الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

شريف درويش اللبان يكتب: الإسـلاموفوبيا.. تشريع الإرهاب والقتل من الرجل الأبيض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مطالب دولية بسن تشريع دولى يصنف «الإسلاموفوبيا» بأنها عمل إرهابى
الأمريكيون المسلمون ساهموا فى إحباط اثنين من كل خمس عمليات إرهابية استهدفت الولايات المتحدة
52% من الأمريكيين و48% من الكنديين يقولون إن الغرب لا يحترم المجتمعات الإسلامية

يطرح الهجوم الإرهابى الذى استهدف مسجدين فى مدينة «كرايست تشيرش» بنيوزيلندا، أثناء أداء صلاة الجمعة الماضية، وأسفر عن استشهاد ٥٠ شخصًا وإصابة العشرات بأعيرة نارية بينهم أطفال يخضعون للعلاج فى مستشفى «كرايست تشيرش».. من جديد قضية الإسلاموفوبيا.
مرصد «الإسلاموفوبيا» التابع لدار الإفتاء المصرية أكد أن هذا العمل الإرهابى الغاشم يؤكد حتمية تجريم الإسلاموفوبيا والتمييز العنصرى ضد المسلمين، ويجب على المجتمع الدولى بكل مستوياته العمل على سن تشريع دولى يوَّصف الإسلاموفوبيا باعتبارها عملًا إرهابيًا لا يقل خطورة عن إرهاب داعش والقاعدة.

مفهوم «الإسلاموفوبيا»
يُعرِف الباحثون وخبراء السياسات «الإسلاموفوبيا» Islamophopia بتفاصيل متباينة، ولكن يظل جوهر المصطلح واحدًا بغض النظر عن مصدر التعريف؛ فالإسلاموفوبيا هو الخوف المبالغ فيه، والكراهية، والعداء تجاه الإسلام والمسلمين، وهو الخوف الذى يتم تشكيله من خلال القوالب والأنماط السلبية، والتى تتسبب فى التحيز والتفرقة والتهميش وإقصاء المسلمين من الحياة الاجتماعية والسياسية والمدنية.
وتوجد ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الأساس قبل الهجمات الإرهابية فى ١١ سبتمبر ٢٠٠١، ولكن هذه الظاهرة تزايدت فى وتيرتها خلال العقد الماضي. وقد حدد تقرير مركز Runnymede Trust فى المملكة المتحدة- على سبيل المثال- ثمانية مكونات للإسلاموفوبيا فى تقرير عام ١٩٩٧، وبعد ذلك أصدر المركز نفسه تقريرًا للمتابعة عام ٢٠٠٤ فى أعقاب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وفى السنوات الأولى من حربى أفغانستان والعراق. وقد تبين للتقرير الأخير أنه فى أعقاب الهجمات الإرهابية فى بريطانيا، أصبحت الحياة أكثر صعوبة للمسلمين البريطانيين.
وفى لقاء عُقد عام ٢٠١١، عرَف «اتحاد الأمم المتحدة لتحالف الحضارات» و«جامعة الدول العربية» الإسلاموفوبيا على أنها إحدى المجالات المهمة المثيرة للقلق. وقد طور مركز «جالوب» Gallup مجموعة محددة من التحليلات للظاهرة، وهذه التحليلات مؤسسة على قياسات الرأى العام واستطلاعات لرأى الأقليات فى عدد من البلدان، لتوجيه جهود صانعى السياسات لمعالجة الإسلاموفوبيا كقضية عالمية.
