كشفت صحيفة "إلباييس" الإسبانية اليوم الأربعاء عن أن ضباط الاستخبارات الإسبانية يعتقدون أن اثنين على الأقل من أصل 10 مجهولين هاجموا سفارة كوريا الشمالية في مدريد الشهر الماضي وسرقوا أجهزة حاسب آلي وهواتف خلوية على صلة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه".
وذكرت الصحيفة أن الشرطة وجهاز الاستخبارات الوطني الأسباني يحققان في حادث السرقة غير الاعتيادي الذي وقع في 22 فبراير الماضي قبل 5 أيام من انطلاق القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في العاصمة الفيتنامية هانوي والتي انتهت دون اتفاق بين الجانبين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة لم تسمها قولها إن المحققين الإسبان فحصوا لقطات كاميرات المراقبة التي التقطت المهاجمين، واستمعت إلى أقوال العاملين في السفارة وتفحصت بيانات السيارات الدبلوماسية التي استقلها المهاجمون هربا، وتمكنوا من التعرف على هويات بعض من المهاجمين.
ونقلت عن المصادر قولها إنه بالرغم من أن جميع المهاجمين يحملون الجنسية الكورية إلا أن اثنين منهم على الأقل حددت السلطات الإسبانية أن لهم صلة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وأشارت المصادر إلى أن السلطات الإسبانية أثارت المسألة مع "سي آي إيه" والتي نفت بدورها الضلوع في الحادث، لكن الجانب الإسباني وصف ردها بأنه لم يكن بالمقنع للغاية، لافتة إلى أن عملية السرقة لم تكن لمجرد سارقين عاديين، بل إنها عملية مخطط لها جيدا حيث كانوا يعلمون ما الذي يريدونه، فلم يسرقوا أموالا أو مجوهرات بل فقط أجهزة حاسب آلي وهواتف خلوية.
وأشارت إلى أنه من المحتمل أن المهاجمين كانوا يبحثون عن معلومات تتعلق بكيم هيوك تشول مبعوث كوريا الشمالية الخاص في المفاوضات مع الولايات المتحدة والذي كان يشغل منصب سفير إسبانيا قبل أن تطرده مدريد في سبتمبر 2017.
وكانت السلطات الإسبانية قد أعلنت فبراير الماضي إجراء تحقيقات حول حادث سرقة أجهزة حواسب آلية وهواتف خلوية وقع في سفارة كوريا الشمالية وأصيبت على إثرها امرأة، حيث اقتحم عدد من المهاجمين المجهولين السفارة وقيدوا العاملين بها وكمموا أفواههم إلا أن امرأة واحدة تمكنت من الإفلات منهم ولفت انتباه المحيطين بالمبنى بصرخاتها، ليلوذ المهاجمون بالفرار.
