الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

إذا كان الجميع مقتنعا بإيجابية سلوكياته فمن أين تأتي المشاكل؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجميع على الشط يجيد العوم أفضل من السباح العالمي على عزت ذات نفسه، أما فى المياه فالبعض يتحول إلى عبدالبر المتشاهد على روحه، وآخرون إلى رجب يطبش حتى ينجو بحياته، والمقصود هنا بالكلام هو الاختبار العملى والفعلى للقدرات وإمكانيات الفرد، فدون هذا الاختبار سنصبح جميعنا «فتوات» كما يقول الفنان الراحل توفيق الدقن. 
الأغلبية تنظر على صفحات التواصل الاجتماعى وتعيد نشر مقولات وأدعية وصلوات تشعر معها أن الصفحة سوف تشعل نارا من فرط قوة الإيمان وحماسه، والبعض يصبح ويمسى بكلمات وصور مليئة بالتشجيع ورفع الروح المعنوية والحث على حب الآخر والتعامل مع الاختلاف بقبول وانفتاح، الأمر الذى يجعل هناك إلحاحا فى طرح سؤال هام وضرورى:
إذا كانت الأغلبية تقول وتتبنى مثل هذه السلوكيات فمن أين تأتى المشاكل؟ من أين يحدث الإقصاء والنبذ والتفرقه؟
أى سلوك إنسانى وراءه دافع يحركه ويوجه صاحبه فى اتجاه يحقق له شبعا نفسيا ورضا ذاتيا يفتقده قبل قيامه بسلوكه هذا، بمعنى آخر، الجميع يشعر بنقص ما فى حياته، احتياج غير مسدد، هذا الاحتياج يولد دافعا داخليا يوجه الفرد للقيام بسلوكيات وتصرفات تشبع حاجته فيشعر بالرضا عن نفسه وتتحسن صورته الذاتية، فدافع الكتابة والنشر والإعلان، أغلبه يكون ناتجا عن رغبة فى تبرئة الذات من سلوكيات معينة قد يشعر البعض أنها ملتصقة به، فكأنه يقول لمن حوله بنشره أى فكرة أو مقولة: «هذه أفكاري، وأنا غير مسئول عن أي رأي آخر»، والوجه الآخر لتبرئة الذات أو التبرير هو الإسقاط على الآخرين: «هما الوحشين.. وأنا الحلو، أنا اللى فاهم فيهم».
الإحساس بالأفضلية والتفوق والتميز هو مسعى إنسانى مشروع فى حدود:
- عدم التقليل من قيمة وشأن الآخرين.
- عدم الزيف فلا يدعى الشخص عكس حقيقته.
- السعى نحو تحقيق ما يتبناه الفرد.
إميل لبيب - متخصص مشورة