منع عمليات إرهابية
وقد أوضحت الأبحاث أن الولايات المتحدة حددت ما يزيد عن ١٦٠ إرهابيًا أمريكيًا مسلمًا مشتبهًا به فى العقد التالى لهجمات ١١ سبتمبر، وهو عدد ضئيل مقارنةً بالآلاف من أعمال العنف التى تقع فى الولايات المتحدة كل عام.ومما يسترعى الانتباه، أن هذه النسبة الضئيلة من أعمال العنف التى يرتكبها الأمريكيون المسلمون هى التى يتم تسليط الضوء عليها لإثارة الانتباه على المستوى القومى لخلق الانطباع- ربما غير المتعمد- بأن إرهاب الأمريكيين المسلمين أكثر شيوعًا وانتشارًا مما هو عليه فى الحقيقة. ويحدث هذا بغض النظر عن أنه منذ أحداث ١١ سبتمبر، ساعد المواطنون الأمريكيون المسلمون مسئولى الأمن والقانون فى منع حوالى اثنين من كل خمسة مؤامرات إرهابية لتنظيم القاعدة تهدد الولايات المتحدة الأمريكية. إن الإسلاموفوبيا تؤثر على أكثر من مجرد مجموعة صغيرة من المسلمين؛ فمن خلال عديدٍ من جهود استطلاعات الرأى العالمية، جمع مركز «جالوب» ثروة من البيانات تقوم برصد تفاصيل الرأى العام واتجاهاته كلها عن المجالات المختلفة ذات الصلة بالمسلمين على مستوى العالم. ولعل هذا ما يمكن أن يقدم لمحات سريعة تصلح كنقاط لإعمال الرأى والتفكير فيما عرضه بعض المنتمين إلى عددٍ من البلدان والديانات والمجتمعات، وهو ما يستطيع أن يقدم إطارًا عامًا للمدركات المتعلقة بالإسلاموفوبيا على مستوى العالم.


عدم الاحترام
وعلى مستوى العالم، لا يشعر العديد من المسلمين بالاحترام من قبل أولئك الذين يعيشون فى الغرب، وتشارك نسب ملحوظة وذات دلالة فى عديد من الدول الدول الغربية هذا الشعور. وبالتحديد، فإن ٥٢٪ من الأمريكيين و٤٨٪ من الكنديين يقولون إن الغرب لا يحترم المجتمعات الإسلامية. وربما تكون هذه النسب أقل نسبيًا لدى المستجيبين لاستطلاعات الرأى من الإيطاليين والفرنسيين والألمان والبريطانيين.
ويمكن أن تؤثر عوامل عديدة على تفاعلات ودرجة الاحترام بين المسلم والمجتمعات الغربية؛ فالاختلافات فى الثقافة والدين والمصالح السياسية قد تشكل أحد الآراء التى يبديها المواطن تجاه الآخر. وتميل تعريفات الإسلاموفوبيا إلى أن تنسب الخوف أو الكراهية للمسلمين إلى سياساتهم أو ثقافتهم، بل إلى الإسلام نفسه وتديُن المسلمين فى بعض الأحيان.
إن الدين والثقافة هما اللذان يشكلان السياسة فى كل مناطق العالم، ويُعدان- كما تبين من المسوح المختلفة- سبب التوتر بين المسلم والعوالم الغربية. ويُعد هذا ذا دلالة فى المناقشات عن الإسلاموفوبيا، على اعتبار أن المصالح السياسية يمكن أن تتباين وتتغير وتتبدل، فى حين أن الاختلافات الثقافية والدينية تُعد أكثر تجذرًا فيمن يدينون بها.
