الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"شطورة" قرية منسية في سوهاج.. والفقر وتهالك الأعمدة أبرز مشاكلها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«شطورة» قرية تابعة لمركز ومدينة طهطا بمحافظة سوهاج، «سقطت من ذاكرة الحكومات السابقة والحالية، وتنتظر نظرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لانتشالها من قاع النسيان»، هكذا عبر العديد من أهالى القرية خلال حديثهم لـ«البوابة»، عن غضبهم واستيائهم من تجاهل المسئولين والحكومات السابقة والحالية، للقرية المعروفة بقرية العلم والعلماء، على حد قولهم، وخصوصًا بعد تفشى ظاهرة الإهمال وزلزال النسيان الذى ضرب القرية، حتى أصبحت أشبه بالمقابر، فضلًا عن عدم وجود أى شىء من أبسط مقومات الحياة، من ماء وغاز طبيعى وطرق ومستشفى وخلافه.
تشتهر القرية بكثرة عدد المتعلمين، ويبلغ عدد سكانها حوالى ١٥٠ ألف نسمة تقريبًا، حيث يوجد بالقرية وحدها ما يقرب من ٥٠٠ عضو هيئة تدريس بالجامعات المصرية والدول العربية، كما أن من حصلوا على رسائل الماجستير فى القرية بلغ عددهم نحو ٢٠٠٠ شخص، وبها نحو ٢٥٠ صحفيًا وإعلاميًا، وعدد كبير من الأطباء الصيادلة تجاوز عددهم ٨٠٠ طبيب وصيدلي، وبها عدد كبير من مشايخ وعلماء الأزهر.
مشكلة الطرق
بتلك المشكلة التى تؤرق الأهالى بدأ أبناء القرية سرد معاناتهم لـ«البوابة»، عن المشاكل التى تحاصرهم نهارًا، وتؤرقهم ليلًا، فيقول أحمد عطا الكريم، أحد أهالى القرية، إن الطرق فى القرية تعانى من تهالك شديد بسبب عدم اكتمال مشروع الصرف الصحي، الذى توقف منذ سنوات طويلة دون أسباب، حتى أصبحت طرق القرية، أشبه بطرق الموت، فلا توجد بالقرية عدة أمتار خالية من التشققات والأتربة التى كونت طبقة عازلة، بسبب غياب مرور رئيس القرية والمسئولين بالمحافظة داخل الشوارع الرئيسية للقرية، الذين يجلسون فى مكاتبهم كل صباح دون مرور داخل القرية، للاطمئنان على الخدمات التى انعدمت، مضيفًا أن الأهالى يعانون أشد معاناة حال سلك أى طريق رئيسى أو فرعى داخل القرية.
مشكلة الأعمدة الكهربائية
«يا بيه إحنا تعبنا من الكلام ومفيش محافظ ولا رئيس مدينة ولا حتى رئيس قرية نزل ومشى بعربيته وشاف حجم الإهمال فى الأعمدة دي».. بتلك الكلمات بدأ الحاج عبدالله السيد، مزارع، سرد معاناة أهالى القرية، من أعمدة الإنارة المتهالكة، التى تنذر بكارثة لا يحمد عقبها، مؤكدًا أن هناك أعمدة إنارة خارج نطاق الخدمة، وبها أسلاك كهربائية غير عازلة تهدد حياة المواطنين وتبث الرعب فى قلوبهم، ولم يلتفت أى مسئول بشركة الكهرباء بسوهاج إلى تلك الأعمدة التى جار عليها الزمن.
مشكلة الصحة
قال محمد جمال (٢٥ عامًا) شطورة غاضبة لنقص الخدمات الأساسية بالقرية، والتى تسببت فى معاناة المواطنين، فلا يوجد خدمات صحية بالوحدة الصحية بالقرية، لعلاج الأهالي، وهو ما يدفع المواطنين إلى اللجوء لمستشفى طهطا العام، والذى يبعد العديد من الكيلو مترات لعلاج المرضى، مؤكدًا أنهم يعانون من الإهمال الشديد، وأن الوحدة الصحية بالقرية تكلفت ملايين الجنيهات وتم بناؤها على أحدث مستوى، وتم تجهيزها بالمعدات ولكن سرعان ما خذلتهم وزارة الصحة، ولم يتم افتتاح المستشفى دون سبب معلوم، حتى تآكلت المعدات وتم نقلها لإحدى الوحدات الصحية بالقرى المجاورة.
مشكلة محطة الوقود
وأضاف محمد جمال، رغم أن شطورة، أنجبت العديد من المشايخ والمستشارين والضباط والصحفيين والإعلاميين، لا ينظر إليها المسئولون إلا فى الكوارث فقط، وآخرها فى عام ٢٠١٣ عندما استشهد ٢٩ مواطنًا من خيرة أبنائها فى إطفاء حريق هائل شب بعدد من المنازل بالقرية، عقب انفجار مستودع للمواد البترولية غير قانونى والمخصص لبيع البنزين بالسوق السوداء، مما أسفر عن إصابة العشرات من المواطنين من مختلف العائلات ووفاة ٢٩ آخرين بحروق تراوحت ما بين ٩٠ إلى ٩٥٪ ولم يكن للدولة تدخل سوى نقل المصابين إلى المستشفى العسكرى بحلمية الزيتون.
وأوضح محمد جمال، ما زال المواطنون بالقرية يحلمون بحياة آدمية وسط تقصير وعجز كبير من المسئولين تجاه القرية، موضحًا أن هناك عددًا من أبناء القرية وطالبوا بإنشاء محطة وقود وطنية لتخدم أبناء القرية والقرى المجاورة لها والنجوع الأخرى، ولكن حتى الآن لا حياة لمن تنادى.
واستغاث الأهالى عبر منبر «البوابة»، بالرئيس عبدالفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتور أحمد الأنصاري، محافظ سوهاج، بالنظر إلى قريتهم وانتشالهم من الواقع المرير الذى يتحدث عن نفسه بكل وضوح.