السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإرهاب بين الكلمة والرصاصة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن مادة رهب وأرهب، ورعب، تعني قتل النفس وأيضا القتل المعنوي، في كل لغات العالم، وفي كل الأديان، فليس هناك دين يحض عليها مطلقا، فلا شك أن ما حدث في كل البلدان من إرهاب، لم يكن بمحض الصدفة، بل نتيجة رواسب فكرية امتدت عبر عقول ضرب العنكبوت عليها خيوطه، وعششت بداخلها الغربان التي تنعق ليلا، وفتح الإعلام أبوابا على مصراعيها، ليل نهار، دون مناقشة أهل التخصص في جميع المجالات، فلم يصدر الإعلام الصورة الحقيقة لكل دين، سواء في الإعلام الأوربي أو العربي، فهدفهم الرامي أن يأتوا برجل يعرف فقط التحدث ، أمام إعلامي أو إعلامية ، تعرف فقط فك الخط ، ثم يصدران مشهد عقيما ، ربما يروق لمستمع غائب عن الدين القيم أو في غيابات الجب من الثقافة ، فيقع في براثن ومخالب الكلمات المعسولة ولغة الجسد التي تقنعه ، وتنقله مواقع التواصل الاجتماعي حيث شاءت بمخاطره وتلوثه ، ويصبح معتقدا يلوكه البعض ويأخذ شكل القداسة والتبتل لأشخاص ادعوا أنهم رجال دين فقط .
إن تطوير الخطاب الديني لم يكن قاصرا على دين معين دون غيره، بل يجب أن يمتد إلى كل الأديان السماوية ، فكلها واحد، في التعاليم، فليس هناك بدين يسمح بالكذب والسرقة، والكره، فكل الأديان تدعو للسماحة والحب والإخاء، رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 17) (َأكْرِمُوا الْجَمِيعَ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ. أَكْرِمُوا الْمَلِكَ)
وفي الإسلام، قال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) البقرة "195". 
وجاءت التوراة بالعبرية بمعنى الشريعة أو التعليم أو التوجيه قال تعالى: (إنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ).
ولو أدرك رجال الدين ذلك ما تعصب بعض منهم، وبث أفكارا متحيزة ما أنزل الله بها من سلطان! ، ومن ثم نرى الإرهاب يعشعش في عقول خربة، تحتاج لسنوات لتنظيفها ، فقد تُركت لسنوات عجاف قاحلة أغلقت فيها أبواب التفسير الصحيح للنصوص، وظن بعض رجال الدين وأقصد من تعلموا تعاليم دينية سطحية ، أنهم أنابوا عن الله ، يدخلون من شاءوا الجنة بغير حساب ، ويخرجون منها من خالفهم إلى النار فأصبحت مادة الكره ، الاستفزاز والتسلط ـ وازدراء الأديان سبيلا للفت؛ الأنظار الإعلامية ، وثم تنصب المنصات أقصد المصاطب مع احترامي لها ، وتحكي الحكايات ، ويأتي بالدعاة الترانزيت في كل قناة فضائية يلهفون آلاف من العملات المختلفة، ولم يدروا أنهم قتلوا بألسنتهم أشخاصا وفككوا عقولا، فإن ما يفعلوه لا يقل شأنا عن الإرهاب والترصد، كلاهما يمتلك قنبلة موقوتة تتفجر في زمن محدد.
إذن كل المعاني السامية في جميع الأديان، لكن نفتقد إلى توصيل الرسالة الصحيحة التي باتت مشوشة ، ودخلت الآذان ناقصة ، ونقلها الإعلام بما هي ، وما أدراك ماهي إنها نار حامية.