إهانة القرآن
وتقول الأقليات فى الدول ذات الأغلبية المسلمة إن القرارات التى قد تتخذها المجتمعات الغربية تُعد مهمة لإظهار الاحترام للمجتمعات الإسلامية. وذكر ٨ من كل ١٠ أفراد أنه سيكون من المهم جدًا بالنسبة لهم- بصفة شخصية- أن تُقلع المجتمعات الغربية عن إهانة القرآن والرموز الدينية الأخرى للمسلمين. وذكر حوالى ٦ من كل ١٠ أفراد أنه قد يكون مهمًا بالنسبة لهم أن يقوم أولئك الذين يعيشون فى الغرب بمعاملة المسلمين معاملة عادلة فى السياسات التى تؤثر عليهم، وحماية حقوق الأقليات المسلمة فى تلك المجتمعات، ورسم صورة ذهنية دقيقة للمسلمين فى وسائل الإعلام الغربية، والعمل مع المجتمعات المسلمة كشركاء متساوين فى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفقًا لمؤسسة «فير» Fear Inc، وهى شبكة تضم خبراء فى المعلومات المغلوطة misinformation experts، والتى تدعم إصدار تقرير دورى عن «مركز التقدم الأمريكي» Center for American Progress، وهى تُعنى بدراسة ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الولايات المتحدة، فإن الترويج للإسلاموفوبيا يخلق كلًا من العداء والتمييز بين السكان بشكل عام، ويقوم العداء بدور محورى فى وجود الإسلاموفوبيا وانتعاشها. ويُعد العداء وحده، كحُكم سلبى أو رأى أو اتجاه سلبي، محددًا للتوجه العام للمواطنين. وعندما يكون العداء مصحوبًا بالأفعال العنيفة والمتصاعدة لدرجة التمييز، فإنه يخلق بيئة خطرة لضحاياه. وقدم مركز «جالوب» تحليلات لنماذج للعداء ضد المسلمين والإسلام فى عدد من الدول وفى الولايات المتحدة؛ فحوالى نصف العينات الممثلة على المستوى القومى من المورمون Mormons «طائفة دينية أمريكية نشأت عام ١٨٣٠» والبروتستانت والكاثوليك والمسلمين واليهود يوافقون عمومًا على أن معظم الأمريكيين يشعرون بالعداء تجاه الأمريكيين المسلمين، وبالتحديد فإن ٦٦٪ من اليهود الأمريكيين و٦٠٪ من الأمريكيين المسلمين يقولون إن الأمريكيين يشعرون بالعداء تجاه الأمريكيين المسلمين.


تمييز عنصرى
ومن المحتمل أن المسلمين (٤٨٪) يقولون أكثر من الأمريكيين الذين يدينون بديانات أخرى إنهم شخصيًا مروا بخبرة التمييز العنصرى والدينى فى العام السابق، كما أن الأمريكيين المسلمين، بدرجة وصلت إلى أكثر من الضعف مقارنة باليهود والكاثوليك والبروتستانت الأمريكيين، ذكروا أنهم مروا بخبرة مماثلة لهذا التمييز فى العام السابق.
ويضاهى الـ ٤٨٪ من الأمريكيين المسلمين الذين قالوا إنهم مروا بخبرة للتمييز العنصرى أو الدينى، الأمريكيون البيض (٤٨٪) والأمريكيون الأفارقة (٤٥٪)، وذلك كما تم رصده من خلال توليفة من هذه المجموعات نفسها. وذكر ٥٢٪ من الأمريكيين العرب أنهم غالبًا ما مروا بخبرة من هذا النمط من التمييز.
إن المعلومات التى يوردها البعض عن نفسه self-reported knowledge، سواء كانت دقيقة أم لا، عن الإسلام كدين يبدو أنها تؤثر على شعور الأمريكيين بالعداء نحو المسلمين. ومن الأمريكيين الذين قالوا إنهم لم يكن لديهم عداء شخصى تجاه الإسلام، ذكر ٢٩٪ أنه لا يوجد لديهم أية معرفة عن الإسلام. وفى الحقيقة، فإن أولئك الذين يقولون إنهم يحملون قليلًا من العداء أو قدرًا كبيرًا من العداء يقولون إنهم ليس لديهم معرفة عن الإسلام.
وحتى بين الأمريكيين الذين لا يحملون عداءً شخصيًا تجاه المسلمين، ذكر ثلثهم أن لهم رأيًا غير محبب عن الإسلام (٣٦٪). ومن غير المثير للدهشة، أن أولئك الذين يقولون إن لديهم درجة كبيرة من العداء للمسلمين ينظرون للإسلام نظرة سلبية (٩١٪)، إن ثلث الذين ليس لديهم عداء للإسلام لهم رأى سلبى فى الإسلام، وهو الأمر الذى يطلق تحذيرًا، لأن ذلك يشير إلى أنه حتى من لا يحملون أدنى عداء للإسلام كدين لديهم آراء ووجهات نظر سلبية عن هذا الدين.
