قبل بزوغ ضوء الشمس يستيقظ «ميدو «بائع شاى» ليصلى الفجر حاضرًا بالمسجد القريب من منزله بمدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، بعد انتهائه من الصلاة يعود لمنزله ليستعد لرحلة يقطعها يوميًا من أجل لقمة العيش الحلال، يرتدى ملابسه التى يتميز بها «قميص وبيبيونة» ليعطياه شكلًا مميزًا عن غيره من البائعين، يحمل معه غلاية مياه وصينية بلاستيك بسيطة يضع عليها السكر وباكو الشاى وأكياس نسكافيه ومجموعة من «فتل الينسون والنعناع وعدد من «الكوبايات» البلاستيك.
منذ ما يقرب من ٥ سنوات حصل أحمد قاسم «البالغ من العمر ٢٦ عاما على بكالوريوس تربية رياضية، لكن لم يحالفه الحظ فى الالتحاق بوظيفة فى مجاله، فلم ييأس وقرر أن يبحث عن أى مهنة أخرى تدر عليه دخلًا، لأنه يرى أن أكل العيش لا يعرف إلا طريقًا واحدًا ألا وهو السعى إليه.
داخل إحدى الكافتيريات قضى أكثر من عامين ونصف العام، لكى يتعلم ويتقن الصنعة جيدًا، ولكن المرتب لا يكفيه بعد غلاء الأسعار، مما اضطره إلى القيام بترك الكافتيريا، فاهتدى إلى فكرة بسيطة، وهى أن يشترى صينية بلاستيك صغيرة وغلاية مياه وبعض المشروبات، على أن يسير بها فى الشوارع والأزقة ليبيع للمارة والعاملين بالمحلات والدكاكين مشروبات ساخنة جاهزة «تيك أواي» حتى أصبح ذا صيت واسع بمنطقة وسط البلد.
يقول «ميدو»: «أنا بياع شاى بس فرحان بنفسى قوى حب الناس ليا كان دافع كبير علشان كده بطور من نفسى كتير، عملت نيولوك جديدا، قميص وببيونة، وحملات عشان أميز بيهم نفسى عن باقى البائعين وأطمح لكتابة حكمة على القميص ممكن سواء بالطباعة أو عن طريق التطريز بالماكينة.
واختتم ميدو: «لدى فكرة عمل أبليكيش.. مثل أوبر وكريم، بجانب كل إشارة مرور يقف واحد من البائعين ويعمل المشروب للزبون، لأن الشارع بيقف كتير والإشارة بتكون زحمة وعلى بال ما العربية بتتحرك بتاخد وقت كتير».
