تظل مواقع التواصل الاجتماعي، بما يزيد على 20 مليون مشترك في مصر، ذات دور فاعل في تحريك وتحديد اتجاهات الرأى العديد من القضايا المجتمعية المهمة لاسيما مع قدوم الألفية الجديدة حيث لعبت دورا في إشعال الربيع العربي خلال الفترة الماضية.
العديد من الأزمات، بدأت
على الأرض وتبناها الفيسبوك لعل أخرها أزمة مدير معهد القلب السابق الدكتور جمال
شعبان والذي تحولت إلى قضية رأي عام بالتوازي مع تدخل وزيرة الصحة خلال الفترة
الماضية، ومع صدور قرار الإقالة تحول الكثير من الحقوقيين والأطباء إلى ساحة الاعتراض
عبر صفحاتهم على فيسبوك، مؤكدين أن القرار لا بد من مراجعته وهو ما يراه أطراف أخرى
كلام عاري من الصحة مما أدى إلى تفجير حالة من الجدل داخل الشارع وفي هذا السياق
يصبح هناك علامات استفهام حول دور مواقع التواصل في المجتمع وكيفية تأثيرها وواقعه
على القضايا المختلفة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد الحميد زيد، أستاذ علم الاجتماع: إن مواقع التواصل يكون لها دور في الأوقات التي يكون هناك جدل مجتمعي حول قضية من القضايا وهو ما ينشأ في حال نقص المعلومات لدى البعض وفي ظل غياب الشفافية حيث يترتب على هذا انتشار الإشاعات والأقاويل متضاربة حول القضايا المختلفة.
ولفت إلى أن علاج هذا يأتي بوجود قدر من الشفافية في القرارات التي تصدر مع توضيح أسبابها بصورة مباشرة، لافتًا إلى أن الشائعة تستخدم من فترات طويلة لأن المجتمع مستقطب وهناك قوى كثيرة متنافرة تؤثر على نفسية المواطن أو استغلال حدث فقلب الحقائق أحد أغراض الشائعات التي تنتشر في بعض الأحيان بسبب هذا.
ومن جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي: إن مواقع التواصل تعمل على زيادة انتشار الشائعات وليس بالضرورة ما تنشره ينطوي على قدر من الصحة، لافتًا إلى أن يؤدي لتدمير وسائل التواصل الطبيعية فيختفي الاتصال والحديث المباشر بين الأفراد في حين يزداد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي تعد خلاله تلك الوسائل في الأساس وسيلة من وسائل الترفيه وجزء من عالم غير حقيقي وافتراضي يجعل التصرفات داخل هذا العالم الافتراضي مختلفة عن الأفعال الحقيقية.