ولا يتخذ الذين أوضحوا عداءً شخصيًا تجاه المسلمين اتجاهًا سلبيًا من الدين فى العموم أو ديانات الأقليات بشكل خاص، وعلى سبيل المثال، فإن الأمريكيين الذين يقولون إنهم يشعرون على الأقل بقليل من العداء تجاه المسلمين يعبرون عن آراء إيجابية عن اليهودية، بغض النظر عن الدرجة التى يحملون بها عداءً نحو المسلمين.
ويخلق الشعور بالألفة مع المسلمين اختلافًا محدودًا فى مستويات العداء الشخصى تجاه المسلمين بشكل عام، إن ٥٣٪ من الأمريكيين الذين يقولون إنهم لا يحملون أى عداء تجاه المسلمين يقولون إنهم يعرفون شخصًا ما يعتنق الإسلام ويمارسه، وبالمقارنة، فإن أولئك الذين يحملون قدرًا كبيرًا من العداء للمسلمين يقولون الشيء نفسه.


الأمريكيون الإسلاميون
سأل مركز «جالوب» الأمريكيين إذا ما كانوا يعتقدون أن الأمريكيين المسلمين موالون للولايات المتحدة. وتميل المدركات الخاصة بعدم الولاء إلى سكب الزيت على نيران الإسلاموفوبيا. وإذا اعتقد الفرد أن المسلمين ليسوا موالين، فإنه ربما يعتقد أيضًا أنه يجب أن يُخشى جانبهم، ولا يكونوا موضعَ ثقة، ويجب ألا يتم التعامل معهم بعدالة.
إن الشعور بعدم ولاء الأمريكيين المسلمين للولايات المتحدة تمت دراسته كمكون حرج للإسلاموفوبيا. وتُعد النساء أكثر اعتقادًا من الرجال بأن المسلمين مواطنون لا يدينون بالولاء للولايات المتحدة. كما أن الذين يعتقدون أن الأمريكيين المسلمين يدينون بالولاء للولايات المتحدة أصغر سنًا من الذين يقولون إنهم ليسوا كذلك. وبينما يوافق معظم الأمريكيين (٨٧٪) بشدة على أنهم لن يرفضوا شخصًا من ديانة أخرى ينتقل للسكن إلى جوارهم، فإن أولئك الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين يدينون بالولاء للولايات المتحدة أكثر احتمالية من نظرائهم الذين يقولون بعكس ذلك من حيث عدم رفض جيرانهم الذين ينتمون لديانة أو معتقد مختلف.
إن الأمريكيين الذين يعتقدون أن نظراءهم المسلمين يدينون بالولاء للولايات المتحدة أكثر من أولئك الذين يناقشون هذا الولاء، فى ضوء الثقة فى عدد من المؤسسات الأمريكية الرئيسة. وبعبارة أكثر تحديدًا، فإن أولئك الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين موالون للبلاد غالبًا هم من يقولون إن لديهم ثقة فى النظام القضائى الأمريكى (٦٣٪ فى مقابل ٤١٪)، وفى أمانة الانتخابات (٤٩٪ فى مقابل ٢٧٪)، وفى وسائل الإعلام (٢٩٪ فى مقابل ١٤٪)، وفى مكتب التحقيقات الفيدرالية (٧٣٪ فيمقابل ٦١٪)، وفى الشرطة المحلية (٨٢٪ فى مقابل ٧٥٪). ولعل الاستثناء الوحيد فى هذه السبيل هو ثقة الأمريكيين فى الجيش الأمريكي، والتى تُعد أكبر بدرجة طفيفة بين أولئك الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين ليسوا موالين للولايات المتحدة.وعلى أية حال، فإن معظم الأمريكيين يقولون إن لديهم ثقة فى الجيش، بغض النظر عن رأيهم فى مدى ولاء الأمريكيين المسلمين.


