تكررت حوادث القطارات فى مصر خلال السنوات الماضية بشكل مثير للقلق، خاصة أنها أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، وكان آخرها حادث محطة مصر الذى أسفر عن مصرع ٣٠ شخصا وإصابة ٤٣ آخرين إثر اصطدام أحد الجرارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف ٦ بعد خروجه عن القضبان، مما أدى إلى انفجار «تنك البنزين»، وأسفر عن اشتعال النيران فى الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
هذه الحادثة وغيرها دفعت عددا من طلاب المعهد العالى للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية، للتوصل الى آلية جديدة للحد من حوادث القطارات التى تقع فى مصر خلال الفترة الماضية.
يقول عبدالرحمن محمد ممدوح، طالب بقسم الكهرباء بالمعهد وأحد أفراد فريق العمل: «إنه تم تجهيز نموذج مصغر لقطار يعمل بالتحكم الآلى دون تدخل أى عنصر بشري، فضلًا عن عمل المزلقانات التى تغلق وتفتح عن طريق ضواغط القطار، بمعنى أنه عند قدوم القطار يقوم الضاغط بغلق المزلقان أتوماتيكيا، وعند خروج القطار يتم فتح المزلقان بشكل آلي، وتلك هى المرحلة الأولى للمشروع».
وأضاف: «أما المرحلة الثانية فهى أن يكون هناك ضاغط بالأشعة تحت الحمراء يعمل بخلايا شمسية تخدم ليلا، وفى حالة احتجاز إحدى السيارات أو أى شىء غريب تعمل الكاميرا ببث مباشر للقطار والسائق تنذره بوجود خطر، وفى هذه اللحظة يستطيع أن يوقف القطار أو التحكم فى السرعة».
ومن جانبه، يقول محمد جمال، مدرس بالمعهد العالى للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية وأحد المشرفين على المشروع، إن الدافع وراء إصرار طلاب المعهد على إعداد تلك الفكرة كان فى البداية عندما كانت تواجههم مشكلة قرب المعهد من أحد مزلقانات القطارات، مما يهدد حياتهم، حتى جاء حادث محطة مصر فكان الدافع الأكبر لبدء تنفيذ المشروع».
وأوضح، أن البوابة الذكية يتم وضعها على المزلقانات تقوم بالقفل بعد دخول القطار ويعاد فتحها عقب خروجه، وهذا أمر موجود بالفعل لكن بشكل عشوائي، حيث عند اقتراب القطار من المزلقان يقوم الضاغط بتنبيه رجل المرور باقتراب القطار فيقوم بغلق السكة الحديد، ولكن البوابة الذكية تعمل بشكل أتوماتيكى».
وأكد أن هذه الفكرة تحد من حوادث القطارات التى تقع فى مصر بنسبة تصل إلى ٩٩٪، لأنها تعمل بشكل أتوماتيكى، ولا تسمح لأحد من المارة بتخطيها وعبور شريط السكة الحديد وقت قدوم القطار، بالإضافة إلى وجود كاميرات تعمل على تنبيه القطار بوجود خطر، فضلًا عن وجود منبه يرسل إشارة فى الكنترول تنذر بوجود خطر قادم».
وأشار إلى أن فكرة البوابة الذكية غير مكلفة لأنها تعتمد فقط على الكاميرات وهذا أمر متوفر وبسيط».
