لفتت المخرجة اللبنانية نادين لبكي، الأنظار هذا الموسم بشكل كبير باعتبارها نموذجا مضيئا للمرأة العربية، بعدما أبدعت في مهنتها بشكل غير مسبوق، لتصبح من أشهر وأهم المخرجات في لبنان والوطن العربي؛ حيث بدأت أولى خطواتها نحو العالمية بالتزامن مع طرح فيلمها «كفر ناحوم» بمهرجان «كان» السينمائي العام الماضي، والذي نجح في حصد الإشادات الواسعة على نطاق عربي وعالمي، لا سيما من أسماء لامعة في هوليوود من بينهم الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري والفنانة المكسيكية ذات الأصول اللبنانية سلمى حايك.
وأطلقت نادين وقتها «زغروطة عربية» معلنة فوزها بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها، لتعيد المجد للسينما اللبنانية والعربية، وتصبح أول امرأة عربية تنال جائزة من مهرجان «كان» السينمائي وثاني امرأة تشارك في المهرجان بعد هيني سرور، أول امرأة عربية تشارك في المسابقة الرسمية بالمهرجان سنة ١٩٧٤ بفيلم «ساعة التحرير دقت». وقالت «لبكي» وقت تسلم الجائزة: «السينما ليست فقط للترفيه وللحلم بل للمساعدة والتفكير والطفولة المهمشة، واللاجئون السوريون، وعاملات المنازل من إثيوبيا والفلبين المهضومة حقوقهن، وزواج القاصرات، كل هذه المواضيع جمعت في الفيلم فكان حقا «كفر ناحوم» بمعنى فوضي عارمة، ثم أهدت الجائزة إلى بلدها لبنان الذي يستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم.
جائزة مهرجان «كان» السينمائي كانت الشرارة الأولى في مشوار لبكي المشرف في السينما العالمية، خاصة عقب ترشحها لجائزة رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود، والتي تمنح واحدة من أهم جوائز السينما العالمية سنويا وهي جائزة «جولدن جلوب»، ومنها إلى حفل جوائز الأكاديمية البريطانية «بافتا»، التى تعد جوائزها إنجازا مرموقا لا يقل أهمية عن جوائز الأوسكار، لتصبح بذلك أول امرأة عربية تشارك في نهائيات هذا الحدث العالمي عن فيلمها «كفر ناحوم»، مصطحبة معها السينما اللبنانية إلى النطاق الدولي أيضًا.
لم تتوقف إنجازات نادين لبكي عند هذا الحد وحسب، بل وصلت مداها إلى حدود الجائزة السينمائية الأعرق والأقدم على وجه الأرض وهي «جوائز الأوسكار»، والتي ترشحت إليها هذا العام، بفئة أفضل فيلم أجنبي، وعلى الرغم من أنها لم تحقق الفوز إلا أنها دخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة عربية تنال شرف الترشح لهذه الجائزة.