والنقاش واللين وبصورة هادئة ومبررة بمخاطر جهاز المحمول، وبأساليب مختلفة وأشخاص قريبين منه ومحببين إليه، وذلك دون ضغط أو أوامر جافة، حتى يصل إلى قرار ذاتى بالاستغناء عن المحمول  أو استخدامه فى أضيق الحدود ولأقل وقت ممكن وعند الضرورة أو الطوارئ فقط .
14 – يمكن تعويض الأطفال عن شغفهم واشتياقهم المستمر لإشباع رغباتهم فى اللعب والتسلية والترفيه من خلال استخدام أجهزة المحمول الضارة، إلى شراء أجهزة إلكترونية أخرى بديلة عوضًا لهم عن أجهزة المحمول، حيث إنها غير مضرة أو مؤذية إلى درجة معقولة .
15 – يجب على الأطفال تجنب استخدام سماعات الأذن نهائيًا أثناء استخدامهم لأجهزة المحمول.
د. جمال شفيق أحمد 
أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة عين شمس 
وأمين لجنة قطاع الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات 
واستشاري العلاج النفسي بوزارة الصحة