رأى سلبى فى أمريكا
وبصفة عامة، فإن ثلث الأمريكيين يقولون إنهم يعتقدون أن الدول الإسلامية لديها رأى سلبى للغاية فى الولايات المتحدة. إن الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين ليسوا موالين للولايات المتحدة أكثر من الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين موالون للولايات المتحدة، لكنهم على الرغم من ذلك يعتقدون أن مواطنى الدول الإسلامية يحملون رؤى سلبية للغاية عن الولايات المتحدة. ورغم ذلك، فإن غالبية الأمريكيين الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين موالون أو غير موالين للولايات المتحدة يعتقدون أن شعوب الدول الإسلامية لديهم على الأقل نوع ما من الرؤى أو وجهات النظر السلبية للولايات المتحدة.
ومن بين أولئك الذين يقولون إن الدول الإسلامية لديها وجهات نظر سلبية للولايات المتحدة، يقول أكثر من نصفهم (٥٧٪) إن هذه الرؤى مبنية فى الغالب على معلومات خاطئة أو مغلوطة misinformation تم تقديمها من خلال وسائل الإعلام حكومات تلك البلدان عما تفعله الولايات المتحدة، فى حين أن حوالى الثلث (٣٢٪) يقولون إن هذه الرؤى السلبية نشأت فى الغالب بسبب ما تفعله الولايات المتحدة. إن أولئك الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين ليسوا موالين للولايات المتحدة فى الأغلب الأعم هم من يقولون إن وجهات النظر السلبية السائدة فى الدول الإسلامية عن الولايات لمتحدة بسبب المعلومات الخاطئة التى تقدمها وسائل الإعلام والحكومات فى هذه البلدان (٧٠٪)، وليست مبنية على الأفعال الأمريكية السابقة (١٧٪). وأولئك الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين موالون للولايات المتحدة هم فى الأغلب الأعم من يقولون إن وجهات النظر السلبية فى الدول الإسلامية ترجع إلى المعلومات الخاطئة (٥٤٪) أكثر من الأفعال والتصرفات الأمريكية (٣٥٪).
ويقول ثلثا الأمريكيين الذين تم مسحهم فى هذه الدراسة إن الدين يُعد جزءًا مهمًا من حياتهم اليومية. ويُعد الذين يقولون إن الأمريكيين المسلمين ليسوا موالين للولايات المتحدة أكثر من الذين يقولون إن المسلمين موالون ادعاءً بأن الدين يُعد جزءًا مهمًا من حياتهم اليومية (٧٤٪ فى مقابل ٦٥٪).
جمع مركز «جالوب» بيانات عام ٢٠٠٨ من عينات ممثلة فى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بالتركيز على قضايا عديدة متصلة بالاندماج الاجتماعى والثقافى للمجتمعات الإسلامية فى هذه البلدان الثلاثة. وبينما يوافق غالبية المراهقين فى هذه الدول على أن مواطنى جماعات الأقلية يقومون بإثراء الحياة الثقافية لدولهم، فإن هؤلاء المبحوثين يُعربون عن خوفهم من بعض مجالات الثقافة الإسلامية.


أوروبا والمسلمون
ويوجد بالمملكة المتحدة فقط أقلية ضخمة (أكثر من ربع السكان) تقول إن المواطنين الذين لديهم ممارسات دينية مختلفة عنهم تهدد أسلوب حياة المستجيبين للمسح، والمسلمون فى فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أقل احتمالية من الجمهور العام فى هذه البلدان من حيث القول بأن أولئك الذين لديهم ممارسات دينية مختلفة تهدد أسلوبهم فى الحياة.
ويقول ما يتراوح بين ١٦٪ إلى ٢١٪ من الفرنسيين والألمان والبريطانيين بأنهم لا يرغبون أن يكون جيرانهم من المسلمين، وهى نسب شبيهة من إجمالى عدد السكان الذين يقولون إنهم لا يرغبون فى أن يكون جيرانهم من الشواذ جنسيًا، وبصفة خاصة، فإن مواطنى هذه البلدان أكثر احتمالية لأن يقولوا إنهم لا يرغبون فى أن يكون المسلمون جيرانًا لهم أكثر من أن يقولوا الشيء نفسه بالنسبة لليهود والمسيحيين والسود والأسيويين. ويوجد ثمة استثناء فى المملكة المتحدة، حيث يقول ٢٢٪ من السكان إنهم لا يرغبون فى أن يكون جيرانهم من المهاجرين أو العمال الأجانب.
