يعد الكاتب المسرحي الإسباني أليخاندرو كاسونا، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 3 مارس، أحد الأدباء المعروفين في البلاد العربية.
وولد كاسونا في بيسوللو بإسبانيا، وهو ينتمي إلى جيل 27، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة خيخون ثم التحق بجامعة مرسية، واضطر مثل الكثير من المثقفين الإسبان إلى ترك وطنه بعد صعود فرانكو، فنزح إلى الأرجنتين، حيث عاش في بوينس أيرس حتى أبريل 1962، ثم عاد نهائيًا إلى إسبانيا حيث ظل حتى وفاته عام 1965.
وتُرجمت له مسرحيات عدة إلى العربية وعُرضت مجموعة منها، ومن أعماله الهامة: مركب بلا صياد، والأشجار تموت واقفة.
وانتهج مسرح اليخاندرو كاسونا (1903-1965) طريقة تقوم على المزج بين الواقع والخيال، التي تطبع كل أعماله تقريبًا.
وتعد مسرحية "الأشجار تموت واقفة"، التي كتبها في عام 1949، ذات الثلاثة فصول، واحدة من أهم أعماله، وأيقونة مسرحية عالمية، وهي ترمز إلى قوة الارادة، فالأشجار رمز للبشر الذين يثبتون أمام عواصف الحياة حتى إذا انهزموا ماتوا وقوفا على أقدامهم.
مزج كاسونا الخيال والواقع في هذه المسرحية ليثبت أن السبيل الوحيد للتغلب على المصاعب هو مواجهتها مواجهة قوية وأن الإرادة تفعل المستحيل، وشخوص هذه المسرحية تنحدر من الواقع وتتحرك في بيئة خيالية غير موجودة، وأحداث المسرحية إنسانية وتنطوي على الواقع والخيال وتدور حول مؤسسة خيرية هدفها خلق السعادة، ففي أحد الأيام يلجأ إلى هذه الموسسة رجل عجوز يعيش مع زوجته لا يثيرها إلا فكرة انتظار حفيدها الغائب، هذا الحفيد طرده جده لأنه كان يسرق ويرتكب الفواحش.
وكانت الجدة تحن لرؤية حفيدها الوحيد وتبكي كثيرًا فزوجها لم يقدر على رؤيتها تذبل أمام عينيه وتعيش بلا أمل فابتكر طريقة لإسعادها، إذ اتفق مع صديق مقيم في كندا على إرسال رسائل تحمل اسم الحفيد الغائب ويكتب فيها إنه أصبح شابًا ناجحًا وودّع حياة اللهو، فعادت الحياة تدب في أوصال الجدة فكانت تسارع في الرد على الرسائل.
وفي أحد الأيام وصلت رسالة من الحفيد نفسه يعلن فيها عن قرب عودته للمنزل ففرحت الجدة، أما الجد وقع في حيرة لأن الخطابات المزيفة كانت تقول إن الشاب أصبح مهندسًا وتزوج، وفي نهاية المسرحية تكتشف الجدة وبعد عشرين عامًا من الانتظار أن الأمل الذي عاشت من أجله كان غير واقعي وأن جميع تلك الخطابات كانت مزيفة غير واقعية وأن حفيدها الحقيقي أصبح سارقا ومجرما.
ورحل كاسونا عن عالمنا في 17 سبتمبر 1965 مخلفًا العديد من الأعمال المسرحية المهمة.
