الفن لغة الشعوب فى نقل الثقافات والحضارات المختلفة، عبر الأجيال، هكذا قال أحمد شوقى رؤوف، ٥٥ عامًا، حاصل على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية، ويعمل بالإخراج المسرحى منذ ٢٠ عامًا، ويتبنى تعليم الموهوبين والراغبين فى التمثيل.
ويضيف أن تعليم الموهوبين لا يقتصر على عمر أو طبقة محددة، وإنما يعتمد على قدر شغف الشخص الموهوب والراغب فى التمثيل.
ويشير إلى أن التمثيل ليس بجديد علينا، فهو موجود منذ أن خلقنا الله عز وجل، فجميعنا يتعامل مع بعضه بما نسميه بـ«الأدوار الاجتماعية»، بمعنى أن شخصًا واحدًا يختلف دور ممارسته كأب مع ابنه فى المنزل، وعن دوره كمعلم مع التلاميذ، وعن دوره حينما يتواجد فى المواصلات، فكل دور فيهم يكون بشكل وطبيعة محدده ومختلفة، فهذا فى ذاته تمثيل دور دون أن نشعر.
ويستكمل بأن التمثيل ولد مع الإنسان من رغبة ملحة، فهو يعيش الواقع وتولد لديه رغبة ملحة فى إعادة محاكاة هذا الواقع، قائلًا: «أجدادنا كانوا لما يروحوا الصيد ويرجعوا، يبدأوا يحكوا لنا الأسد كان عامل إزاي، ورد فعلهم إيه لما شافوه، ويبدأوا يجسدون الموقف اللى شافوه». ويقول دائمًا ما تكون البنية الشخصية من انفعال ومن خيال، وهم أداة الممثل الحقيقية فى التعبير، فالإنسان الجسد والانفعالات هو تحريك الجسد وتوصيل المعلومة للغير وتمثيل شخصية سواء أن كانت درامية أو كوميدية.
ويرى أن الإبداع الحقيقى يأتى عندما يجتمع الاجتهاد مع الموهبة، فلا يمكن انفصامهم فى خلق الإبداع، فدائمًا يستشهد باثنين من كبار الممثلين وهم «أحمد زكى ونور الشريف»، ولأنهم من جيل واحد فهما مثالا واضحا، فأحمد زكى لديه موهبة جبارة، بينما نور الشريف لديه موهبة فطرية بسيطة، والاثنان أكملا موهبتهما بالجد والاجتهاد لذلك أصبحا مبدعين، فالقدرة الفطرية على الإبداع والاجتهاد تسهل الطريق، بمعنى أنه ليس الإبداع وحده كافيًا، فهو يأتى من صدف المواقف، والجين الوراثي، والخبرات التى مرت عليه فى النشأة والطفولة، مع تعلم الفن يبدأ تنظيم هذه الخبرات بشكل منسق ومنضبط اكثر.
واختتم حديثه: «إن الإنسان يجب دائمًا وأبدًا أن يبحث فى ذاته عن موهبته، وينميها كى يتألق بها»، فيقدر مقولة «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، فأنصح الشباب عدم السعى وراء الأعمال الشائعة، بل الأعمال التى يحبونها فإذا عمل اللاعب محمد صلاح بالفن، ولم ينتبه لموهبته برياضة كرة القدم، فسنرى الخسارة ستكون كبيرة جدًا علينا جميعًا، وهذا دليل مباشر أن حبه للشيء جعله نجمًا ساطعًا فى سماء التألق والإبداع.