وتعتبر نسب ذات دلالة من المواطنين فى فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن الممارسات والعلاقات الإسلامية المختلفة تمثل موضع تهديد. وعلى سبيل المثال، فإن ١٦٪ من الألمان و٣٠٪ من البريطانيين و٣٩٪ من الفرنسيين يقولون إن ارتداء النساء المسلمات للحجاب يمثل تهديدًا للثقافة الأوروبية. وتربط نسبٌ شبيهة المسلمين بالإرهاب، فـ ٢٣٪ من الألمان و٢٥٪ من الفرنسيين و٣٤٪ من البريطانيين يقولون إن المسلمين متعاطفون مع تنظيم القاعدة.
وعلى أية حال، إن الغالبية العظمى من الفرنسيين (٩٠٪) والبريطانيين (٩٠٪) والألمان (٩٥٪) يقولون إنهم لم يمروا بتجربة تمييز عنصرى أو دينى فى العام السابق. ومن بين المسلمين فى كلٍ من هذه البلدان الثلاثة، فإن أولئك الذين يعيشون فى فرنسا وألمانيا أكثر من يقولون إنهم مروا بتجربة تمييز فى العام السابق مقارنةً بالمجتمع الكلى للمسح.


جيران مسلمون
إن نسبًا من مجتمع للدراسة فى هذه البلدان الثلاثة (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) مترددون فى أن يقبلوا بأن يكون جيرانهم من المسلمين، ويوضح هذا التردد فى قرارات الناس إذا ما كانوا يقبلون أن يعيشوا فى مجتمعات تتناقض مع ديانتهم وطبيعتها، وعلى أى حال، فإن الأفراد الذين يعيشون فى مجتمعات مختلطة Mixed Communities قد يكونون أكثر انفتاحًا على أولئك المختلفين عنهم، وأقل احتمالية لأن يكونوا عُرضة للإسلاموفوبيا.
ويُعد مجتمع الدراسة فى فرنسا (٤٩٪) وألمانيا (٥١٪) وبريطانيا (٤٨٪) أكثر احتمالية لأن يقولوا إنهم يعيشون فى الجوار مع أُناسٍ يشاركونهم الخلفيات الإثنية والدينية. وعلى الرغم من ذلك، فإن نسبًا ذات دلالة من كل مجتمع تقول إن جيرتهم تتكون من خليط من الناس، بما فى ذلك أولئك الذين يشاركونهم خلفياتهم الإثنية والدينية، والآخرين الذين لا يشاركونهم هذه الخلفيات، وبالتحديد، فإن ٤٠٪ من الفرنسيين و٣٨٪ من الألمان و٤٣٪ من البريطانيين المستجيبين للمسح يقولون إنهم يعيشون فى جيرة تتسم بالتنوع والتعدد. والمسلمون فى فرنسا (٧٤٪) وألمانيا (٥٣٪) والمملكة المتحدة (٥٤٪) أكثر احتمالية لأن يقولوا إنهم يعيشون فى جيرة تتسم بالتنوع أكثر من الجيرة التى تتسم بالتجانس.
ورغم ذلك، فقد وجد مركز «جالوب» فى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة أفرادًا أكثر تسامحًا واندماجًا لدرجة أنهم يقولون إنهم يعيشون بين أُناسٍ من خلفيات دينية وإثنية شبيهة إلى حدٍ كبير. ويقول الأشخاص المندمجون (٧٠٪) والمتسامحون (٦٥٪) أكثر من الانعزاليون (٤٩٪) إنهم يعيشون فى جيرة أكثر تنوعًا.
2011
عرَف «اتحاد الأمم المتحدة لتحالف الحضارات» و«جامعة الدول العربية» الإسلاموفوبيا على أنه أحد المجالات المهمة المثيرة للقلق.